اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

((ترامب يريد «مراقبة إيران» من العراق))

 

  • جمعة العطواني 

لم يترك ترامب قطرة في ماء وجه المدافعين عن السياسة الامريكية في العراق، فمَن كان يتحدث عن السيادة العراقية قال له ترامب: (إخرس ) عندما تتعارض السيادة مع مصالح امريكا العليا لا يحدثني احد عن شيء اسمه سيادة العراق.
وعندما قال البعض ، وصدعوا أسماعنا عن عدم السماح لاية دولة ان تتخذ اراضينا كمنطلق للاعتداء على دول الجوار كان جواب ترامب ساخرا : نحن سنتخذ الارض العراقية للتجسس على دول الجوار.
وعندما نفت الحكومات العراقية الحالية والسابقة وجود قواعد امريكية في العراق، زار ترامب قاعدة عين الاسد بدون موافقة الحكومة العراقية ، وطبل ( المتأمركون ) بان زيارة قاعدة عين الاسد ليست خرقا للسيادة ، بل هو عرف سياسي ان يزور الرئيس الامريكي قواعد امريكا في كل دول العالم ، واثبتوا من حيث لا يشعرون ان في العراق قواعد وليس كما تقول الحكومات العراقية .
اليوم تتعامل الادارة الامريكيةُ مع العراق على اساس ( جغرافيا) بلا دولة، فالجغرافيا العراقية مناسبة لبناء قواعد ، وسحب القوات من سوريا اليها ، واستهداف دول الجوار وتحديدا ايران ، لكن لا توجد دولة ومؤسسات ، ودستور وسيادة حتى يستأذن ترامب قيادة هذه الدولة.
الاحراج الذي تمر به الحكومة العراقية بالتأكيد كبير وكبير جدا، ونتصور ان ترامب ما ترك لها مسافة للمناورة او المراوغة امام الراي العام العراقي او النخب السياسيةِ الوطنية لتبرر هذه التصريحات او تبرر تواجد القوات الامريكية ، فمن كان يتصور ان هذه القوات موجودة لمساعدة العراق فان تصريح ترامب يكذبه، فالرجل يقول خسرنا اموالا طائلة على قواعدنا في العراق للتجسس على ايران والشرق الأوسط .
ومن كان يبرر تواجد القوات الامريكية بانها للاستشارة والتدريب ، فان الادارة الامريكية تقول هذا الكلام غير دقيق، فتواجدنا تواجد للهيمنة على المنطقة، وان الارض العراقية هي افضل مكان لتصفية الحسابات مع خصوم امريكا ، وقد قالها بوش الابن بعيد احتلال العراق: سنفتح أبواب العراق على مصراعيها لمقاتلة تنظيمات القاعدة .
فالامريكان أَشجع من القيادات العراقية في قول الحق للاسف الشديد، فهم يقولون صراحة دون خوف او وجل، والبعض منا يبرر ما يقوله الامريكان او يؤول كلامهم لدفع الحرج والشبهة عن نفسه، بسبب تمسكه بالدفاع عن التواجد الامريكي.
وبتعبير اخر فان بعض السياسين العراقيين( متأمركون اكثر من الامريكان).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق