بقلم – رئيس التحرير
عماد ناقع الخزعلي
يتوهم من يعتقد ان كربلاء هي تلك المساحة الجغراقية الصفيرة التي لاتتجاوز حدودها ,
الـ” 79 ” كم2 ..و يبلغ عدد سكانها نحو 900 ألف نسمة حسب تقديرات عام ” 2016″ , نعم , فكربلاء تتجاوز حدودها المكان والجغرافيا , ففي كل قلب ثائر وباحث عن الحق تجد كربلاء , وفي كل قلب عاشق للحرية …نجد كربلاء …وفي قلب كل باحث عن المحبة والتأخي نجد كربلاء … وفي قلب كل شهيد عرف معنى الشهادة وفلسفتها ..نجد كربلاء ..يقول الشاعر والكاتب العربي المصري الكبير عبد الرحمن الشرقاوي ” رحمه الله ” : ( لاتسألوا عن رأس الامام الحسين في المغرب او المشرق ..فرأس الحسين في قلبي ) ..صدق الشرقاوي في التعبير وصدق جميع الكتاب والفلاسفة والعلماء في الغرب والشرق ومن مختلف الديانات والطوائف من الذين عرفوا حقيقة الامام الحسين ” عليه السلام ” .
ولم تأت هذه المساحة الهائلة لكربلاء لولا دم الحسين ” عليه السلام ” الذي عشقته السماء وتباهت به , ودم شهداء الطف ” كواكب الله المتيرة ” التي اضاءت قلب الانسانية جمعاء .
وهكذا نكون عاشوراء قد تجاوز ت حدود الزمان التقليدي …وعبرت روحيا كل الازمان ..ففي كل زمن عاشوراء .. بعد كل ذلك لانستغرب قط ..ان تستوعب كربلاء , هذه المدينة الصغيرة اكثر من عشرين مليون زائر في الزيارة الاربعينية مثلا , وهذا الرقم يفوق بكثير عدد سكان دول لايتجاوز عدد سكانها المليون نسمة , اذا هنالك مدد الهي بفوق حدود الخيال و التصورات الارضية …
و تبقى كربلاء وعاشوراء شاخصة في قلوب الصالحين من البشر , و خارج حدود المكان والزمان . فسلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى عشاق الحسين في مكان وزمان .
