اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

فيروس كورونا …وتأثيره على حركة السوق العراقية

مخاوف شعبية من تفشي الفايروس في المدن العراقية

 

فضاءات نيوز / علي صحن عبدالعزيز
على مدى (17) سبعة عشر عاماً، أورثت الحكومات العراقية ونظيرتها الجديدة المتعاقبة ، إقتصاداً مثقلاً بالأزمات المعيشية تجلت في شحٍ مستمر في توفير فرص العمل وهبوط متواصل في التبضع ، فضلاً عن حالة الركود الإقتصادي في الأسواق ، وفي عمق أزمة تفشي مرض الكورونا وتأثيرها على حركة التسوق والعمل في الشارع العراقي ، فأصبحت الأزمة الإقتصادية صعبة جداً في ظل تدني أسعار بيع برميل النفط ليصل إلى ( 22) إثنين وعشرين دولار ، وميزانية الدولة لعام (2020) بلغ العجز فيها أكثر من (85) خمسة وثمانين مليار دولار وقد بُنيت على سعر البرميل (54) أربعة وخمسين دولار .
( وكالة فضاءات نيوز الإخبارية ) تجولت في بعض الأسواق الشعبية لتنقل آراء متعددة من المواطنين ، ومدى تأثير هاتين الإزمتين عليهم .
دعم الإقتصاد المحلي
المواطن أبو ساره العبودي : للحصول على إقتصاد مستقر للمواطنين ، أرى بضرورة رفع الدعم للسلع والمنتوجات المحلية وفي مقدمتها القمح، كأولى الخطوات نحو إنعاش الإصلاح الإقتصادي ،بالإضافة إلى السلع المدعومة المحروقات (البنزين، الكاز، وغاز الطبخ) وكذلك الأدوية والمستلزمات الوقائية من مرض الكورونا ، لكن ما نشاهده بأن أغلب الحكومات العراقية الذين تعاقبوا على رئاسة الوزراء ، لم تقدم ما يمكن أن يستفاد منه المواطن البسيط في تنمية موارده الإقتصادية ، سوى تعزيز الدعم لشريحة الأغنياء ليزداد ثرائهم بشكل فاحش وكبير ، ولذا فإننا نقترح بأن تسعى الدولة ومن خلال خبرائها الإقتصاديون ، بإيجاد خطط وأفكاراً إنقاذية لإستعادة ثقة المواطن بالدولة ، فهنالك حالة من الخوف والإستياء الشعبي في الشارع العراقي ، ربما تفجر أحتجاجات شعبية في المستقبل القريب .
إجراءات ضعيفة
محمد ياسر راضي /موظف حكومي : يمكننا القول بأننا لا نتمتع بنظام صحي أسوة بالدول العربية، وذلك بسبب قلة الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية، أنفقت ما يقدر بـ 1.2% فقط من دعم الحكومه، مما أدى إلى تراجع كبير في مقومات البنية التحتية الصحية لتقديم الخدمات للمواطنين ، ولذلك ترى أن إجراءات مكافحة عدوى مرض الكورونا في المستشفيات الحكومية العراقية ضعيفة جدا ، ولا يمكنها الوصل إلى مستوى حجم هذا الوباء العالمي، ويمكنك ملاحظة العديد من المستلزمات المطلوبة لمواجهة الفيروس غير متوفرة في أغلب المستشفيات الحكومية ، كما إن هنالك تعامل غير جدي من إنتشار فيروس الكورونا .
 
إحتواء الأزمة
سجاد الفريداوي : لابد للحكومة إن تتحرك لغرض إحتواء أزمة إنتشار مرض الكورونا وتأثيره على حركة التسوق للمواطنين ، من خلال تخفيف نسبة الضرائب المفروضة على البضائع محلية الصنع ، وكذلك زيادة المنح المالية للفلاحين وشراء المنتوج الزراعي منهم ، ويتعين على الحكومة أن تعمل فوراً لإحتواء الوباء، ودعم نظام الرعاية الصحية، وحماية الناس، ودعم الإقتصاد المحلي الطلب وتوفير حبل إنقاذ مالي للأسر والشركات والمصانع الأكثر تضرراً”.
إستغلال فاحش
فاضل السعيدي : للأسف إن بعض التجار وضعاف النفوس إستغلوا إنتشار تفشي مرض الكورونا، وتدني سعر بيع برميل النفط ، والذي لم يشهد إنهيار منذ عام 1984 ، ما جعلهم يرفعون أسعار الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى بنسب عالية جداً ، فعلى سبيل المثال؛ إرتفع ثمن الكمامة إلى (6) ستة دولارات بعد أن كانت سعرها منذ شهر ( نصف دولار ) ،ولم يكتفي هذا الغلاء عند المسلتزمات الطبية ، بل طال القوت اليومي للمواطن والأدوية للأطفال حديثي الولادة ومرضى كبار السن لتصل إلى مستويات تفوق المعقول .

الموت البطيء
عامر البدري : كالعادة تكون الأسواق الشعبية مكتظة بالمواطنين وقت العصر وهو موعد ثابت للتسوق لهم مع زوجاتهم ، ولكن مع إشتداد أزمة مرض الكورونا وتفشيه ، فإن الكثير من العوائل العراقية عزفت عن التسوق إلى أجل غير مسمى، إلى حين يُفرج عنا، فنحن نخرج من أزمة سياسية لندخل في أخرى صحية وإقتصادية، ولا مجال لنا بأن نأخذ مُتسع لمتعة والإبتسامة ، لقد أصبحت حركة السوق غير سالكة والوجوه خائفة والسيارات قليلة على غير عادتها ، كما إن الناس مقسومة هناك إلى قسمين أو أكثر، منهم من يمارس حياته بشكل طبيعي، يجلس إلى جانب صديقه بالمقهى ويتبادل أطراف الحديث معه، ويعانق كُل من يعرفه من المارة ، ومنهم، من يتحصن بالكمامات والقفازات والنظارات، ويبدو عليه الهلع بشكل مغاير تماماً لما كنا نشاهده من قبل سلامة منه على صحته . مشهد آخر أثناء تجوالي في السوق ، لم يتغير موقف الحذر والرعب بين المتواجدين به، رجل خمسيني كان يمتهن نجارة بعض الأدوات المنزلية وهي وسيلته قبل الكورونا لكسب لقمة العيش لعياله ، وهي الوسيلة ذاتها نفسها اليوم مع تفشي مرض الكورونا ،
قلت له: أرى ليس هنالك من يشتري منك ؟
– الرزق على الله تعالى ، والعودة بالقليل من المال إلى عيالي أفضل من اللا شيء، نحن هنا فدائيون ولا نعرف متى نصاب بمرض الكورونا ، ولكن الله معنا وهو أرحم الراحمين .
محلات مقفلة 
حسين كريم / صاحب مطعم شعبي : المطاعم والمقاهي بمعظمها أغلقت أبوابها تنفيذاً إلى أوامر خلية الأزمة التي أعلنها وزير الصحة والبيئية ، ولذلك ترى أصحاب المحلات لم يحضروا كالعادة ، كذلك الأمر في جميع المحلات التي تحولت إلى محلات مهجورة لا تمت إلى ما كان عليه بصلة بحركة التسوق يرتداها الكثير من الشبان والنساء بشكل يوحي أن كُل ما حولهم مستقر وطبيعي، وأن البلاد تعيش حالة من الخوف والمصير المجهول المفتوح على كل الإحتمالات المفتوحة .
الوضع خطير
صباح البزوني / صاحب عربانة لبيع ملابس ( الباله) : بصراحة أقوله لم نعتد مُنذ هذا المشهد منذ سنوات ، ولكن تأثير تفشي مرض الكورونا كان أقوى من كل التحديات والأزمات الاقتصادية الصعبة التي كنا نعيشها ، نتيجة عدم القدرة على السيطرة على مرض الكورونا ، ويمكنني وصف ما يحدث الآن وكأننا نعيش في جزيرة معزولة عن كل ما حولنا .
أصحاب المقاهي
ميثم نبيل / صاحب مقهى ( ناركيله ) : كان زبائننا لا يفارقونا من الصباح الباكر وحتى المساء وطلباتهم لا تنتهي من تقديم الإراكيل ، ويبلغ عددهم أكثر من ( 40) شخصاً ،لكننا اليوم أصبح عدد روادنا لا يتجاوز (7) سبعة أشخاص ، حتى إن بعضهم يأخذها معهم إلى بيته ، خوفاً من إصابته بمرض الكورونا .
إرتفاع الأسعار
المواطن جبار صبري : أبرز مضاعفات مرض الكورونا هو إرتفاع أسعار كل السلع تقريباً بأكثر من 20% عشرين في المائة خلال الأيام العشرة الأخيرة”، وخصوصاً بعد تراجع سعر بيع برميل النفط العراقي وقلة العرض عليه في الأسواق التي أصابتها وباء الكورونا ، كما إن أسواقنا في الفترة المقبلة ستكون أكثر غلاء وسوءاً”، لأن أغلب المواد الغذائية الإستهلاكية تأتينا من ايران والصين ، الأمر الذي إنعكست تداعياته على الأسواق المحلية والتي تشكو هي أصلاً من نقص واضح وكبير في المواد والمنتجات الأخرى .
موت بطيء في حركة الأسواق يقابله إرتفاع الإصابة بمرض الكورونا . محلاتنا أصبحت خاوية من المواطنين وهنالك كساد واضح في البضائع . عجز ميزانية الدولة وإنتشار مرض الكورونا ، أثقل هموم ومشاكل المواطن . لابد للحكومة إن تدعم المنتوج الزراعي ، وتساهم في زيادة المنح المالية للفلاحين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق