اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو

ربيع الموت الاخضر !

 

عماد نافع 

يبدو ان ربيع العراق الاخضر أبدل مهمته , ونافس الخريف بسقوط الاوراق الخضراء اليافعة , هذا التساقط المرعب لن تتدخل فيه السماء ولا الطبيعة , صحيح ان الله سبحانه بيده الموت والحياة , ولكن الصحيح ايضا ,ان الله منحنا العقل واستقلالية الخيار بين الشر الذي يقود للموت والخير الذي يقود للحياة , عذرا لهذه المقدمة الطويلة , لان فاجعة غرق العبارة في الموصل , تزامنا مع أعياد نيروز واستشهاد الاطفال والنساء والشباب , يجعلنا نقف بجد , لتكرار هذه الفواجع , دون اتخاذ اي اجراء وقائي صحيح , وأقصد بالاجراء اجتثاث المسبب الحقيقي في كل هذه الحوادث الدموية , وهو ” الفساد ” المالي والاداري , نعم اكثر من 80% من هذه الحوادث هو ” الفساد ” بشقيه , هذا الفساد الذي انتشر كالسرطان بجسد المجتمع العراقي , ونسأل ماقيمة ذهاب المسؤول الى مكان الفاجعة لماواساة عوائل الضحايا , وتشكيل اللجان التي عادة ماتنتهي باغلاق الملف بعد فترة وجيزة , ولايتم محاسبة الا الادوات المنفذة الصغيرة , وترك المصادر الحقيقية للارهاب .

اكثر من 90 شهبدا , وفقدان العشرات  حتى هذه اللحظة , بسبب طمع وجشع النفوس المريضة التي لايهمها سوى جمع المال على حساب حياة المواطن , سواء كان ذلك في العبارة , او في استيراد الادوية الفاسدة , او الاغذية التالفة , او الاجهزة والاسلحة الغير صالحة ….الخ . كل ذلك لم يجد له رادعا حقيقيا , لان الفساد محمي من قبل كتل واحزاب متنفذة , وتمتلك القرار , والتبرير للجرائم !! والحقيقة هذه ليست مسؤولية رئيس الوزراء فقط بل مسؤولية جميع مؤسسات الدولة الغارقة بالفساد , ومسؤولية الكتل السياسية , التي تضع الفاسدين في الاماكن الحساسة, وكذلك مسؤولية المواطن الذي يعطي نفسه ببساطة دون ان يكون له قرار صائب , وحتى في موضوع العبارة , كان على العوائل ان تحذر  من التدافع على عبارة ممتلئة اكثر من طاقتها بثلاث مرات , ولكن للاسف هذا الوعي لم يكن حاضرا قط . الا بعد وقوع الكارثة .

ومن بين هذه الكوارث , تخرج لنا مواقف وطنية كبيرة وصور انسانية لافتة  , تبعث رسائل للعالم أجمع مفادها ان تربة العراق لاتنبت فيها بذرة الطائفية المقيتة , بيد ان من حاول زراعة هذه البذور باء بالخيبة والخذلان والفشل , وهذا ماأكده الشهيد البطل ” ماجد علي حسين العبيدي الشيعي ” الذي أنقذ عشر اشخاص من الغرقى من اهالي الموصل وهو صائم , حتى نال الشهادة  , كما فعلها قبله الشهيد عثمان العبيدي ” السني ” الذي انقذ اكثر من 13 غريقا من زوار الامام الكاظم ” ع ” , وهنا استحضر قصيدة الشاعر المتميز ستار الدليمي الذي لخص هيه اللوحة الجميلة بقصيدة رائعة ..اختم بها مقالتي :  

گلب الحقد ميّت مايعمّر بيت
تره الحب الحقيقي يعمّر الاوطان
عراق وللمُثُل دوم الرمز ضليت
ورمز وحدة ترابك ماجد وعثمان

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق