اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

” قصة قصيرة “

 

جعفر صادق الحسني

 

يخرج رفقة حبيبته وملهمته، متأبطا حقيبة أوراقه ،فلم ينعم بالدفء بين جنباتها ، شاطره جل كتاباته، يستأنس صحبة زوجته، يستندان إلى جذع سدرة وارفة الظلال، طالما لعب حولها في صغره ،ترعرع عندها، احب ثمارها، استظل بها.
تلقي عليهما بثمارها الطرية الحلوة، تلتقطها له …فرحة تنظر إليه متلذذا بطعمها، يجلسان سويا ،تلتصق به كأنها تحتظنه، يشعران بلسعة شوق ممتزجة بشبع المتزوجين منذ عقود… امسك بكفها… يتفحص اناملها الناعمة ،أطلق العنان لمخيلته الخصبة تسافر عبر ذكرياته الحالمة، لتحط عند تفاصيل لقائهما الأول، ما لبث أن عاد يتفحص نظارة محياها الذي مرت عليه الايام برفق ،تاركة تلك القطوب الجميلة،يداعب الجزء العلوي من جسدها الابيض بتودد عاشق غر …يشمها، يذوب غافيا عند حجرها الممتلئ.
ذات صباح مشرق، تسابقت زهوره للظهور على بعضها مزدانة بالوان الربيع، تسللت خلسة ،تركت أركان  غرفتها الانيقة ، حملت حقيبته الجلدية …ضمتها لصدرها…توجهت صوب السدرة، مختلية بنفسها …اتكأت كجلستها المعتادة تتخيل قدومه، دست يدها تبحث عن قلم …تناولته ،لم تتمكن من الكتابة، تذكرت مدى إبداعه واقتدارة ، اخرجت آخر مؤلف له، قر أته ، أدركت حجم معاناتها وعجزها… توقفت،نظرت صوب النهر الذي طالما الهمه التغزل به ،لازال يجري بهدوء وثقة كزوجها، نسيم عذب حمل عطره الذي اهدته اياه ليلة زفافها ، اغرورقت عيناها ، اندلقت دموعها… روت كلماته… امتزجت بحروفه ،ألقت السدرة ثمارها…لازالت تذكره،رغم رحيله قبل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق