اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

طوفان الكورونا وضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي

 

إستطلاع / علي صحن عبدالعزيز-  ”  فضاءات نيوز  “

أستشعاراً بمدى التهديد الإقتصادي والعوز الذي تلاقيه العوائل ذات الدخل المحدود والكسبة من العمال ، تتوالى الأحاديث عن ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي إستجابة لهذا الطارئ ، من خلال التبرع المالي المالي والعيني من أجل مساندة تلك العوائل في حربها من أجل توفير لقمة العيش . (وكالة فضاءات نيوز الإخبارية ) وجهت إلى نخبة من المشاركين بعض من الاسئلة ، هل تعتقد بأن روح المسؤولية بضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي والاقتصادي ، يمكن أن تساهم في الإرتقاء بمستوى التلاحم والترابط بين أبناء شعبنا في تجاوز هذه الأزمة ، وما مدى إن نهب جزء من ما نمتلكه إلى تلك العوائل والكسبة لكي يعيشوا بشكل أفضل ونحن نتقاسم معهم رغيف الخبز ، وماهي مناشدتك للميسورين؟

تعزيز قيم التراحم
الشيخ مسلم الكعبي : لم تنبت فكرة التكافل بلا جذور ، ولم تنطلق من فراغ ، وإنّمامهدت لها وأسهمت في فاعليتها مجموعة من الأسس والمبادئ العامة ، كانت بمثابة البنى التحتية التي عملت على بلورة فكرة التكافل وإرساء قواعدها ، وفي طليعة هذه الأسس والمبادئ :
أولاً : مبدأ الأخوّة الإيمانية :
عمل الإسلام على بناء علاقات طيبة بين الناس تقوم على أساس الأخوّة والألفة ، فقد أحدثت مبادئ الإسلام وخاصة مبدأ الأخوة إنعطافاً اجتماعياً حاداً في أنماط تفكير وسلوك الغالبية الغالبة من المسلمين ، حيث كان الإنسان الجاهلي قبل الإسلام ،منكفئاً على ذاته ، ومتقوقعاً داخل أسوار نفسه ، فغدا بفضل الإسلام إنساناً إجتماعياً يشعر بمعاناة إخوته ، ويمدّ يد العون لهم ، ويشاركهم في مكاره الدهر ، وهذه النقلة الحضارية يشير إليها القرآن بصورة جلّية ، في قوله :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}[آل عمران: 103] ، وكان للسُنة النبوية وأهل بيته ع الأثر البالغ في ترسيخ مبدأ التكافل من خلال تأكيدها على مبدأ الأخوة وما يستلزمه من التزامات اجتماعية كقضاء حوائج الإخوان وإعانتهم ، قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) :
(من سعى في حاجة أخيه المؤمن ، فكأنّما عبد الله تسعة آلاف سنة ، صائماً نهاره ، قائماً ليله) (من لا يحضره الفقيه ) ، وعن الإمام علي ع(خير اخوانك من واساك) (عيون الحكم والمواعظ).
ثانياً : قيم التراحم :
وهي قيم تسير في خط متوازٍ مع مبدأ الإخوة وباقي المبادئ والقيم الأخرى التي توقظ في نفوس الناس العاطفة نحو بعضهم البعض ، وتحقيق أعلى درجة من المشاركة والتعاون فيما بينهم. وفي هذا السياق يقول أمير المؤمنين (ع)( أنّ رحمة الضعفاء تستنزل الرَّحمة) (عيون الحكم والمواعظ). ثالثاً : التعاون والإحسان : 
الإسلام رصيد معرفي يدعو إلى قيم التعاون على أكثر من صعيد ، الأمر الذي يرسي أساس التكافل ويعمّق من مساره ، فالقرآن وهو المصدر المعرفي الأساسي يحثّ في هذا الصدد :{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: 2] يروي إسحاق بن عمّار أنّه سمع الإمام الصادق (ع) يقول : (يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش ، ومن سكت مات ، قلت : فما أصنع إنّ أدركت ذلك الزمان ؟ قال : تعينهم بما عندك ، فإن لم تجد فبجاهك) (الكافي ).
رابعا : الإيثار :
وكل من يتصف بهذه الفضيلة تتقد روح التكافل في داخله ، فيسعى إلى تقديم المساعدة والعون أو الخدمة لغيره. ومن خلال الإيثار يكون الفرد مشدوداً برباط الودّ مع العباد يسعى لتلبية حوائجهم ويتصدق عليهم بأحب الأشياء إليه ، جاء رجلٌ إلى النبي (صلى الله عليه واله) فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى بيوت أزواجه فقلن : (ما عندنا إلاّ الماء ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من لهذا الرجل اللّيلة ؟ فقال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أنا له يا رسول الله ، وأتى فاطمة (عليها‌ السلام) فقال لها : ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا إلاّ قوت العشيّة لكنّا نؤثر ضيفنا ، فقال (عليه السلام): يا ابنة محمّد (صلى الله عليه واله) نوّمي الصبية وأطفئي المصباح ، فلمّا أصبح عليّ (عليه السلام) غدا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)‌وسلم فأخبره الخبر فلم يبرح حتّى أنزل الله عزّ وجلّ ( وَيُؤْثِرُوْنَ … ).
خامسا : السيادة والسماحة :
وهما قيمتان أساسيتان تحثان على التكافل بصورة علنية أو ضمنية ،ورسولنا الأكرم (صلى الله عليه واله) قد حدد لنا المقياس السليم الذي رسمه الإسلام للسيادة بقوله : (سيّد القوم خادمهم) (الإختصاص) ، فالخدمة تحمل في أحشائها دعوة ضمنية إلى التكافل ،إما السماحة فحسب تفسير أهل البيت (عليهم السلام): هي البذل وهو ـ كما معروف ـ طريق للتكافل. بدليل أن الإمام الحسن (عليه السلام) لمّا سأله أمير المؤمنين (عليه السلام) عن تفسير السماحة : (يا بني ما السماحة ؟ قال : البذل في العُسر واليسر) (عيون الحكم والمواعظ).

سادسا : الجود والإنفاق :
أراد الإسلام أن يتحسس المسلم مشاكل الناس ، وخاصة أولئك الذين تضيق في وجوههم سُبل العيش المشروع ، لذلك مجّد الجود وشجع على البذل والإنفاق كأسلوب تكافلي لابد منه. وكان أهل البيت (عليهم السلام): يتسلّقون ذرى المجد في الجود ، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إنّي لأرفع نفسي أن تكون حاجةٌ لا يسعُها جودي) (معاني الأخبار ). فالجود ـ إذن ـ يقود إلى البذل بالموجود ، وأفضله في مقاييس مدرسة أهل البيت : ما كان عن عسرةٍ ، لكي يُخرج المسلم من شرنقة الشح والبخل إلى فضاء العطاء والبذل ، وفي هذا الصَّدد يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : وعنه (عليه السلام) : (أفضل الجود ما كان عن عسرة) (عيون الحكم والمواعظ). وعموماً فالإنفاق أو العطاء هو من أعظم ما يعتني بأمره الإسلام ، وقد توسل إليه بطرق مختلفة كالزكاة والخمس والكفارات المالية وأقسام الفدية ، وعن طريق الوقف والوصايا والهبة وما إلى ذلك. وإنما يريد بذلك من المسلمين أن يواسوا إخوانهم وأن لا يدفنوا رؤوسهم في رمال اللامبالاة بالآخرين. والقرآن في عشرات الآيات يحثّ على الإنفاق ، وعموماً فالإنفاق أو العطاء هو من أعظم ما يعتني بأمره الإسلام ، وقد توسل إليه بطرق مختلفة كالزكاة والخمس والكفارات المالية وأقسام الفدية ، وعن طريق الوقف والوصايا والهبة وما إلى ذلك. وإنما يريد بذلك من المسلمين أن يواسوا إخوانهم وأن لا يدفنوا رؤوسهم في رمال اللامبالاة بالآخرين. والقرآن في عشرات الآيات يحثّ على الإنفاق ويمتدح الذين يمارسونه في السّر والعلن ، وينوّه بمعطياته الاجتماعية. ومن هذه الآيات قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ..}[البقرة: 267]. :{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: 262] وهاهي ثمار التكافل نشاهدها اليوم بأم أعيننا كيف المؤمنون الغيارى لبوا نداء الانسانية ونداء الشريعة و طاعة المرجعية في مساعدة ومساندة احدهم الآخر لما حسوا بخطر الوباء ، نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل شر ويرفع عنا هذا الوباء ويعجل فرج وليناالحجة (عج) بحرمة محمد وآل محمد .

الشيخ مسلم الكعبي 

وقفة مشرفة
وسام اللامي / إعلامي :
رغم المأسي التي مرت بها الإنسانية بسبب الوباء العالمي فايروس كورونا الذي أجتاح العالم كثور هائج فعل ما فعل من كوارث إنسانية وأصاب الناس وقتَلَ بعضهم ، والتي على أثرها أتخذت السلطات الحكومية والصحية ، عدة إجراءات و تدابير إحترازية وقائية ، وعلى رأسها فرض حظر التجوال الصحي والمكوث بالبيوت وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى ، كخيار في مواجهة هذا الفيروس ، لكن هناك جانب مشرق برز للعيان وهو تكاتف الناس و الشعور بالمسؤولية لدى الكثيرين والجميل هو ان أغلبهم من فئة الشباب حيث اتصفوا بالمظهر الأيجابي من الأهتمام من خلال تنظيم حملات لتوزيع السلات الغذائية للعوائل المتعففة وذوي الدخل الحدود ، في الوقت الذي تمر به هذه العوائل بظروف جدا صعبة و تحتاج لهذه الوقفة المشرفة التي وقفها أفراد المجتمع وقفة رجل واحد مع بعضهم البعض للتعامل مع هذا الظرف لتجاوز آثارهِ ، وهذه المبادرات رسمت أروع الصور و أعلى مستويات التضحية و التلاحم والترابط بين أبناء الشعب الواحد بكافة طوائفم ومستوياتهم والتي دفعتهم هي قيمنا وأخلاقنا وضميرنا ومسؤوليتنا التي تربينا عليها والتي بُنيَ عليها مجتمعنا ، بوركت هذه الجهود والمبادرات النوعية التي قام بها أبناء شعبنا ، خدمة للصالح العام في هذا الظرف ، نناشد الميسورين الله يحفظهم ويزيدهم إلى تقديم مساعدات أجتماعية مادية او عينية للأسر المتضررة جراء هذا الظرف العصيب المؤقت لتجاوزه . وكذلك هو دعماً للكوادر الصحية المتصدية للوباء حفاظاً على سلامة الجميع و تخفيف أثار محاربة كورنا . وما نرجوه من حملات التبرع و الفرق الطوعية التنسيق مع القوات الأمنية والجهات الصحية ، ليكون أتفاق مسبق ومحكم ودقيق مع توجيهاتها وقراراتها ، وفي الختام ودُعاءنا إن تنتهي هذه الأزمة وحصر الوباء بتكاتف الجهود من قبل الجميع من خلال الألتزام بحظر التجوال والأرشادات الصحية و قلوبنا مع المصابين ودعاءنا لهم بالشفاء العاجل والرحمة والغفران لمن فارق الحياة بسبب بهذا الوباء .
وسام اللامي – اعلامي 

إعادة تهذيب النفس
عقيل أبو رغيف :
كل ما يحصل من ابتلائات ونزاعات وقلق ومشاكل وأوبئة وأمراض وخوف ونقص في الأموال والأنفس والثمرات ليس محض صدفة ، بل هو نتيجة تراكمات ذنوب وفتور في العبادة ومنع الصدقات وترك كفالة اليتيم ومساعدة المحتاجين والتعاضد والتعاون والتراحم في ما بيننا والإنحراف عن النهج الإلهي وتدني في القيم وتنصل وتراجع غير مسبوق عن أحكام ديننا الحنيف وعن القيم والأخلاق التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي كانت الهدف الأسمى في رسالته التي بعث بها إلى المجتمع والإنسانية جمعاء ، فبجندي من جنود الله تعالى على هيئة فايروس إستطاع الله سبحانه إن يردكم إلى أحضان طاعته بعد أن أبتعدتم كل البعد ، وأخذتم تتجاهرون بالمعصية وتتسابقون على الموبقات وتأكلون حق اليتيم وتمنعون الماعون بقطع المساعدة عن المحتاجين ، لذا كونوا على قدر المسؤولية والوعي والإيمان أمام هذا التمحيص والإختبار ، فسلاح المسلمين اليوم لمواجهة هذا الفايروس هو العودة إلى الله واللجوء إليه سبحانه بالدعاء والأستغفار والتوبة والندم ، وإعادة تهذيب النفس بالأبتعاد عن الخطايا والذنوب والأبتعاد عن من يجرنا إليها من السيئين والمنافقين وقاطعي الأرحام، والذين لايأتوا حق السائل والمحروم ومريدي الظلم والفتن والدسائس لأنهم هم من جلبوا لنا سخط الخالق بأنزال العذاب والوباء ، ومن هنا علينا مراجعة أنفسنا ومحاسبتها وإعادة تطهير القلوب من الذنوب والخطايا وإشاعة روح المحبة والتراحم في ما بيننا ، وخاصة في هذا الظرف العصيب ومد يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها بدء ممن تضرروا بتطبيق الحجر والحظر وتوقف أعمالهم ومصادر رزقهم اليومية ، والتي تقف الحكومة بأقتصادها الشبه منهار عاجزة عن مد يد المساعدة لهم ، عسا الله إن يرفع عنا وعنكم هذا العذاب والبلاء فأن تراحمنا فهو أرحم بنا ، ولنترك الذنوب التي ترفع الرحمة من الحقد والضغائن واللؤم وقطع الأرحام والتكبر والتعالي وعدم الشعور بالمسؤولية ،علينا أن نضج إلى خالقنا ونظهر ندمنا وتوبتنا ، علينا إن نستغفر عما أقترفت أنفسنا وعما أسرفنا في أمورنا عسى الله إن يغفر لنا ويرحمنا ويرفع عنا البلاء والوباء ونجتاز هذه المحنة وذلك بفضل تراحمنا وتماسكنا.

التكافل وقت الأزمات
عائشة الموسوي / إعلامية :
الأزمة هي حدوث تغيرات تولد من جراء ازمات تحدث لم تكن في الحسبان ، ولم يتخذ لها تدابير للحد من تفاقمها ، وهي أزمات تخرج عن دائرة الأعمال المعتادة التي تشمل قدراً من تهديد الحياة المعاشية وخطورة إستمرارها وقلة الوقت لإتخاذ الإحتياجات اللازمة ، لذلك يحتاج لها أبتكار اسالهيب جديدة وسريعة لتكون ردة الفعل بشكل دقيق ، وايضا يولد اثاراً للمستقبل تحمل بين طياتها فرصاً للتحسين ، ومن عناصر تلك الازمات ، الانتقال إلى الأفضل أو البقاء داخل الأزمة ، يكون هناك إرباك وخلل في هذه العلاقات أثناء الأزمات ، لم يكن بالحسبان وجود مثل تلك الأزمات لعدم القدرة على التنبؤ بها وأخذ الإحتياطات لأي طارئ ، كل تلك الأمور تجعل من الإنسان انساناً ليواجه مثل تلك المصاعب والأزمات ، فنرى أن المجتمع يبدأ بالتفكير والتدبير السريع لمنع تفاقم الأزمة فيسارع إلى الحد من إنتشارها لذلك يتطوع بعض أفراد المجتمع لسد حاجات من هم غير قادرين على تامين قوتهم اليومي المعتادين عليه ، وهذه هي الروابط الإجتماعية التي نص عليها ديننا الحنيف ، حمى الله بلدنا وسائر بلاد المسلمين من كل مخاطر .

إزدواجية الفكر
خالد باقر النجار / إعلامي :
إن الإنسان في عصرنا هذا رغم ما حققه بهوية العلم والتقدم له ، لكنه لم يتجرع الأمن والراحة ذلك يرجع إلى أن العلم لم يوافق أو يخاطب أهوائنا ولم يتوافق مع الذات الإنساني ، ولعل هذا القلق والخوف الذي يسكن أرواحنا رغم كل ملذات الحياة ، يرجع لكوننا خالفنا منهج الله عز وجل فرب العزة سبحانه وتعالى وضع لنا منهجا واضح يتفق مع قدراتنا وميولنا ، فخالفناه بعقول تافهة وآراء خلفت لنا التعاسة والشقاء في بيوتنا وكل نواحي الحياة ، علينا جميعا أن نجعل تعاليم الدين الصحيحة منهجاُ وقائدا يقودنا إلى الحقيقة في عالمنا إن معاناتنا في هذه الحياة تكمن في الازدواجية بين التدين والواقع ، فلقد قصرنا مفهوم الدين على بعض الشعائر في الإسلام وأهملنا كلية التطبيق العملي لهذه الشعائر نسمع خطباً كثيرة ونقرأ كثيراً ، لكن أين التطبيق وما يشهده عالمنا اليوم من مخاطر وصعاب وامراض الوباء لفيروس كورونا نتيجة الازدواجية بين الفكر والدين التي أفسدت حياتنا وخربت مفاهيم السعادة في عقولنا وحياتنا ودعائنا لم يستجب ، ولذا علينا الإنتباه إلى هذه الازدواجية ولنرجع إلى المفهوم الصحيح للدين وإلا لن نحصد سوى الضياع والتشرذم وغياب السعادة في أرواحنا ، وهنالك تساؤل يطرح نفسه هو إلى متى هذه السخافة والأنغلاق في حياتنا أن توهم بعض الناس ببعض المفاهيم الخاطئة عن الدين بهدف السيطرة على عقولهم الفارغة وأرواحهم الميتة ،وهذا للأسف الشديد ينتشر في عالمنا العربي والإسلامي حتى وصلنا لحالة عدم الإنعدام النفسي والفكري ، إننا نحن المسلمين صرنا تائهين وسط عالم اليوم بل مثار سخرية الآخرين بعد أن كنا سادتهم ، على الرغم أن تعاليم الدين لم تتغير ،بل نحن الذين إبتعدنا عن الفهم الصحيح للإسلام .

التكافل الإجتماعي وكورونا
حسنين اللامي / إعلامي :
منذ نشأت المجتمعات الإنسانية ظهرت العديد من الطرق والأساليب في مجال خدمات الرعاية الإجتماعية , فضلا عن المظاهر المتعددة للتعاون الإنساني الإيجابي , وعلى مدد تاريخية متفاوتة بالتفكير في خدمات التكافل الإجتماعي , والتي تعد مجالاً أساسياً لمساعدة المحتاجين وحل المشكلات الإنسانية , ويأتي إختلاف هذه الخدمات تبعاً لإختلاف طبيعة المشكلات وحجمها من مجتمع لأخر ومن فترة زمنية لأخرى ، إن العوامل التي أسهمت بشكل فعال بوجود نظام التكافل الإجتماعي في المجتمعات الانسانية هو العامل الديني , الذي كان له الدور الفعال والأساسي في ظهور أنماط التكافل الإجتماعي في المجتمعات الانسانية ، إن ما جاء به الدين الاسلامي في مجال الرعاية الإجتماعية والتي أصبحت من الأمور المسلم بها في المجتمع الإسلامي ، قد أظهره الإسلام من خلال مسؤولية الفرد الشرعية وما عليه من واجبات ومسؤوليات اتجاه نفسه واسرته ومجتمعه ، لقد غرست مبادئ التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع الإسلامي بشكل واسع , والتي عملت على مساعدة الفئات الفقيرة والمحرومة من الضعفاء واليتامى والمسنين ,والمرضى ,والمعاقين ,إلى غير ذلك من ذوي الحاجات ، من خلال مجموعة من الوسائل والأنماط التي تسعى إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات والتي تتطلب عدداً من المراحل والعمليات التي تهدف إلى الحد أو علاج المشاكل الإجتماعية, وتتمثل تلك الوسائل بمجموعة من الجهود المنظمة من قبل المؤسسات المدنية , أو الأهلية , والتي تسعى إلى تحقيق أهداف وقائية أو علاجية للمشكلات الإجتماعية , أو العمل على تحسين الظروف المعيشية للأفراد أو الجماعات أو المجتمعات وفي كل الأزمات نشاهد تدافع جموع من العراقيين نحو التكافل الإجتماعي وتقديم العون المادي من غذاء إلى إخوانهم العراقيين في ظروف صعبة ، وهي ظاهرة متميزة عند الشعوب صاحبة الحضارات والتي بان معدنها في وقت الصعاب ، والمثير للإنتباه أن بسطاء الناس هم الذين قاموا بالتبرع بينما أصحاب الأموال الطائلة لم يكن لهم دوراً فعال وخاصة من أحزاب الفساد التي تحكم بلدنا ، لأن جميع من يحكم هذه البلاد هو يتاجر من خلال الشعب بإسم الدين ، كل التقدير وألف شكراً لشعب انهكته الحروب ولازال يقاوم من أجل العيش ،ألف تحية لشعب تكافل من أجل مساعدة الصغير قبل الكبير الشيخ قبل الشاب حفظ الله العراق من كل سوء ووباء .

قراءة معاكسة في زمن كورونا
عباس العيد /اعلامي:
لقد نسجت الدول العظمى في هذه الدنيا أوهام خيالية لتحتل المراكز الأولى في التطور المحدود ، والكبر والتكبر ، والقتل والقتال ، والصناعة والتصدير ، والنفط والدولار ، حتى وقفتم بكعب عالي على منصة من هواء لتسقط تلك المنصة وتسقط معها هيبتكم وجبروتكم ، نعم إنه” زمن كورونا ” يامن تميزتم بكل الموبقات وأنواع الفساد أتت لتصفعكم وتوقضكم من حلمكم بحكم الأرض ، فقد قضيتم على كل من يقف ضد جشعكم الذي لا يسمن ولا يشبع ولا ينجيكم من عطاس فقير بائس ، وترفعتم عن الناس الذين هم نضرائكم بالخلق لإنهم لم يكونوا نضرائكم بالفساد ، أتت ساعة القضاء عليكم قبل وقوعها بأمر الله تعالى لتزيل زيف سطوتكم وجعلتكم تختبأون في منازلكم خشية ملامسة ما تملكون من ذهب وحرير فأين المفر من قاتل صغير بحجمة كبير بفعله لا يعرف بشرا متكبر ولا متجبر .

عباس العبد – اعلامي 

زيادة الرحمة بالتكافل
أحمد كامل عودة / إعلامي :
جميعنا يعلم بما قام به الرسول محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) عندما عمل بمبدأ التكافل الإجتماعي بين المهاجرين والأنصار وجعلهم يقتسمون رغيف الخبز فيما بينهم ، حتى أنزل الله سبحانه وتعالى فرجه عليهم وأعزهم بنصره ، فمقدار التكافل بين الناس كلما زاد زادت رحمة الله عليهم ، وقد قرأت قصة فيها عبرة وحكمة يحكى إن عزرائيل (عليه السلام) جاء لرجل وزوجته وقال لهم : سآتي إليكم في مثل هذا اليوم بالعام القادم لأقبض روحكما ولكم الآن ماتتمنون خلال هذا العام فقال الرجل : للملك أريد أن تتضاعف أموالي ورزقي ، فقال له الملك لك هذا ، وبالفعل بدأت أرزاق الرجل وزوجته تتضاعف من حيث لايحتسبا ، وقاموا ببناء دار إستراحة وسط الصحراء وملتقى طرق المسافرين وجعلوا منها داراً يقدمون فيها كل شيء دون مقابل ، ومرت السنوات ولم يأتي الملك ليقبض روحهما وكذلك هم كانوا منشغلين بما يقدمون من مساعدات للمحتاجين حتى حضر إليهم الملك ليبلغهما إن الله سبحانه وتعالى قد أمد في عمرهما لأنهم أستغلوا أموالهم في رحمة الناس ، لذلك أنزل الله سبحانه وتعالى رحمته عليهم ، فالحكمة من تلك القصة للميسورين أصحاب الأموال نحن نمر في أزمة تعتبر مفترق طرق فأما أن ينزل الله رحمته علينا ، او لاسامح الله سيمنعها عنا وهذا الأمر منوط بنا وبما تقدم أيدينا من عطاء.

أخلاقيات الأزمة
زهراء عماد مهدي / إعلامية :
التكافل الإجتماعي تقوية للروابط الروحية بين الأفراد، ونواة صلبة لمجتمع متكامل، وصمام أمان أمام الأزمات التي يمر بها المجتمع التي تؤدي إلى البطالة والضغوطات الإقتصادية لذوي الدخل اليومي المحدود، ويؤدي التكافل الأجتماعي كذلك الى زرع المودة بين شرائح المجتمع، لذا فإنه ليس مقتصراً على النفع المادي وأن كان ذلك ركناً اساسياً فيه، بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفراداً وجماعات، إن مشاركة أفراد المجتمع اليوم ضرورية في ظل الأزمة التي إنتشرت مؤخراً وهي وباء كورونا الذي عمد على إيقاف الحياة بشكل تام ، وكان الضرر الأكبر على أصحاب القوت اليومي ليشمل هذا الضرر مصالحهم العامة والخاصة، ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية على حياتهم بشكل تام، وعليه من الواجب على كل فرد بالمجتمع إن يشعر بتلك الطبقة التي أصابها الضرر ، ويعمل على إيصال المنافع لهم وخاصة تلك التي ليس بأستطاعتهم تحقيق حاجاتهم الخاصة، فلقد أكد ديننا الحنيف على التكافل بين أفراد المجتمع عامة وجعله الرباط المحكم الذي يحفظ المجتمع من التفكك والإنهيار ،إن التآخي والتعاضد والتعاون على تفقد أحوال الناس المحتاجين بكل أطيافهم وتنوعاتهم أفضل ألف مرة من التآخي والتساند على جمع «الديات» المبالغ فيها، جشعاً ورياءً، ومساندة قاتل جان أزهق النفس، وأرهق الدم، ويتم الطفل، ورمل المرأة، وشتت الأسرة.ولكي لا تذبل قيمنا النبيلة، وأخلاقنا الراقية، وتطلعاتنا الزاهية، علينا تفعيل التكافل الإجتماعي بكل صوره وطرقه وتشعباته وأشكاله، ابتداءً من المحيط القريب، ووصولاً إلى المحيط البعيد.لذا ندعوا الجميع الى التعاون فيما بينهم براً ومودةً واحساناً حتى ينعم أفراد المجتمع كلهم بالراحة والهناء والوئام والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق