اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

الصحافة الورقية بلا دعم وصراع ينذر بإنتصار البديل الإلكتروني

 

تحقيق /علي صحن عبدالعزيز

لعل الإنتقال المعرفي من الطباعة الورقية إلى عالم الإنترنيت أصبح بحكم واقع السهل الممتنع ،والدليل على ذلك ما كتبته صحيفة (الانتبنت البريطانية ) في عددها الأخير (توقفت المطابع وجفّ الحبر ) هذا التصريح الواضح جاء ليعلن بداية عهد جديد للاعلام والصحافة الورقية ، ولكنها تختلف في عالم الإعلام العربي لجملة أسباب منها ،الأزمة الاقتصادية وتداعيات الساحة السياسية فيها ،وكذلك قلة دعم الحكومات والمؤسسات الإعلامية والنقابية للصحافة والطباعة والصحفيين على وجه التحديد والدقة ،والحق يقال بما لمسناه وعشناه ميدانيا ،بأن الكثير من الصحف اليومية والمجلات باتت عاجزة عن دفع أجور الزملاء العاملين فيها ، مما أدى إلى تسريح الكثير منهم وبقائهم بدون مردود إقتصادي يضمن معيشتهم وعوائلهم بحياة كريمة ،وعلى الرغم من كثرة المناشدات التي أطلقها مدراء التحرير بضرورة دعم صحفهم من الاندثار ،إلا أنها ذهبت في مهب الريح .
(وكالة فضاءات نيوز ) كان لها إستطلاع مع زملائنا وزميلاتنا ،وتوجهت إليهم بالأسئلة التالية : ماهو رأيك حول توجه الصحافة المطبوعة إلى الإلكترونية ، وماهي الأسباب والتداعيات وراء ذلك ،وهل تشعر بأن الصحافة الورقية ستصبح في عالم النسيان مع قلة الدعم المادي والمعنوي لها من قبل الدولة والمؤسسات التي تعنى بالثقافة والأدب ؟.
فكانت هذه الأجوبة والتي نأمل أن تكون محط أنظار وعناية جميع الجهات التي تعنى بالثقافة والصحافة .

 

هوية الثقافة المتميزة

عماد نافع /رئيس تحرير وكالة فضاءات نيوز : منذ انطلاقتها الأولى أعلنت الثورة التقنية تهديدها الصريح , لأغلى وسائل الثقافة الأصيلة , ومنها على سبيل المثال الكتاب والصحيفة الورقية وشاشات السينما , وغيرها من فنون الثقافة التقليدية ،صحيح ان الخدمة الالكترونية توفر مساحة متابعة سريعة و كبيرة جدا ,وهذا الأمر لايعني العراق فحسب بل العالم أجمع ولاسيما منطقتنا العربية ،لكن يبقى المطبوع الورقي يحمل هويته الثقافية المتميزة , ويبقى له رواده الذين لايستمتعون إلا من خلاله , وما يحزننا و للأسف الحكومة العراقية السابقة التي ساهمت بشكل أو بآخر بإغلاق الكثير من الصحف الورقية المهمة ، ومنها صحيفة البينة , اول صحيفة عراقية بعد سقوط النظام عام 2003 , وأذكر كانت إجتماعاتنا المتوالية نحن رؤساء تحرير الصحف التي عانت من الضائقة المادية, حتى تجاوز عددنا ال ” 10 ” رؤساء صحف , وفي مقدمتهم الزميل فالح حسون الدراجي رئيس تحرير صحيفة ” الحقيقة ” , وكان أملنا كبير بمطبعة شبكة الاعلام العراقي العمالقة والحديثة جدا , بأن توفر لنا خدمة الطبع بأجور رمزية ولو بشكل مؤقت ، ولكن ماحصل كان صادما لنا جميعا , بيد إن مطبعة الدولة طلبت أسعار أكبر من المطابع الأهلية والدفع مقدم ،علما أن بعض المطابع الاهلية , كانت أكثر تسامح مع الصحف ، هذه الحقيقة المرة تدفعنا للقول: أن الحكومة السابقة , لم ولن ترحب بالصحف التي تمتلك صوتا عاليا للحق .

صرح الصحافة الشامخ

د أزهر سليمان /رئيس تحرير مجلة المنار الثقافية الدولية :

لاشك فيه، أن النشر الورقي له نكهة تراثية مميزة ،فشراء الصحيفة أو الكتاب ثم الجلوس في الكافيتريا أو المقهى للتصفح مع فنجان قهوة أو استكان شاي، هي طقوس إلفناها منذ الصغر ذلكم الزمن الجميل ، وماتبقى منه فهو كمن تزكم أنفه رائحة القهوة المهيلة من بعيد ،اليوم تحولت دور نشر عالمية ولاسيما في الصحافة إلى النشر الإلكتروني المباشر ، مايؤكد هذه الحقيقة أن جميع المنابر الإعلامية الورقية المستقلة ثم الحزبية في ما بعد قد أطلقت في مجرة النشر الإلكتروني نسخها الرقمية بعد سنوات من التردد مخافة إنهيار صرحها الورقي الشامخ الذي شيدته قبل زهاء نصف قرن ونيف على أقل تقدير، وأيضا مخافة التراجع الكارثي للمبيعات اليومية والذي من دون شك يهدد بالدرجة الأولى مستقبل مؤسساتها بالإغلاق وطاقمها بالتسريح إن لم يكن التشريد مثلما وقع للعديد من المنابر الإعلامية مثل (لوموند والواشنطن بوست ونيوزويك وغيرها من الصحف ،لقد حقق النشر الالكتروني قراءات تفوق آلاف المرات التوزيع الورقي دوليا، وما يتعلل به أصحاب المؤسسات الورقية من حجج من أن الكتاب الورقي يحقق علاقة حميمية بينه وبين القارئ ،فنقول قد مضى زمن الرومانسيات ومايهم القارئ هو المعلومة السريعة والعميقة والسهلة ،كما إن النشر الالكتروني يوفر للقارئ العربي سلعة مجانية بينما تكلفه الكثير للحصول عليها ورقيا، ولقد حطم النشر الالكتروني أسطورة مافيات النشر ، فالكاتب يستطيع نشر أعماله اينما شاء على المواقع المعروفة على الشبكة ،ولا نريد أن نجد أنفسنا كما نفعل دوما نحاول أن نلحق بركب القطار بعد أن يكون قد سار مسافة طويلة، فنحن اليوم نعيش في عصر الرقمية ولن تترك الرقمية للورقية شيئا في المستقبل، ومهما حاولنا من التقليل من أهمية الكتاب الرقمي فإننا سندرك لا محالة هذه الحقيقة ، لكن المصيبة هي أن ندركها متأخرين جدا كما هو حالنا دوما.

 


غياب الدعم والإعلانات
قحطان جاسم جواد /صحفي وإعلامي :

هذه المشكلة تعاني منها جميع الصحافة الورقية وليس العراق فقط ،ومؤخرا تحولت الكثير من الصحف البريطانية واللبنانية العريقة إلى نسخة إلكترونية وانتقلت إلى النت ، وكذلك وإغلقت أبوابها وإنتقلت إلى النت ، لذلك لانستغرب بإن تنزوي العديد من صحفنا بنسختها الورقية لتنتقل إلى عالم الإنترنيت والبعض الآخر توقف تماما عن الصدور لا ورقيا ولا حتى إلكترونيا ،لجملة أسباب منها ، هنالك صحفا حزبية أو تابعة لشخصيات رشحت إلى الإنتخابات بعضها فاز لدورة وآخرين لم يحصلوا على نتيجة فأغلقوا صحفهم ، صحف أخرى أغلقت وتحولت إلى إلكترونية بسبب غياب الدعم والإعلانات التي كانت تعين معظم الصحف فإضطرت إلى الإغلاق ، اما بشأن مستقبل الصحافة فهو للصحف والمواقع الالكترونية، لكن ذلك لايعني اغلاق كل الصحف وتحولها إلى إلكترونية لأن الصحيفة القادرة على تحصيل الإعلانات بطريقة ما تستطيع الصمود والصدور بلا معاناة كصحيفة الصباح مثلا فهي إضافة إلى الدعم الحكومي تردها إعلانات معظم الدوائر والشركات الأهلية .

دعوة وزارة الثقافة والسياحة
قيس النجم / رئيس تحرير جريدة الجدار : باتت الصحافة الورقية اليوم شبه منسية بسبب طغيان الصحافة الألكترونية ،ولكن هذا لا يعني أنها إنقرضت بل على العكس ما تزال الصحف الورقية عامل ضغط مهم على الشارع العراقي والرأي الشعبي العام فلها روداها ومقتنيها فالإقتدار الإعلامي نبع من هذه الصحف الصفراء وقد أدت دوراً رسالياً مهماً في التغيير والإصلاح على أن الدولة لو إنتبهت لهذه الصحف وحجم أهميتها ودورها لدعمتها بكل ما أتيحت لها من إمكانات ولكان حال البلد أفضل فالصحف الورقية لها مرودوات سياسية ووطنية وإقتصادية وفكرية وثقافية بل وحتى إجتماعية فهي سجل حافل بالحياة اليومية لاي شعب ثم أنها تعد السلطة الحقيقية لبناء الدولة لأنها تركز على الاخطاء وتصححها فهي تساهم بحركة الإصلاح وهي ما تكون من المواطن الى المواطن ولخدمة الوطن والأجدر بالدولة أن تهتم بهذه المؤسسات الإعلامية ودعمها لتكون فعلاً دولة مؤسسات كما تريد لعراقها الجديد بعد عام (2003)
دعوة الى وزارة الثقافة والإعلام: هناك جوانب مهمة يحفل بها الجانب الغعلامي وهذه المؤسسات الإعلامية هي منجم للإبداع وحركة الفكر والثقافة في الوطن إذن هي واجهة التطور الثقافي للبلد لأن الاوطان لا تبنى بالاماني والوعود بل بالتخطيط والعمل والتضحية وما أكثر الإعلام المضحي الهادف لبناء الوطن في أيامنا والذي يعمل لمواجهة ماكنة الإعلام الأسود ثم لنضع في الحسبان أن الإزاحة الجيلية الإعلامية غير واردة في مفهوم عمل المؤسسات الإعلامية لأن خبرة وشباب رجال الإعلام مع خبرة وشباب رجال السياسة والإقتصاد كلها تعمل كأصابع اليد الواحدة لرسم مستقبل مشرق للوطن والعراق يستحق هذا بإمتياز.
مطالبات ضرورية
حنان الشمري /مديرة تحرير وكالة مرآة الحياة الدولية :
لدينا الكثير من المشاكل في عمل الصحافة وخصوصا فيما يتعلق بالطباعة الورقية ،فحينما نريد أن نعمل حوار مع شخصية ما ،فإن هذا الأمر يتطلب إعداد فريق إعلامي متكامل ،سواء من المصورين والمصمم والصحفي المحاور والمنضد وغيرهم ،وهو بطبيعة الحال يأخذ منا وقت وجهد كبيرين ، وهنا تدخل عملية بخس جهودنا ،من خلال رفع هذه الجهود المبذولة من فريق العمل إلى تلك الشخصية التي تم الحوار معها ،ليكون مكافئته لنا بكلمة (الله يرحم والديكم ) ونحن هنا نتساءل هل هذه العدالة أو إستحقاق الصحفي ،نقولها ومع كل إحترامي وتقديري لزملائي الصحفيين ،بأن هذه الحالة مثل المتسولين ،ما يحدث ألم وجرح لنا جميعا ،وخصوصا بأنك لم تجد من لم يقدر تعبك ومجهودك ،مافائدة الأوسمة والجوائز والشهادات التقديرية إذا لم يكن فيها مردود إيجابي ،يأخذون بعين الإعتبار أجور زملائنا وزميلاتنا في العمل وكذلك بدلات إيجار القاعة التي نستأجرها لغرض تنظيم وإنجاز مشروعنا الإعلامي ، ليست هنالك جهة حكومية أو نقابية أو اتحادية وحتى منظمات المجتمع المدني ولا أي جهة كانت تدعم الصحفي ونحن نعتبره انتكاسة للإعلام ، هنالك في دول أخرى نقابة الصحفيين لها دور في تقسيم إعلانات الوزارات على الصحف اليومية أو الأسبوعية وحتى الشهرية ،بقسمة عادلة ومنصفة وليس فيها ظلم ،ونتمنى من نقابة الصحفيين العراقيين بأن تراعي الإعلامي والذي لديه عدة سنوات بالعمل الصحفي ودون أن يمتلك هوية النقابة تثمينا لعطاءه ، نحن في بعض الأحيان لا نقول بأننا صحفيين لأن جزء من حقوقنا لا نمتلكها ،فالسلطة الرابعة لها مكانتها وحضورها وهيبتها ،ونطالب من خلال هذا الموضوع بأن تعالج هذه الأمور وتصل إلى الجهات المختصة ،من أجل إنقاذ الصحافة من محنتها المالية الخانقة .
طعم الصحافة الورقية
قاسم وداي الربيعي /سكرتير تحرير مجلة الآداب والفنون :
توجه الصحافة نحو النشر الالكتروني لن يجد له مساحة كبيرة عند الكثير من الناشرين خصوصا الثقافي منه، وبهذا تبقى الصحافة الورقية هي التي تتسيد المشهد الإعلامي رغم التطور التكنولوجي وما جاء به , فحين ظهر الراديو وبعده التلفزيون قالوا أن الصحافة الورقية احتضرت , لكن بقت الصحيفة محافظة على وجودها وقرائها , اليوم وقد أخذ الإنترنيت مأخذه وظهور مواقع الكترونية عديدة للنشر لكن بقى طعم النشر في الصحافة الورقية هو المرغوب عند العديد من الكتاب والمثقفين , خذ مثلا اليابان الصحف الورقية هي المعول عليها مع العلم هم الذين صنعوا التقنيات الحديثة , لكن تواجه الصحافة اليوم مشكلة لتمويل الحكومي هو الذي يرهقها وتعتمد أغلب الصحف حتى واسعة الانتشار على الإعلانات في تمويل نفسها , فمهما يكن تبقى الصحف الورقية هي المنتصرة وهي المرغوبة عند القراء لما تمثله من لذة لا حدود لها .
سيدة الساحة الثقافية
يوسف عبود جويعد /ناقد :
يدور في الساحة الثقافية والادبية، جدل كبير بين أهمية الصحافة الورقية، والصحافة الالكترونية، ومن منهما أكثر حضوراً وأكثرها قراءة، ومن منهما السائدة الآن، وبالرغم من أن الصحافة الالكترونية منتشرة على شبكة الانترنيت ولها مواقع مهمة ومتابعين قد يفوق عددهم عدد المتابعين والقراء للصحافة الورقية، الا أنها تبدو واهية ومهزوزة وغير مستقرة، وغير محسوسة، كما هو الحال في الصحافة الورقية التي أحسها وكأنها الجذر الأساس والشجرة الكبيرة التي تفرع منها هذا الغصن، والدليل على أهمية الصحافة الورقية وبقاؤها سيدة الساحة الثقافية، حيث لازالت الصحف التي إنبثقت منذ عشرات السنين هي الوثيقة المهمة التي يعتمد عليها حتى في المواقع الإلكترونية، وعددها بالآلاف في أمريكا وفرنسا وكل بلدان العالم وبلدان العالم العربي، وحتى الصحافة المحلية.
سرعة السبق الصحفي
مزهر الخالدي /باحث وإعلامي :
منذ دخول التطور التكنلوجي على نظام الإتصالات ودخول عالم الإلكترونيات ووجود الإنترنيت وإدخال عوالم جديدة في البحث والتلخيص والنشر كالواتساب والكوكل والتويتر والماسنجر والأيمو وكثير من وسائل الإتصال المباشر والكتاب الإلكتروني، قل الإقبال على عالم الصحافة المطبوعة ولاسيما وأن العصر أصبح عصر التطور والسرعة الفائقة في الحصول على المعلومة الصحيحة، رغم وجود الآراء والتناقضات والثبوت العلمي والسلسلة التأريخية، لذلك إستسهل الكاتب والباحث وحتى القارىء اللجوء إلى الصحافة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني، وذلك لأسباب عدة أهمها كثرة المصادر ودقتها، وثانيهما سرعة الحصول على المبتغى المطلوب، وثالثهما عدم وجود صرف مادي لشراء الكتب والمصادر إضافة إلى سرعة السبق الصحفي الذي أصبح اليوم كسرعة البرق وعدم إجهاد النفس بالبحث والتمحيص وإستخلاص الأراء ،فكيف وانت اليوم تجد شيء جاهز وسريع أمام عينيك وحتى يغنيك مادياً ولغوياً وإملائياً ، لذلك بدأ العزوف عن الصحافة المطبوعة وأصبح السعي والبحث وراء الصحافة الألكترونية، ولكن تبقى هنالك ميزة رائعة وجميلة لن نجدها إلا بالصحافة المطبوعة ،وهي روعة الحصول على الخبر وكأنه ذات طعم خاص ولذةٍ ممتعةٍ وكأنك وجدت شيء عزيزا كان مفقوداً منك والقادم يزخر بالمستجدات العلمية التى سيتوصل لها أصحاب الاختراع والأبتكار الإلكتروني في الحياة.

 

سلاح الإعلام الإلكتروني
علي جابر نجاح /شاعر وإعلامي ومترجم :
تشهد الصحافة في هذه الفترة نمواً وأنتشاراً سريعاً في ظل تعدد مواقع المنتديات الأدبية والأعلامية المتواجدة والمنتشرة في مواقع التواصل المختلفة ، وهذا مؤشر أيجابي نحو بناء صحافة وأعلام سريع ومقبول لشريحة أوسع وأكبر خلال وقت وفترة وجيزة ، بحيث صار بإمكان أي متتبع أومواطن أن يعلم ويطلع على آخر أخبار العالم خلال لحظات قد لاتتجاوز الدقائق فينتشر الخبر ، وهذا كله بفعل الإعلام الألكتروني الواسع هذا من ناحية ،ومن جانب آخر ربما يصبح هذا المؤشر الإيجابي سلبا على أسس الصحافة والأعلام المقروء والمقصود به هو الصحف والمجلات التي بالرغم من تنوعها وكثرة أعدادها إلى أنها تفتقر لقراءها الذين بدأ اعدادهم بالتناقص مع مرور الوقت ، والسبب هو اللجوء إلى مواقع التواصل والبحث السريع عن أي صحيفة ومجلة والدخول لموقع تلك المؤسسة الأعلامية والإطلاع على نشرتها وماتضمنته أولاً بأول ،ولذلك فأن الإعلام الإلكتروني سلاح ذو حدين ، من جهة إستقطابه أكبر عدد ممكن من الجمهور للإطلاع على منشوراتها وأخبارها ، ومن ناحية قد تؤدي هذه الحالة إلى هجرة الصحف والمجلات والمطبوعات الورقية ،مما يؤثر سلبا في طمر أو عزوف أصحاب هذه المطبوعات عن الإستمرار بإصدار مطبوعهم ، وهذا بحد ذاته هو خسارة كبيرة للثقافة والصحافة العراقية التي نحن بأمس الحاجة لنهضتها والمضيء بها نحو الأفضل لتحقيق الغاية المنشودة التي تتلائم مع كون( بغداد عاصمة للثقافة العربية ) .

 

قنوات الإعلام المرئي
لطيف عبد سالم /باحث وإعلامي :
تقلصت مساحة تداول المطبوع الورقي بالعراق في أعقاب التغيير السياسي الذي شهدته البلاد عام 2003 م بمفارقةٍ غريبة مع فسحة الحرية التي تيسرت للشعب بعد عقود من سيادة مقص الرقيب على معطيات الشارع الثقافي. ولا ريب أنَّ دخولَ الشبكة الدولية ( الإنترنت )، فضلاً عن الكتابِ الإلكتروني والأقراص المدمجة إلى بلادِنا بالتزامن مع إطلالةِ قنوات الإعلام المرئي، أثار منافسةً جدية مع أبرزِ أوعية الحفظ التقليدية المتمثلة بالمطبوعِ الورقي سواءً أكان كتاباً أم مجلة أم صحيفة، ما أدى إلى المساهمة بزيادة العوامل التي ألحقت الضرر بفضاءات هذا العالم الذي أثبتت الوقائع قوة تأثيره في بناءِ الوعي السياسي للمجتمع؛ جراء الدور الهام الذي لعبه في مواكبة نضال شعبنا عبر مساهمته في إثارة محركات الوعي الوطني صَوْبَ الخلاص والإنعتاق من براثن أقبية الظلام، بالإضافةِ إلى ما قدمه من قرابين على مذبحِ الحرية والكرامة الوطنية من أجلِ عراق عادل وحر ،ومن المؤكد أنَّ الجهات الفاعلة في الوسطِ الثقافي، وفي المقدمة منها المؤسسات الثقافية ملزمة بتدارك غيبة لمطبوع الورقي المحتملة عبر البحث عن الآليات التي بمقدورِها المساهمة في إعادة بريقه من تحت ركام الغزو الثقافي الإلكتروني بعد أن أصبحَنا نتطلع بشغفٍ إلى الإصابة وبدهشةِ الأمل في مواجهة سطوة الكتاب الإلكتروني وزحفه بقوةٍ لشغل ساحة القراءة، وبخاصة لدى الشباب؛ لإدراكِنا أهمية حضور المطبوع الورقي على الرغمِ من اتساعِ مجالات النشر الإلكتروني وتباينها، حيث أنَّ أزمةَ الفكر مرهونة بغيابِ الكتاب، ما يجعل منه
متعة القراءة
سنان عبد الرحمن الزريجاوي /اختصاص القانون والعلوم السياسية :
الثقافة غذاء للعقول وعلى كافة أطرها الفنية التشكيلية منها والأدبية والشعرية ، والحقيقة بإن وسائل التواصل الاجتماعية وبالذات الفيس بوك وتويتر وانستغرام هي وسائل فعالة وبسيطة بل وغير مكلفة لنشر أنواع الثقافات فإن الكثير أمتنع عن القراءة الورقية رغم خصوصية الكتاب الورقي ، لذلك لاضير من إستخدام هذه الوسائل الجديدية لكونها تصل إلى الاغلبية سواء من النخب الثقافية أو العوام .
تأثير القنوات الفضائية
باسم الجنابي /مدير تحرير جريدة البينة سابقا وكتبي في شارع المتنبي :
لا شك أن الصحافة الورقية تعاني الأمرين ،فهي من جهة مغلقة أبواب الرجاء في حصولها على المعلومات من مصادرها المباشرة ونعني مزاولة مهمتها الرقابية والتقويمية لأداء السلطتين التشريعية والتنفيذية ،ومن ناحية ثانية مزاولة دورتها في نشر الوعي والتنمية الانحرافات عن نص الدستور ،وبالتالي تتصل العديد من الجهات الراعية والداعمة لدورها ومهامها الجسيمة،نعتقد أن كثرة وإنتشار القنوات الفضائية أثر بشكل مباشر على الإقبال على المطبوع الصحفي ،كما أن وقلة الدعم لخمول وإنكسار أصحاب رؤوس الأموال وقلة وعيهم إديا لتعثر الصحافة الورقية، كما أن الإنهيار العام في البلد الذي تتحمل عبئه التنظيمات السياسية المادية والمسيطرة على مؤسسات الدولة والانهيار المالي والاقتصادي يتحمل وزره البرلمان والسلطة التنفيذية إضافة لتنصل أصحاب رؤوس الأموال وتخليهم عن مشروعية ديمومة الصحافة وتطورها،نأمل أن يتم التصحيح ،ونود التأكيد عن تقاعس نقابة الصحفيين وإتحاد الصحافة عن أداء أدوارهم تجاه دعم الصحافة الورقية كونها توثيق لإحداث البلد .

 

حالة التقشف وأخبار محترقة
جواد التونسي الخفاجي / رئيس التحرير التنفيذي لجريدة النهار :
لسرعة إنتشار الصحافة الإلكترونية السريع من خلال انشاء آلاف المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي ضمن الثورة المعلوماتية الهائلة والتي تحدث وتنشأ عشرات الوسائل المعلوماتية السريعة الإنتشار ، ولسهولة قراءة وتمحص الاخبار والتقارير الفورية التي تبث عبر الأقمار الصناعية ووكالات الأنباء العالمية المتصلة بالشبكة المعلوماتية عبر تلك الأقمار ،فإن أخبار الصحف الورقية أصبحت (محترقة) لأن تداول الأخبار وسرعة إنتشارها يتم في وقت الساعة واجزاؤها من الدقيقة والثانية ، فيستطيع المتتبع الحصول على الخبر عبر تلك الشبكات والمواقع الإخبارية، بينما تجد الصحف في نشر الأخبار لليوم التالي أي بعد إنتشار الخبر المباشر بمنظومة شبكات الإتصال السريعة وقراءته سريعا عبر الحاسوب أو الجوال الذكي الذي يرسل لك الأخبار العاجلة بالصورة والصوت وأحيانا عن طريق البث المباشر ،فحينئذ تصبح الصحف الورقية في خبر كان ولا يستفاد من وجودها إلا لغرض الإعلان أو للارشيف فقط،إما الجانب الاخر والذي يرتبط بالعامل الأول فهو قلة الأموال والتخصيصات وأنواع الدعم المالي جعل رؤساء مجالس تلك الصحف تتقشف وتنهي خدمات اكبر عدد من الإعلاميين والصحفيين الذين يشكلون عبئا ماديا ثقيل ،ولذلك ما تبقى من الصحف القليلة التي تصدر يوميا تعتمد على إعداد لا تتجاوز اصابع اليدين لإنتاج وإخراج أي جريدة يومية بالإعتماد 100% على أخبار الإنترنت ، لأن طبع الصحيفة ورواتب العاملين التي تبلغ حوالي( 15)مليون دينار شهريا بواقع متوسط ل( ٢٠) عدد في الشهر ،إما السبب الثالث فهو شحة الإعلانات الحكومية وشبكات الإتصالات العالمية وشركات النفط ومشاريع الإستثمار المعدومة أساساً ،والتي خلفت إرثاً سلبيا على توزيع تلك الإعلانات على الصحف اليومية .
إيجاد مواطن الخلل
ستار الجودة / إعلامي وباحث :
سؤال جداً مهم في زمان ومكان مناسب ، وتشخيص مكمن خطير يهدد الصحافة الورقية في ظل التسارع التقني في نقل المعلومة وإيصال الأخبار بسرعة ودقة عالية الى المتلقي ، مع تراجع واضح في طبع ونشر وتوزيع الصحف الورقية، قبل فترة ليست بقليلة اجريت استبيان شفاهي مع مراكز بيع الصحف ومع بعض الزملاء في العمل الصحفي ، والكل أشار الى التراجع الواضح لتداول بيع الصحف حتى وصل الامر ان انها لا تسد أجور الطبع ، و الى توزيع مجاني ، بانتظار ان تزاح هذه. الغمة وإيجاد حلول ، اما مراكز التوزيع أشار البعض الى الاضطرار الى البيع في الجملة ، ( خمس او اربع صحف مع مجلة ، بمبلغ زهيد )وهذا موضوع خطير ، يعمل. على إجبار المؤسسات تسريح بعض كوادرها المهمة ، ونلاحظ في الجانب الاخر ،تراخي واضح من قبل مؤسسات الدولة والجهات الراعية للصحافة الورقية ، فمن المفترض ان تقيم ورش ثقافية بحثية. تعمل على الوقوف بجدية على مواطن الخلل وإيجاد الحلول والمعالجات ، والضغط على الدولة في دعم هذا القطاع المهم ،صاحب التاريخ الطويل و المؤثر في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والرياضي ، واذا استمر هذا التراخي من قبل مؤسسات الدولة والجهات الراعية للصحافة الورقية سيكون مصيرها الاندثار و تكون في غياهب النسيان، نامل ان تصل هذه القراءات ًو النداءات الى أنظار ومسامع اصحاب القرار ودعم القطاع الصحفي الورقي من خلال توزيع الإعلان على الصحف ،وتوعية الوزارات والمؤسسات بشراء الصحف من اجل ديمومتها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق