عمود

غزوة الحديدة… الرهان الأخير

 

لقمان عبد الله
سيخلّف فشل غزوة الحديدة تداعيات دراماتيكية على قوى العدوان
تأتي معركة الحديدة، التي تقودها الإمارات بمساندة أميركية وبريطانية ومشاركة فرنسية، بعدما استنفدت قوى العدوان جميع الخيارات التي كانت راهنت عليها طوال فترة الحرب، ولكنها فشلت، بل وتسبّبت بإضافة نقاط قوة إلى رصيد «أنصار الله». إزاء ذلك، وفي ظل العجز العسكري، واستمرار الحرب من دون أفق سياسي، وجدت قيادة «التحالف» نفسها محتاجةً إلى تجديد رهاناتها لإيهام المجتمع الدولي بأن ثمة أوراقاً حاسمة لم تُستخدم بعد، وبأنها في حال استخدامها ستغير مجرى الحرب. من هنا، جاء إعلان معركة الحديدة، والذي استدعى استغاثة إماراتية بالولايات المتحدة تحسّباً لفشل الرهان على الورقة الأخيرة. واستشعاراً منها بخطورة فشلٍ من هذا النوع، بدت واشنطن أكثر حضوراً في هذه المعركة مقارنةً بما سبقها.
على أن الإمارات – باتخاذها قرار احتلال الحديدة – كانت أكثر واقعية من شقيقتها الكبرى السعودية، حينما أعلنت أن هدف حملتها العسكرية هو الإتيان بـ«أنصار الله» إلى طاولة المفاوضات، فيما لا تزال السعودية تتجه نحو خيارات أقلّ تعقّلاً، لا تتناسب مع حجم قوتها، ولا مع عجزها عن فرض الحسم العسكري وتغيير الوقائع على الأرض، واضِعةً بذلك نفسها بين «السيء» و«الأسوأ» على حدّ تعبير ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، بمعنى أنها استنفدت جميع خياراتها الممكنة، وبقيت عالقة في عنق الزجاجة، لتتجه بسرعة نحو الانتحار السياسي والعسكري. وبمعزل عن تفاوت الرؤى الإماراتية والسعودية، فإنه، وفي ظل تتالي المؤشرات إلى فشل غزوة الحديدة في تحقيق أهدافها، بالإمكان توقع تداعيات دراماتيكية على قوى العدوان بفعل هذا الفشل، لا سيما أن فعالية القوة الصاروخية لـ«أنصار الله» في قصف أهداف عسكرية في كل من الرياض وأبو ظبي بعد معركة الحديدة الفاشلة ستكون مختلفة عما قبلها. وستضطر كل من السعودية والإمارات، والحال هذه، إلى أن تعيش تحت رحمة فقدان الأمن في عاصمتيهما من دون أن تكون لديهما أوراق للمقايضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق