اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

قصة قصيرة ” قد تعدى التسعين “

 

  ”  قد تعدى التسعين  “

موسى جاسب – مدريد 

كثيرا ما التقية في محطة الباص فبعد ان تعارفنا اول الامر سرد عليه مسيرة حياتة الجميلة وما عاناه وحققه وقد التقيته ذات يوم وكان فرحا بشكل كبير فقد ربطت البلدية ضفتي المدينة الصغيرة بالجسر الخشبي الجميل على الارض الزراعية التي ورثها من ابيه لكن معاملة تعويضة عن قيمة الارض ما زالت لم تكتمل فهي تاخذ وقت طويل كما قال لي اليوم كان عليه ان اعيد الحذاء الذي اشتريته قبل ايام فأن موديلة لن يناسب عمري وانا في طريقي الى محطة الباص شاهدت صديقنا التسعيني عائدا مسرعا غاضبا يلعن ويشتم فقد نسى الكمام الامر الذي سيمنعة سائق الباص من الصعود في الباص فان الاجراءات شديدة جدا هذه الايام لتشاهده احدى السيدات يهوم بالعودة الى بيته ليأتي بالكمام وهي تعرفه فقد سلم عليها وسمعت ما كان يقول واخبرته بان لديها كمام اخر ليعيد لها مفردات انزعاجه وغضبه حيث قال يصعب علية العودة الى مسكني حتى اجلب الكمام ليقول انا دائما اضعة في جيب القميص لكني غيرت القميص ونسيت الكمام شكر السيدة التي اعطته الكمام بعد ان اخرجته من حقيبتها ليأتي الباص وياخذ الركاب دورهم بالصعود كانت في البداية سيدة مع طفلتها تاركتا الكمام متدليا على رقبتها امتنع سائق الباص من فتح الباب لحين ما اخذ الكمام وضعه على الانف والفم بيد واحدة والطفلة باليد الاخرى لتصعد الطفلة ثم صعدت السيدة الى الباص وجاء دور الرجل التسعيني ليصعد وينزل الى المكان الذي يريده وقد اعاد شكره للسيدة واصلت مشواري لاصل الى ذاك المخزن فهو الاول في عموم اسبانيا بفروعة الكثيرة وخدمة للزبائن المشاد بها من الزبائن ذات يوم اخبرني احد الاصدقاء المقيمين منذ ستينات القرن الماضي بأن المخزن هو بعمر اورزدباك العراقي لكن اورزدباك العراق قد تعثر كثيرا بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي حل بالعراق استقبلتني احدى البائعات والتي اخفى الكمام نصف جمالها لتقول لي يجب ان تخرج العلبة من الكيس فيمنع علينا الملامسة اخرجت العلبة من الكيس لتكمل معاملة الاعادة على امل العودة ثانيتا لانتقاء حذاء اخر الاعود الى مسكني بعد تلك الجولة الجميلة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق