ثقافة وفنون

” جحيم شكسبير” مختارات مسرحية جديدة لخزعل الماجدي

فضاءات نيوز – متابعة 

عن دار فضاءات , للطباعة والنشر , صدر الكتاب الجديد ” جحيم دانتي ” للشاعر المتميز ” خزعل الماجدي ” وهي مختارات مسرحية يقول عنها الشاعر : 
إذا كان دانتي قد كتب عن الجحيم والفردوس والمطهر في ملحمته الشعرية الأسطورية (الكوميديا الإلهية ) فإن شكسبير قد فعلها أيضاً عبر مسرحياته ، فقد كانت أغلب تراجيدياته الكبرى نزولاً وخوضاً في جحيم الحياة والأعماق الإنسانية وليس في عالم الآخرة كما عند دانتي . وكذلك كانت كوميدياته خوضاً مرحاً في فردوس الحياة والداخل أيضاً ، أما مسرحياته التاريخية فقد كانت نوعاً من المطهر بين هذه وتلك كما يقول المؤلف .
يقدم خزعل الماجدي تجربتهُ في إعادة قراءة وانتاج تراجيديات شكسبير ليصف جحيمهُ هو ، ذلك المستعر فيه وفي بلاده بين غروب الحرية في بلاده وتصاعد شهوة السلطة والمال التي سيطرت عليه ومازالت وبين تساقط نيازك الحروب عليها والتي أصبحت اليوم حرب العالم العربي كله .
وإذا كان خزعل الماجدي قد عالج هذه الأمور في مسرحياته الأخرى ، مباشرة ، لينبش طبقاتها في بلاده وفي ذاته المتوقدة فإنه ، هنا ، يقدم لنا تجربةً فريدةً في خمس مسرحيات تتعاشق مع شكسبير وتبتعد عنه بمعالجاتٍ جديدةٍ ، في الشكل والمضمون ، وتقدمُ نصوصاُ نادرة للمسرح العربيّ.
يقول جبرا ابراهيم جبرا عن مسرحية (هاملت بلا هاملت ) ” نحن إزاءَ مسرحيةٍ هي غيُر مسرحية هاملت ، قطعاً ، من حيث المرمى و النتيجة معاً .. و لكنها مسرحيةٌ ، بحدِ ذاتها ، تستبطنُ الكثيرَ من الزخمِ و العنفوانِ الشكسبيري فتفلحُ في أن تُسقطَ من يدنا سلاحَنا النقديَّ ضدّها و تجعلنا نستمتع بها نصاً وديناميةً و فعلاً مأساوياً كلّها مجتمعةً معاً.”
ويقول محمود درويش عن مسرحية (سيدرا) “استمتعت كثيراً بالعرض الجميل لمسرحية سيدرا ، نصّاً وإخراجاً وتمثيلاً ،وفرحت كثيراً برسالة الأمل التي يبثها هذا العرض ، ما من شك انه أحد العروض النادرة في السنوات الأخيرة ، حيث يخرج الإنسان من المسرح وكله ثقة بأن الإنسان مازال حياً .”
ويقول عنها يوسف العاني “من أجل مسرح عربيّ تتّحد فيه أحلام الخير والمحبة كما بدت ونضجت في مسرحية سيدرا، آملين أن نزيح بها بعضاً من عتمةٍ يكوّمها لفيف من العابثين والمخربين والمشوهين نصاعة وزهو مسرحنا العربي .”
وفي مسرحية (ليدي ماكبث ) يعيد الماجدي بناءها ويسلّط الضوء على تركيبها السادوشي وهي تدفع وتتحكم بماكبث في تسعير شهوة القتل والسلطة والمال التي تتحكم بها أصلا ً.
ويلتقط شخصية مدفونة ً في سيرة شكسبير العائلية وهي إبنه الصغير (هامنت) ليفضح حياة شكسبير المعذبة بسبب خيانة زوجته له واجداً جذر سرّ إبداع شكسبير فيها وملقياً ضوءاً جديداً على مرجعية مسرحية هاملت.
وفي مسرحية (بيرام وتسيبا) يعيد المؤلف جذر (روميو وجولييت ) إلى التربة البابلية ويسرد لنا درامياً حادثة نادرة دفنتها الأساطير وصارت عملاً مسرحياً على يديه .
يجازف خزعل الماجدي بكل مواهبه حين يواجه شكسبير في هذه المسرحيات الخمس ، ولكي نحكم على محاولته لابد من قراءةٍ متأنية لها لأنها تمثل منعطفاً هاماً في الكتابة المسرحية العربية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق