اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

دروس التربية الفنية من المسؤول عن إعادة تفعيل دورها؟

 

تحقيق /علي صحن عبدالعزيز
ما زال الكثير منا يتذكر تلك اللهفة البريئة حينما يحين موعد أخذ دروس التربية الفنية في إطار ما تقدمه لنا فرصة للتنفيس عن ضغوطات بقية الدروس الأخرى ،ومع تعالي الأصوات المطالبة بإعادة تفعيل هذين الدرسين على محمل الجد والمتابعة ،فان المتخصصون في مجال تدريس هذه المادة يدركون مدى أهميتها في بناء شخصية الطالب وتنمية ذائقته الفنية وحتى النفسية . (الجزء الأول) (وكالة فضاءات نيوز) تناولت هذا الموضوع من الجوانب العملية والعلمية مع نخبة من التربويين والتشكيليين والتشكيليات ،لتطرح عليهم جملة من الاسئلة ومنها ، هل تعتقد بأن أساس مشكلة إهمال هذا الدرس جاء بسبب عدم وجود كوادر فنية من خريجة الكليات أو المعاهد التشكيلية؟ أم تكمن المشكلة في عدم أداء المدرسين لدورهم بشكل أفضل، وكيف تقيم إدارات مديريات التربية في دعمهم ،وما مدى أهمية هذه الدروس في إكتشاف المواهب وتشحيعهم ، وماهي مطالبكم من أجل تفعيلهما من جديد . فكانت هذه معطيات الأجوبة والتي نأمل من وزارة التربية ومديرياتها إن تأخذها بعين الإعتبار ،لأنها جاءت عن واقع تجربة ميدانية وتطبيقية بحتة :
تفعيل دور المعلم
إيمان الكبيسي/دكتوراه فلسفة تربية فنية /مسرح الطفل : عندما نراجع سير أغلب الفنانين والشعراء ومن لهم بصمة في مجال الثقافة والفن ،نجد المدرسة حاضرة بدور واضح في رسم الإبداع لدى هذا الفنان إو ذلك الأديب،لما لها من دور تربوي معرفي في تنمية ذاته والأخذ بها نحو ساحات الإبداع ، إذ كان النشاط المدرسي(الصفي واللاصفي يمسك دفة القيادة إنطلاقا من مقولة (أرنست ليفي) (تبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء والكيمياء والمال) وإنطلاقا من هذه المقولة، ووفقا لما يعانيه مجتمعنا من عنف وقبح وتدني مستويات التذوق الجمالي ،كان لزاما أن نضع الفن في مصافي إهتمامتنا التربوية لكي نغادر كل المفاهيم الخاطئة التي تجعل من الله نار والدين عقاب نحو نظام يحيل إلى أن الله محبة ورحمة وعظمة، ولكي نشخص غياب فاعلية هذه المنظومة التربوية الهادفة لابد لنا من ملامسة الجرح وتعقيمه ،فلكل منا دور ومهمة يبدأ من معلم التربية الفنية والرياضة مرورا بمديريات النشاط المدرسي وإنتهاءا بكل المؤسسات المعنية بمخرجات التعليم من جامعات واكاديميات ومعاهد متخصصة ، إذ ينبغي لها أن تقوم بتأهيل قيادي يضعون نصب أعينهم بناء الذوات المتعلمة بناءا جماليا يحيله إلى التطلع بحب نحو تراث بلده ومعالمه الجمالية وآلية الحفاظ عليها وتسويقها بالشكل الذي يليق بها، فإذا أردنا معالجة الخلل الحاصل في منظومتنا التربية التي أصبحت اشبه بسجون ومعتقلات تنفر المتعلم وتنحو به نحو الضياع فيتخذ من تقاطعات الطرق والأسواق مكانا يجد فيه لقمته ومتعته التي غابت عنه ضمن أسوار المدرسة العالية، لابد من إعادة النظر بالمناهج المخصصة للكليات والمعاهد التي تعنى بتخريج ورفد المنظومة التربوية برسلها ،وتعزيز رصانة القبول في كليات التربية ومعاهد المعلمين والفنون وغيرها ،عبر إختيار مقنن يضع شخصية المعلم المستقبلي وإمكانياته وقدراته معيارا لكي ينجح في أداء دوره بشكل أمثل، وكذلك تفعيل دور مديريات النشاط المدرسي بتحفيزها على مغادرة جدران الأبنية نحو المدارس والرياض وربما حتى الشارع لتقديم عروض مسرحية ومعارض فنية ،بالإضافة إلى إقامة دورات أثناء العطلة الصيفية والربيعية لتشجيع الموهوبين على الانخراط فيها ،واخيرا علينا أن نعي ونعتقد ونؤمن بان الطفل هو إستثمارنا الأمثل للنهوض بالمجتمع وفقا لقاعدة التعليم في الصغر كالنقش على الحجر .
ترقية العقول عبد الكريم الخزاعي
/ دكتور طب عائلي اطفال عام النفس :
الدروس الفنية تنقل الواقع الموجود على هيئة فن ،وهي المواد الدراسية الوحيدة التي يدخُل فيها الإبداع والتخيّل، وبالتالي تقوم على ترقيةِ العقول وتزيد منَ الخيال الإبداعي والتصوّريّ لدى التلاميذ، وفي الحقيقة هذا هو الأمر المَطلوب من التلاميذ في المراحل المبكّرة لأنّ الإبداع والفن هما العملة الأساسيّة للنجاح والتميّز عن الآخرين، وهذه الأمور توفّرها مادّةِ التربية الفنيّة، وبالتالي سنقومُ بالتعرّفِ على طرقِ تدريس المواد الدراسية الأخرى، والخلل في أي ماده من مواد الدراسية الفنية سينعكس أثره على المواد الأخرى ، وهذا يعني أن العملية التعليمية أشبه بالسبحة إذا انفرطت تتحول إلى خرز متناثرة ولا علاقة لها بشكل السبحة ،لذا تهتم الدول المتطورة بالدروس الفنية، وتخصص جزءا كبيرا من ميزانيتها وهي المسؤول الوحيد عن توفير الكوادر .
فشل المؤسسة التربوية
علي عبد الكريم /تشكيلي/كلية الفنون التطبيقية : الفن في الوقت الحاضر وبصورة عامة لايرتقي وللأسف إلى مستوى الطموح مقارنة بين ماكان وماوصل اليه ،حيث ساهمت الكثير من العوامل في أضعافه وتهميشه بل وأجتثاثه منها فشل المؤسسة التربوية في الاهتمام والتطوير والتشجيع وتفعيل الدور الكبير لدرس التربية الفنية الذي بدأ بالتلاشي والنسيان ،وكذلك الهاجس العائلي في التقليل من أهمية الفن والإستهزاء به ،مما أحبط الحالة الإبداعية التي يتمتع بها الكثير من طلبتنا وخصوصا في مراحلهم الأولى ( الإبتدائية والمتوسطة ) والإنصياع إلى النظرة الدونية لكل مايتعلق بالفن ناسين أو متناسين أن كل حضارات العالم بدأت بالفن ،وإنتشرت بالفن سيما ونحن بناة أولى الحضارات وفي تاريخنا المعاصر شواهد كثيرة مازالت حاضرة وشاخصة لحد الآن تزهو بها متاحف العالم في كل بقاع العالم .
إقامة دورات مكثفة
أميرة ناجي/ مدرسة تربية فنية : يعتبر درس التربية الفنية من الدروس المهمة للطالب للتخفيف عن ضغط باقي الدروس ،وهو المتنفس الوحيد لكي يعبر به التلاميذ عن مشاعرهم وإكتشاف المواهب والمبدعين والمشكله الاساس في عدم تفعيل هذا الدرس هو عدم اهتمام مديريات التربية بهذه المادة وقلة المدرسين الإختصاص ،ونتمنى من المديريات المختصة إن تفعل دور هذا الدرس وتقوم بفتح دورات مكثفة لمدرسين التربية الفنية لتعيد لهذا الدرس دوره الفعال وتعيد هيبة مدرسي المادة، وتكون سند لكل مدرس وفنان لأنهم أساس التطور والرقي للبلاد.
تحفيز طاقات الطلبة
شبير البلداوي /مدير قاعات كولبنكيان : لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه في مجال الفن ودراسته الأكاديمية العلمية والإطلاع على المدارس والأساليب والتقنيات وخوض غمار التجارب والعمل بأسلوب خاص واضح وواحد من الفنانين الأكاديميين المعاصرين ولم أكن لاحصل على شهادتي الدبلوم والبكالوريوس وبتفوق إلا بتشجيع سيدتي واستاذتي الست مريم مدرسة مادة الفنية قبل نحو اربعون عاما ولولاها ما وصلت إلى ماوصلت إليه ، فللتشجيع الأثر البالغ في تحفيز طاقات الطالب عندما نتلمس فيه بذرة الموهبة فلابد والحال هذه التركيز على تلك المادة وعدم تهميشها وتسفيهها ،ويجب الإلتفات لذلك حتما كونها لاتقل اهمخية بل عند الطالب والطفل الموهوب هي أهم وأجمل مواد دراسته.
كشف أسرار الشخصية
علي عليوي/ تشكيلي : هذا التدهول الحاصل في العمليلة التربوية يشترك به في الدرجة الأولى التوجة الحكومي وتنصل إدارات المدارس وجهل وضعف التدريسي ، فحين كنا طلاب كنا ندرك أن العملية التربوية متكاملة وهذا منطق العقل ،ولاشك وحين إمتلكنا الإحساس والخبر والمعرفة، وبحكم أنني فنان تشكيلي، صرنا ندرك أهمية وعظمة المادة الفنية في تفاعل الطالب مع باقي المواد ومايحيط به من الموجودات الحسية والفكرية والذوقية لأن المادة الفنية هي الوحيدة التي فيها التأمل والتخيل والإبتكار والإبداع ،وهي تقوم على ترقية العقول وتنمي قدرات الطالب والتحكم بإدواته النفسية والفكرية والحسية وكشف أسرار بناء شخصيتة بشكل متوازن وعلمي، وهي فرصة للتقييم الذاتي ورؤية ميوله ومواهبه والعمل عليها لإستثمار طاقة بشرية ووضعها بالإتجاه السليم وتوظيفها في إنجاح المجتمعات وتتفوق والتطور وبناء الإنسان في كل المجالات في التربية والعمل والأخلاق، ولانغفل على أنها تقوم بمعالجة الجانب النفسي إذ هي عملية تفريغ من الضغوط والكبت والملل بما ينعكس لتقبل الطالب جمود باقي المواد وإستساختها .
روافد أخرى
كوثر محمد حسين /تشكيلية جامعية ومعلمة تربية فنية : درس التربية الفنية بصراحة كبيرة يعتمد بشكل كبير على معلم ومدرس التربية الفنية ، ومن ثم تأتي المكملات الأخرى الرافدة لهذا الدرس ،وأتحدث عن نفسي فنحن نعمل بالممكن رغم العدد المهول في الصف لكني أعمل جاهدة بجذب التلاميذ وتحبيبهم بالدرس من خلال الرسم أمامهم، ومن خلال صقل مواهبهم وكشف المبدعين منهم ،وكذلك من خلال رسم الجداريات داخل المدرسة وتزيينها وإلتفاف الطلبة قربي والأحاديث التي تجمعني بهم أثناء العمل ،تجعلهم بحالة من السعادة والتمني بأن يكونوا رسامين وموهوبين بالمستقبل،كل الذي اتمناه أن ترفد التربية المدارس بمرسم لأن له وقع ودور كبير بعمل المعلم ورؤيا التلميذ المستقبلية.
زيادة الحصص المقررة
عصام ناجي /رئيس تجمع روافد للفن المعاصر / أستاذ دورات تعليم فن الرسم : الأنشطة الفنية فاعلة تماما في الوقت الحالي وبشكل كبير وممنهج حسب مواقيت وجداول مشرفي النشاط المدرسي في الوزارة ، وإساس مشكلة إهمال درس التربية الفنية هو نظام المدارس المزدوجة أولاً ،ولمدرس المادة الذي أهمل درسه وجعله مغيب ومدير المدرسة المتهاون مع المدرس المهمل ،فإدارات الكثير من المدارس تهمل دعم الدرس وتهمل المواهب ولا تعير أهمية لهم ،ولذا نطالب زيادة الحصص المقررة للتربية الفنية في الجدول لكي تضطر الادخارةومعلم المادة إلى الإهتمام بالدرس أكثر وجعل المشرف الفني هو المراقب الأول لتقييم المدرس والمعلم ومتابعة أولوياته.
مشكلة الدوام الثلاثي
إنتصار ثابت / معلمة مادة التربية الفنية : بالنسبة لعدم تفعيل درس التربية الفنية فالمسؤول الأول هو مدير المدرسة والمشرفين المتابعين ،لأنه إدارة المدرسة وتوزيع الحصص هي إجتهادات مدير المدرسة وبموافقة المشرف المتابع للمدرسة، أما بالنسبة لأداء مديريات التربية لتفعيل مادة التربية الفنية فإن ادائها جيد رغم قلة في الأبنية المدرسية ،مما جعل الدوامات الثلاثية تقلص دروس التربية الفنية والرياضية، ورغم ذلك يبقى دور مدير المدرسة دور أساسي لتفعيل هذه المواد، البعض من مدراء قد ألغى بحجة الدوام ثلاثي وأخذ تأييد من مشرفين متابعين، والبعض ألتزم بقوانين وزارة التربية وتعاونه مع قرارات لصالح التلميذ وهذا ماشهدته من خلال عملي .
رعاية الموهوبين
خالد الشيباني / فنان تشكيلي : الحقيقة في النظم التعليمية المتطورة تعتبر الانشطة المدرسية بكل فعالياتها الفنية والرياضية والثقافية والترويحية مكلمة لمنهج إعداد التلميذ أعدادا صحيحا علميا وفكريا وبدنيا وفنيا ،هذا الغياب الكبير الذي يعاني منه طلبتنا في مدارسنا في السنوات الأخيرة هو إنتكاسة بكل معانيها ،ضياع وضياع جانب مهم جدا في بناء الشخصية وخلل واضح في من وضع هذه المناهج المتخلفة عن ركب التعليم الحديث…كل المسؤؤلية تقع عليه لايوجد تخطيط لتفعيل الأنشطة الفنية ورعاية المواهب منهم ،النظرة القاصرة والعقلية الأحادية لواضعي ستراتيجية التعليم هما السبب الرئيسي في غياب تلك الأنشطة ،نرجو إعادة النظر والتوجه نحو منهج حديث يراعي قيمة هذه الأنشطة في بناء الجيل .
ترسيخ الوعي الفني
بشرى القداح /مشرفة على إقامة المعارض الفنية للطلبة: التربية الفنية درس منهجي إلا إنه مهمش من قبل الجميع بالرغم من أهميته في بناء شخصية الطالب من خلال إستخدام خياله حتى وأن كان لايمتلك الموهبة، ولمنح هذه المادة مكانتها اللائقة بها لما لها من جمال وذوق لابد من التنسيق بين إدارة المدرسة ومديرية النشاط المدرسي لتقديم الدعم اللازم عن طريق توفير كادر تدريسي مختص و مؤهل ، وترسيخ الوعي الثقافي والفني لدى الطلبة و تشحيعهم و تطوير قابليات الموهوبين منهم باقامة المعارض المدرسية واشراكهم بمعارض محلية وعالمية و اشراكهم بفعاليات ونشاطات كنتاج لدراستهم كأن يقوموا بتزيين جدران مدارسهم برسوماتهم التي تعلموها خلال السنة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق