افتتاحية – فضاءات نيوز
عماد نافع – رئيس التحرير
” ماأعظم محمدا ” كلمة قالها ابو طالب حينما عرض سادة قريش على رسولنا الاكرم ” صلى الله عليه واله وسلم ” كل شيء المال والجاه والسلطة من اجل ترك رسالة السماء , فقال لعمه : ” والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذه الامر ماتركته حتى يظهره الله او اهلك دونه” . الدور ذاته لعبه سبط النبي المنتجب , و المتمم لرسالة جده الامام الحسين ” عليه السلام ” يوم عاشوراء , حين طلب منه اعداء الله واعداء الانسانية , ان يذهب حرا هو وعائلته واصحابه مقابل كلمة واحدة يقولها ” نعم ” بايعت يزيد !! , لكن ابى سيد شباب اهل الجنة ان يساوم على رسالة السماء مقابل الحياة الفانية , وهو القائل : ( إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ) , ويثني على كلامه : ( والله , لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل , ولا أقرّ إقرار العبيد ), هذا هو الحسين الذي عرفه كبار زعماء و فلاسفة وشعراء العالم , ولعل ماقاله الشاعر المسيحي ” جورج شكور ” في ملحمته العظيمة ” ملحمة الحسين ” : ( على الضمير دم كالنار موار ….ان يذبح الحق فالذباح كفار ) , انها قصيدة بمستوى فتوى , نعم هذه فتوى المسيحي , ومضمونها , ان كل من شارك بذبح الحق فهو كافر , وليس له علاقة بالاسلام ولا بالرسالات السماوية الاخرى, لان الحسين هو الحق المعلق على رؤوس الرماح , يوم عاشوراء , هذا الحسين الذي تعشقه السماء , وتعشقه الافئدة المؤمنة . ولكن للاسف مانراه ومانسمعه اليوم من قبل بعض الدخلاء على نهج الحسين , من سياسيين , او اشباه مثقفين , او شعراء محسوبين ظلما على الادب الحسيني , اذ يقدمون لنا شخصا ليس له علاقة بالحسين لا سلوكا و لا نهجا , يستجدون المشاعر لاستخراج الدمعة غصبا من عيون البسطاء , من خلال الاساءة لابو الاحرار , عبارات لا اود ذكرها قط , لانها تغضب الباري عز وجل , وتغضب رسوله وال بيته الاطهار , فالحسين صرحا سماويا لم تشهد له الانسانية مثيل , وشموخ اذل كبرياء الطغاة , ومرغ انوفهم , وهو بقبره , على مدى الف واربعمائة سنة , الحسين صاحب اعظم ” لا ” بتاريخ الانسانية , لا للفساد , لا لسرقة المال العام ومال الفقراء و الايتام , لا للقتلة والظالمين والسفاحين والمنافقين .
نعم للحرية والكبرياء والكرامة , هذا هو شعار ابو الاحرار : ” خذوا من رأسي ماشئتم ..دما ومساجدا …ولاتنسوا تقوى الله ووصايا احمدا ” .
نعم علينا ان نتعلم من الامام الحسين ” عليه السلام ” كيف نكون على الحق وننتصر مهما كان الثمن . كيف لنا ان نهزم الشيطان في دواخلنا لننتصر . كيف لنا ان نقتل البغض والحقد في دواخلنا , ليكون الحب هو البديل …الحسين هو الحب في كل حين , عشق الله , عشقا خياليا , يتجاوز حتى الاساطبر , واعطى الله كل مايملك وهو يقول راضيا : ” خذ حتى ترضى ” .
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وقطيع الكفين واصحاب الحسين …السلام على رموز الطف جميعا .
