اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

الشاعر العازف على ناي الكون

"سَبَبُ النّايات ".. حكايةُ مجموعة شعريّة تأخّر صدورُها كثيرًا

 

               الشاعر – نامق عبد ذيب

أخيرًا ستصدر، بل قلْ صدرتْ، أقصدُ مجموعتي الشعريّة سببُ النّايات التي تأخّر صدورها أكثر من 20 عامًا، وهذهِ قصّتُها :
في عام 1991، أعلنتْ دار الشؤون الثقافية عن مسابقة للشعراء الشباب، كنتُ حينها قد تحوّلتُ من كتابة قصيدة التفعيلة إلى قصيدة النثر التي كان عندي منها 12 قصيدة، كتبتُها بخطّ يدي على ورق مسطّر – لم تكن الطباعة منتشرة- وكانت المجموعة بعنوان ( أريدُ توضيحي )، شاركتُ بها في المسابقة، بعد أشهر أُعلنتْ النتائج وكنتُ فائزًا مع مجموعةٍ من الشعراء الشباب آنذاك، كانت الجائزة هي طبع المجموعات الفائزة، طُبعتْ بعد عام تقريبًا، هذا الفوز وطباعة المجموعة منحني دعمًا كبيرًا في كتابة قصيدة النثر، ومحاولة تجاوز مرحلة المجموعة الأولى .
عام 1996 أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق عن مسابقة شعرية باسم مسابقة حسب الشيخ جعفر للأدباء الشباب، كنتُ ذلك الوقت أمتلك خيارات أكبر في اختيار القصائد من ( أريد توضيحي )، صار لي إرث، اخترتُ 14 قصيدة مما كان عندي، وكتبتها بخطِّ يدي وقدّمتها للجنة المسابقة بعنوان سبب النّايات، بعد أشهر أُعلن في الصحف عن الأسماء الفائزة، كنّا خمسة شعراء في الإعلان الأول، بعد يومين أعلنَ عن أسماء أخرى مضافة للأسماء الخمسة الأولى، بحيث صارت أكثر من 15 فائزًا، لم أفهم سرَّ هذا حتى اليوم، كانت الجائزة أيضًا هي أن تُطبع المجموعات الفائزة، بعد أيام دُعينا إلى قصر الثقافة والفنون في شارع حيفا لتسليمنا شهادات الجائزة، حضر الشاعر حسب الشيخ جعفر وسلّمنا إيّاها، أحد الصحفيين لقبّني بـ ( صيّاد الجوائز ) في حوار ظهر في صحيفة الجمهورية، بعد أسبوعين دُعيَ الفائزون لأمسية شعرية أقيمتْ في كافييه ( هو وهي ) القريب من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وصلتُ الأمسية وكانتْ قد بدأت، أشار لي عريفُ الحفل بمجرّد جلوسي بأني سأقرأ بعد الشاعر الموجود على المنصّة، كنت لأوّل مرّة أقرأ في بغداد أمام جمهور أدبيٍّ كبير يتكوّن من شعراء وروائيين ونقاد، قرأت قصيدة كان لها صدىً طيّبٌ بين الجمهور، أذكر أن صديقي المرحوم الشاعر عبد الأمير جرص قد عانقني طويلا بعد نهاية الأمسية . ولكن ما كسرنا نحن الشعراء الفائزين أنّ مجموعاتنا لم تُطبعْ، حاولْنا وقتَها وطالبْنا من خلال لقاءاتنا وكتابة مقالات في الصحف دون جدوى، ومنذ ذلك الحين وأنا أحلم بإصدارها، طبعتُ مجموعتين على حسابي الخاص هما ( أضاءت حياتي بكلام أزرق ) و ( كأنّ الحَمامَ أضاعَ الرسائل )، وظلّتْ هي في أدراج القلب.
عام 2019 أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق مشكورًا عن نيته بإصدار مجاميع شعريّة وروائية ونقدية للأدباء العراقيين، ومع أن قصائد مجموعة سبب النّايات قد كُتبت بين عامي 93 – 94 إلا أنّني قرّرتُ تقديمها للنشر، ذلك لأردمَ الفجوة في مسيرتي الشعرية، بين المجموعة الأولى والمجموعتين اللتين ذكرتُهما آنفًا، وقبل أقل من شهر نوّهَ اتحادنا الكبير بعناوين الكتب التي سينشرها، وكانت مجموعتي من بينها
اليوم صباحًا استيقظتُ على خبرٍ جميل من صديقي الشاعر عمر السراي، رسالة على خاص الفيس بوك يخبرني فيها بأنه أرسل لي رسالة على الواتس آب فيها ( سبب النّايات ) بصيغة الـ بي دي أف مع صورة الغلاف، ويسألني إن كانت لي ملاحظات قبل الطباعة الورقية، ومع أني لا علاقة لي بهذا الواتس آب ولا أعرف كيف أستخدمه، إلا أنّني وجدت ما ذكر لي فيه مثلَ بُشرى ملوّنة، هو، وأقصد صديقي الشاعر السراي في مصر الآن لإكمال دراسته، وقد وصلَها قبل أيام، وأعرفُ انشغالاتِ الفرد في أيام وصوله الأولى إلى دولةٍ ما، لكنه لم ينسَ متابعته لنا، وقد اتصّل بي قبل سفره أيضًا ليبشِّرني بقبول مجموعتي للنشر، وهذا شأنُ الكبار النبلاء، فأشكرهُ، وأشكرُ اتحادَنا الذي قال وفعل، ووعد فأوفى .
تنويه : الشيء الذي أفرحني هو أنَّ الكتب التي ستصدر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب قريبًا، ستكون على اختلاف أنواعها الأدبية تحت هذا العنوان : جائزة الشاعر حسب الشيخ جعفر للثقافة والأدب، كما أشير لذلك على صفحة الغلاف، وهذا يُظهرُني ومجموعتي وكأنّا مُنحْنا جائزة أخرى أغلى وأصدق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق