اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

الشاعرة السورية نسرين سعود : العراق بلد الشعر والنخيل

شعراء العراق نهضة حقيقة في الأدب الإنساني

* الشعراء هم رسل الحب والجمال

* إعتمدت على التجديد في الأسلوب والصور الشعرية وصولا إلى التفرد والتميز 

* لابد للناقد الذي يريد التميز أن لا يصبح وسيلة أو أداة تسيرها العلاقات الشخصية

حاورها  لفضاءات نيوز /علي صحن عبدالعزيز
إجتراح المفردة الشعرية وتوظيفها لدى الشاعرة ( نسرين سعود) يحمل أكثر من تقاطع للوقوف عند تجربتها في قصائدها المطلة على شرفات كلماتها المسبوغة من فيض روحها الحالمة بخلاص الإنسان وسعادته المنشودة ، وفي كل قصيدة منها تجد قراءة واقعية وأستشفاف لعمق حكايتها النازفة من مجتمعنا العربي تارة ، ومن تارة أخرى نجد قصائدها وهي تجاهد بها للدفاع عن يمامات النساء القوارير ، تلك الصور والتجليات كانت محور أسئلة ( وكالة فضاءات نيوز) معها .

 يرى البعض بأن الصورة الشعرية تكمن في أختزال وتكثيف المعنى بالمفردة الشعرية ، إلا تعتقدين بأن هذا الرأي يمثل إجهاداً فكرياً لدى القارئ ، ويترك عنده فك طلاسم القصيدة ؟
– صحيح لأن القصائد يجب أن تكون قريبة لذهن القراء والذائقة ، بحيث يسهل فهمها وتترك انطباعا جميلاً لدى القارىء، لا أن تتركه في حيرة أمام عبقريات الكاتب ، فنحن لانكتب لأنفسنا مذكرات بل هي قصائد موجهة للجمهور ، في الوقت الحالي ليس لدى القارىء الصبر للبحث في المعاني ، فلا معنى للإغراب في معاني القصيدة ، بل يجب أن تكون القصيدة قدر الإمكان مفهومة سلسة وواضحة المعاني .
 يقول (رينيه ديكارت) عليك لكي تعرف ما يفكر فيه الناس حقاً أن تنتبه إلى ما يفعلونه ، لا ما يقولونه ، هل كانت قصائدك تجسيد لواقع ما ،أم كانت عن تجارب ذاتية ؟
– تجارب ذاتية من وحي الواقع .
 سنتحدث عن وجود الشاعرة بين جلدتها ، هل تعتقدين بأنها ستكون عامل تغيير ، أم تتحول إلى شخصية ربما مكروهة ؟
لايمكن للشاعر أن يكون شخصية مكروهة ، لأن الشعراء هم رسل الحب والجمال ، ووجود الشاعر بين أبناء جلدته يجب أن يزيد محبيه والمعجبين به ، أن كانت عامل تغيير لدي للأفضل ، لأنني أصلاُ شخصية متواضعة خجولة بطبعي ، وكتابتي للشعر جعلت مني شخصية محببة في وسطي الإجتماعي .
 جائحة كورونا ، كيف تنظرين إليها ؟
– كانت بمثابة كشف الأقنعة ، فقد كشف النقاب عن كتير من الوجوه وتعرت من تزييفها لتظهر الحقيقة للعلن ،وتطفو الأخطاء على السطح ، أعادت قيمة مفقودة للكثيرين ممن قدموا بلا مقابل . 
طقوسك بالتقرب لكتابة القصيدة ؟
– لدي طقوس خاصة بكتابة قصائدي ،لأنني شخصية تعشق الهدوء والطبيعة ملهمتي ، وأعيش بمكان جميل جداً (مدينة اللاذقية) ، وأعتبرها جنة الله في أرضه ، أجلس لساعات أتأمل الطبيعة او الجبال أو البحر والسماء الصافية وأكتب حروفي بكل هدوء وتمعن ،أما طقوس كتابة القصيدة لدي كطقوس العبادة لابد فيها من الإخلاص في التوجه ، لأنها نابعة من ذاتي ومن إحساس أنثوي عميق يعكس أهوائي وميولي وعاطفة جارفة نحو دنيا الحب .
 ما الذي دعاك إلى تسمية مجموعتك الشعرية إنكسارات روح ؟
– لما انطوت عليه من وصف لمعاناة إنسانية عشتها نتيجة الحرب وماتمخضت عنه من آثار نفسية لاتمحى دائماً في كتاباتي أخاطب الإحساس ، وأتحدث عن نفسي بعمق ومصداقية قد يلامس أي أنثى تمر بنفس الحالة الشعورية ، لذلك وصلت كلماتي إلى أكبر شريحة من القراء ، وحصلت على إستحسان الشعراء والأدباء ، لأني لم أعمد إلى التقليد أو التقيد بالمعايير التقليدية، بل إعتمدت على التجديد في الأسلوب والصور الشعرية وصولا إلى التفرد والتميز .
 قصيدة ( وتر الحب) ، هل في مخيلتك نغم يمكن أن تعزفين عليه تلك القصيدة ؟
– حينما أكتب أعزف على أوتار القلب ،وأناجي الروح من فيض عاطفتي .
يرى البعض بأن (عواقب النشر الإلكتروني) أقصد في مواقع التواصل الإجتماعي ، جعلت الخطاب إلى الجمهور يتجاوز حدود المألوف لكتابة القصيدة ، فماذا تقولين أنت ؟
– لاشك أن هذه المواقع قد ساهمت بشكل مدهش في إيصال القصيدة إلى جمهورها ، أما تقييم التجارب الإبداعية فهو موكل لذوي الإختصاص من الدارسين ، قد يقول قائل: إن سهولة النشر قد فتحت الباب أمام المتطفلين والجاهلين بأوليات الفن الشعري وخصائصه…. ليَكُنْ، لأن الشعر الحقيقي يبقى ـ أبداً ـ محمياً بعيون المتذوقين والنقاد العارفين ، يصعب توصيف كل من ينشر في مواقع التواصل الإجتماعي بـ«الشعراء»، بالمعنى الإصطلاحي لكلمة «الشعراء» أي بالطريقة التي يحددها النقد الأدبي والأكاديمي حسب المعايير الفنية للشعر ، وحتى هذه المعايير فيها ما هو ثابت، وفيها ما هو متحول ومساير للتحول الحضاري والذوقي للمجتمعات الإنسانية ، ذلك أن الحسم في هذا الموضوع يتطلب إنجاز بحوث ودراسات إحصائية وفنية للوصول إلى نتائج علمية مقبولة .

 مامدى نقاط التقارب بين الناقد والشعراء ، وكيف تنظرين إلى واقع النقد العربي الآن ؟
– تشكل العلاقة بين الشـاعر والناقد في مجال الأدب دوراً كبيراً في نوعية النقد المطروح تجاه شاعرية الشاعر وأسلوبه ، وقد يكون لوجهة نظر الناقد أيضاً دور هام ، ولكن إذا كان هنالك ناقد بأسلوب الغرض الخاص الذي لا يخدم الشاعر ولا يخدم الساحة بصفة عامة ، فإن هذا النقد يعــتبر سلبياً وأكثر المتــأثرين به هو الشاعر والقارئ لم يعد غبياً إلى هذا الحد ، بل هنالك من القراء ما يصل إلى درجة الناقد المتذوق للشعر الجيد المهتم بالنقد الهادف ،ولابد للناقد أو الكاتب الذي يريد التميز أن لا يصبح وسيلة أو أداة تسيرها العلاقات الشخصية للقائمين على المطبوعات ، والمتميز سيجد لا شك مكانه إن لم تتسع له بحياديته تلك المطبوعة التي تريد إن تسيره بقلمه كيف ما تشاء، وإذا أدرك الناقد إن دائرة نقده هي الساحة الشعبية بما فيها من شعراء ومتلقين ، فلابد أن يعي أن لكل شاعر جمهوره وللساحة أيضاً جمهورها والذي لن يعطي مجالاً لذلك الناقد المأجور لأغراض أو علاقات شخصية فقط ، بل سيجد الناقد مكاناً في قلوبهم ويجد مساحة عن الوقت عندهم لقراءة ما يكتبه عندما يعد الحقيقة ويحلل وينقد بطريقة واضحة وحيادية تخدم الشعر وساحة الشعر ،يكتفون تماماً بنظرتهم البلاغية للشعر ومن خلال اللغة دون أن ينظروا إليه بوصفه جزءاً من تاريخ الإنسان وفلسفته الجمالية ، أن هذه النظرة لا تشكّل أزمة حقيقية في الحاضر لأنّ النقد هو في قلب الشعر، والشعر هو في قلب النقد، على أعتبار أن النقد هو طريقة للتفكير يستلهم فيها الإنسان جميع مظاهر الحياة والعالم في علاقته بماضيه وحاضرهو ضمن هذا المنظور لا بدّ أن يكون النقد مكملاً للشعر والشعر مكملاً للنقد، أما الأنفكاك بينهما على أساس التناقض، فهو جزء من أزمة نعيشها وهي مستمدّة من الخطاب النقدي الثقافي الموروث، ففي الثقافة المعاصرة هنالك نماذج ثقافية طليعية كتبت في الفلسفة والفكر بنفس القوة والتميّز التي أنجزت بها مشاريع إبداعية ، المبدع ناقد فيما يشبه الناقد لأن كل مبدع هو ناقد بشكل أو بآخر ، ولكن قد لا تكون لغته النقدية بليغة بما يكفي للتعبير عن ذلك .
 قصائدك تبوح أكثر مما تكتبينه ، أم تتركين للقارئ تأويلات أخرى ؟
– تبوح بمكنونات نفسي وحقيقة مشاعري ، قصائدي ذاتية ماهي إلا إنعكاس لحالة حب جميل مستمرة في حياتي ، لكن لايمكننا أن نتكهن كيف تصل إلى المتلقين أو كيف يقرؤها الجمهور ، لأن ذلك تحكمه الذائقة والحالة الشعورية ومستوى الثقافة وفروقات فردية ، فليس كل البشر لهم نفس الطباع .
 أيهما يسبق الآخر إسم القصيدة أو موضوعها ، وما مدى صلة القربى اللغوية بين الإثنين ؟
– أسم القصيدة مهم جداً ، لكن لا يسبق المضمون أبداً بل هو رديف قوي له ومقوم أساسي في إنتشار القصيدة وجذب القراء للقراءة والإستماع .
 ماذا يمثل الرجل في قصائدك؟
– الرجل هو محور قصائدي والقدوة والهدف، لأنه رمز للعطاء والحب .
 بعض الشعراء يكتبون قصائدهم ويطعمونها بمفردات شعبية ، ماالضرورة لذلك؟
– خطأ فادح ، وأنا ضد هكذا نوعيات من الكتابة ، إذ أنها لاتندرج تحت نوع معين من أنواع الأدب ، فأما أن تكون قصيدة فصيحة ، أو قصيدة باللهجة المحكية الشعبية .
 ثلاثة أشياء لا تفارقك؟
– القرآن ومحفظتي وهاتفي .
 ما الكتب التي يقع أختيارك على قرائتها؟
-الكتب الأدبية والدينية ودوواوين الشعر ، ولي إهتمامات في مجالات الطب والعلوم والمجال الإقتصادي .
 إنطباعك عن الشعر العراقي ، وهل عندك إسم في مخيلتك؟
– العراق بلد الشعر والنخيل ، أدباء العراق وشعراؤه نهضة حقيقية في الأدب الإنساني والفكري بشكل عام وأصحاب بصمة بارزة عربياً وعالمياً ، لايمكن أن أحدد أسماء معينة ، فأعجابي بهم كبير ، ولهم مني أرق التحايا .
 تقول أم كلثوم للصبر حدود ، متى ينفد صبرك؟
– الصبر صفة مميزة لي رغم كل مامررت به من صعوبات ، لكني لم أعرف اليأس أبداً ، لا ينفد صبري ولا الأمل لدي طالما نحن على قيد الحياة ، هناك فرصة لنحقق مانصبوا إليه ، لكن عندما تضيق بي السبل أتخلى عن الهدف مؤقتاً لأعود له بعد حين ، أعطي بلا حدود أو مقابل .
 إكملي بثلاثة كلمات، ،الموسيقى ،الأطفال ، أساءة الناس لك ؟
– الموسيقى: غذاء الروح ،الأطفال:زينة الحياة لاحرم أحد منهم ، إساءة الناس لي:لاتعنيني لأني واثقة بنفسي جداً ، لكل نجاح أعداء ، والشجرة المثمرة ترمى بالحجارة لذلك لم أعد أحفل بهم .
 كلمة أخيرة ؟
 كل الشكر لحضرتك على هذا اللقاء الشيق ، ولإهتمامك ولاسئلتك المميزة ، سعدت جداُ بهذا اللقاء ، وكذلك إشكر الإعلام العراقي بشكل عام ،لأنه أتاح لي فرصة الظهور على صفحاته بشكل واسع في مجلات ورقية والكترونية وجرائد .
* الاسم :نسرين سعود/سوريا/العمل مدرسة لغة عربية حاصلة على دبلوم لغة عربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق