ثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلي طالب خلف .. الشاهد الذي دون اعترافاته بالفرشاة

 

قراءة نقدية /علي صحن عبدالعزيز

يبني منجز  الفني ..لوحة  تلو الأخرى دون أي كلل او ملل ,  بيد انه يستثمر كل زاوية من زوايا اللوحة , ليغوص بعيدا في اعماقها , لتبقى الصورة شاخصة في ذاكرته ابدا ،لانه شاهد بأم عينيه ما فعله الدواعش في مدينته ناحية العلم ،من دمار شامل في البنية التحتية والثقافية ،وحينما لاحت أفق تحريرها على أيدي سواعد مقاتلينا الأبطال وتحريرها من قبضتهم ،جاءت اللحظة المتفردة تاريخيا لإنجاز لوحته المسماة (حمامة السلام)لتعيد تلك البسمة على وجوه مدينته .

مرفأ لوني
تتصف أعمال التشكيلي (خلف )بالدقة العالية  في التعبير عن أدواته وهو يسعى إلى تكفل كل قضايا بيئته الاجتماعية والمكانية ،سعيا منه لاستلهام كل مفرداتها التراثية والرمزية تارة ،ومساحة ما يكتنزه من حزين ثقافي نسجت فرشاته أدق تفاصيلها،إذ رسم الفرس وهو يمثل القوة والشموخ اليعربي ،وبما يحمله أيضا من الناحية الفنية والجمالية تشكيليا ،فكانت حصاد لوحاته انتقالات بين فنون المدارس التشكيلية الأخرى .
أسلوب المغايرة
تأخذنا أعمال التشكيلي (خلف )إلى رؤية بصرية مغايرة لمفهوم الأشياء وحقيقة فلسفتها باللوحة،وكأنه يسعى الى إيجاد لغة تترجم مدركات أدواته التأملية التي استخدم فيها اسقاطات اللون وأثره الواضح فيها ،ومع تلك الدالة الإبداعية لديه إلا أنه ظل محافظا عل مطابقة ألوانه المعتمدة على منطق التجانس والتركيز بشكل منفرد واكاديمي متميز ،فلوحاته ليست مجرد الوان متشابكة ،بل كانت لواقع تعاطى والمرحلة التي يعيشها،،لتتبلور في نهاية المطاف فكرة جديدة تحمل بين طياتها معنى وتوثيق لشاهد مسك فرشاته ليدون ويكتب اعترافاته ،بجريمة استباحة ناحية العلم من قبل الدواعش المجرمين.
محور التأمل
ترجمة وتجسيد الأحداث على سطح اللوحة ليست بالسهولة التي يتصورها المتلقي أو القارئ،بل إنها تحتاج إلى موهبة وفطنة فذة ،وعند قرائتنا لأعمال التشكيلي طالب خلف ،نجد علامات وخطوات لفك طلاسم ولغز مفردات الحياة اليومية ،وما فيها من انسجام ومتعة قد أجاد فهمها وادراكها بكل معاني التركيز والاعتناء ،بما تحمله من خطوط فلسفية مثيرة وغاية بالدقة العالية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق