بقلم – رئيس التحرير
كثيرا ما أسأل عن ازمة الكهرباء المزمنة , من قبل المواطنين المتعبين , والمحترقين بحر الصيف القاسي , والذي لايرحم قط , ودائما يأتي السؤال بهذه الصيغة : ” لماذا لاتنحل مشكلة الكهرباء ؟ ” و” اين دور وزير الكهرباء ..ان وجد اصلا ؟ ” و ” ماهو دور الاعلام والصحافة بما يدور في اروقة الدولة من فساد تجاوز جميع الحدود الحمراء والصفراء ؟ ” ..نعم هذه الاسئلة المكررة لاتجد لها اجابات شافية , لانك في بلد لايتعامل بالقانون ولا الدستور ولابالشرائع السماوية , بل انه يتعامل حسب مقولة ” غوار الطوشي ” : ( حارة كلمن ايدو الو ) !! , واعتقد هذا الوصف الدقيق لحال وزارة الكهرباء , بل حال اغلب الوزارات العراقية , وامانة بغداد والمحافظة , ومايسمى بالهيئات المستقلة !! . ونعود لام ” الطلايب ” الكهرباء التي شارف عمر رحيلها الـ ” 27 ” سنة بالتمام والكمال , يعني ذلك ان اكثر من جيل لم يشهد الوضع المستقر للكهرباء قبل ضربتها الاولى عام ” 1991″ من قبل الطائرات الامريكية , التي كانت تطالب برأس الطاغية صدام , فتركت رأس صدام , واطاحت برأس الكهرباء !! . ولحد هذه اللحظة الكهرباء العراقية بدون رأس حقيقي وان حضر وزير الكهرباء !. والا ماذا نسمي صرف مليارات هائلة من الدولارات للكهرباء , او مايعادل موازنة دولة مستقرة اقتصاديا , بل اكثر من دولة ” , دون اي جدوى , فمهندس الصيانة وعمال العقود ,في دوائر الكهرباء لاسيما في شرق القناة , يقسمون انه (لايوجد وصلة كيبل , ولا برغي , ولاقفيص ” في مخازن الكهرباء !! ) ,
وعلى المواطن ان يشتري اسبوعيا ” كيبل ملفوف ” من السوق السوداء والتي يقف خلفها بعض عمال الصيانة ..واحيانا مهندسيهم , وقد يبتعد الامر ليصل الى بعض المدراء احيانا ” !! , .
واعتقد ان لدي شاهد حي على ذلك , في منطقة الصحفيين التابعة للبلديات مثلا , وقفوا الاهالي طويلا امام مكاتب المدراء والمهندسين , وتعرضوا لاستهزاء عمال الصيانة , الذين يرددون دائما : ( هذا الموجود …دولة ماكو …حكومة ماكو ) !! , واضطر الاهالي لشراء ” الكيبلات , والفناجين , والقفايص , وكل ماتحتاجه عطلاتهم المزمنة , والتي تجاوزت الـ ” 4 ” سنوات !! . بيد ان المرضى والشيوخ والاطفال الرضع , رفعوا صوتهم عاليا ليستنهضوا غيرة العراقيين العاملين في هذا القطاع الخدمي المهم , ولكن دون جدوى , فالغيرة غادرتهم بعيدا .
وبالتأكيد هذا الحال ينطبق على الكثير من المناطق في بغداد والمحافظات . وهنا لابد لي اتوجه الى شخص وزير الكهرباء قاسم الفهداوي :
” اثبت عدالتك ” واثبت ” وطنيتك ” واثبت ” كفاءتك “…بالدليل العملي …لا بالتصريحات .
