اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

زواج القاصرات ..بيت بيوت وخراب بيوت !!

 

بقلم: ميثاق كريم الركابي
جاءتني دعوة لحفلة زفاف ولأني لا أحب تلك التجمعات وتلك المجاملات والأجواء المشحونة بالفوضى قبلت الدعوة وعلى مضض..!!
فالواجب الإنساني ورابطة الدم تحتم علي الذهاب لتلك الحفلة وقلت لنفسي هي فرصة لكسر الروتين بعد هذا الحبس الوقائي ولشهور طويلة.
ذهبت وكان الجميع في حالة ابتهاج مفرط وبصراحة لم أتسائل كثيرا عن العريس لأني علمت أن بيت فلان لديهم حفلة زفاف وعلى هذا الأساس ذهبت لإداء الواجب.
الجميع لم يلتزم بشروط السلامة والوقاية ولهذا كنت كمن يسير على البيض وفي حالة لا يحسد عليها رغم أخذ كل احتياطاتي.
وبعد مجيء الزفة والاجتماع حول العروس والرقص والزغاريد والأهازيج التي تجعل العريس بطلا لأنه فاز واستطاع أن يحصل على العروس ورغم كل المعاناة.
واذا بالعريس يدخل وما صدمني هو عمره الصغير الذي بلغ عمره سبعة عشر عاما والعروس التي سألت وتحريت عنها فاذا بعمرها هي الأخرى أربعة عشر عاما….!!
وأنا حسبت نفسي انه متخرج من الجامعة…!!
فقالت لي أخت العريس الكبيرة…أن أخاها الكبير يرفض الزواج لأنه يبحث عن عمل ولأن أبي يريد الأحفاد في بيته فخير أخوي بالزواج والأصغر استجاب لهذا الأمر..!!
كدت ألطم على رأسي لأن ظاهرة الزواج المبكر عادت وصارت تغزو المجتمع من جديد..سيأتي أحدهم ويقول لي أفضل من الزواج المتأخر..!!
حبا بكل شيء دعو كل شيء بموازين فلا إفراط ولا تفريط.
لكن أن ترتكبوا هكذا جرائم بحق الأولاد والبنات فهذه هي الطامة الكبرى والجرم الذي لا يغتفر.
أتأملهما وأقول ترى كيف ستكون حواراتهما….؟
بالبوبجي مثلا…؟
أم بلعبة ماي كرافت…؟
أم بمتابعة بين تين أو الدعسوقة أم كلارنس…!!!!
كيف لمثلهما أن يكونا أسرة ويجعلانها قوية تقاوم عواصف الحياة وهما ما زالا كغصنين طريين ويحتاجان المساعدة والارشاد..!!
جلست بجانبي إمراة متوسطة العمر وبدى عليها الوقار والحكمة ونظرت بأسى اليهما وقالت وكأنها تعرفني منذ زمن طويل:
صدقيني بعد شهور سينفصلان.
أنا اعمل بالمحكمة ولو تشاهدين حالات الطلاق المرعبة لنبتت غصة بروحك على هذا المجتمع الذي يتفنن بالخراب والسير نحو الوراء..!!
وأنا أتفق معها لأنهما لن يكملا مشوار الحياة والسبب ان هكذا مشوار خطير يحتاج الكثير من النضج والمؤهلات وليس فقط يحتاج بلوغ جسماني ليأتي رجل دين ويعلنهما زوج وزوجة..!!
هذا خراب مشرعن دمار مبكر للمجتمع وللعقليات..سيأتي أحدهم ويقول هذه سنة…!!
يا أخي لا تأتيني بقوانين مر عليها الف ونيف من السنوات لتطبقها ونحن نعيش الألفية الثانية…!!
لكل زمن قوانين..والزواج المبكر ما هو الا لعبة بيت بيوت ثم يتحول الى خراب بيوت ولهذا لن نتقدم خطوة الى الأمام…!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق