فضاءات نيوز – خاص
ان نقابة المحامين تحيي الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة تشرين التي اشتعل أوارها على امتداد الارض العراقية لاسيما في بغداد ومناطق الجنوب والفرات الاوسط في تعبير واسع عن عمق الوعي الشعبي والمعاناة القاسية الناتجة عن الاوضاع المتردية التي سادت في العراق بعد احتلاله سنة 2003 واثارها الخطيرة على صعيد بناء الدولة واستقلالها وسيادتها، وحجم الاضرار الكبيرة التي لحقت بحياة الشعب العراقي الاقتصادية والمعاشية والاجتماعية والثقافية الناتجة عن سوء ادارات الحكومات التي تعاقبت على العراق دون تقديم الحلول اللازمة للارتقاء بالعراق وشعبه نحو الامن والاستقرار والبناء والتقدم.
لقد وقف المحامون العراقيون ونقابتهم الى جانب انتفاضة شعب العراق بمساهمات مؤثرة منذ انطلاقها في بغداد والمحافظات الاخرى برغم ان تواصلها قد كلف شعب العراق اعداداً هائلة من الشهداء والجرحى والمصابين، الذين نالتهم يد الجريمة وهم يعبرون بصورة سلمية عن مطالبهم. إن المحامين العراقيين لم يكونوا جزءاً من هذه التجمعات الاحتجاجية فقط، بل أدّوا مهام الدفاع عن حقوقهم امام المحاكم وضمان اطلاق سراح العديد من المعتقلين والمحتجزين منهم من السلطات الامنية.
لم تكن انتفاضة تشرين الا تعبيراً عن ارادة الشعب العراقي، التي مازالت قائمةً يحدوها الاصرار العنيد على ضرورة المباشرة الجدية والفعلية للاصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية بما يؤمن حقوقه وسيادة القانون.
وبهذا الصدد تبقى المطالبة باجراء محاكمات عادلة لمن قام بعمليات القتل والاغتيال والاختطاف للمنتفضين قائمة كمطلب شعبي عاجل وملح لا مناص منه الا الاستجابة له، وفاءً لدم الشهداء من أبناء الشعب.
وكذلك الحال في متابعة رؤوس الفساد الاداري والمالي وسراق المال العام واعادة الاموال المنهوبة كاحد ابرز مطالب الانتفاضة التي من ضمنها اجراء الانتخابات العامة لمجلس النواب في التاريخ المحدد لها بعد توفير مستلزماتها كافة، وفي المقدمة منها أعادة النصاب القانوني للمحكمة الاتحادية العليا المعنية بالمصادقة على نتائج الانتخابات النيابية.
إن المحامين ونقابتهم اذ يحيّون الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة تشرين، يعاهدون شعب العراق على المضي في درب المطالبة بالاصلاحات لاوضاعنا الراهنة، بكل قوة وصلابة الى ان تتحقق جميع مطالب الانتفاضة الشعبية بكل الاقتدار.
ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين اوائل تشرين الاول – 2020
