اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

ايران اربعين عاما من المخاض.. بين من يحب ومن يبغض عن جهل !

 

  • صالح الامين 

لكل ثورة رجالاتها كما ان لكل ثورة ايجابياتها وسلبياتها وبالطبع عندما تنتصر فان لها الف اب ولكن عندما تفشل تبقى يتيمة !

ايران غير مستثناة من تلك القاعدة انتصرت ثورتها بقيادة رجالاتها وتبنتها اطراف ومجاميع كثيرة ولعل بعضها لا صلة لها بها لا من قريب ولا من بعيد الا ان انتصارها وتسلم قادتها زمام الحكم وصعود رجالاتها الى عرش الدولة بعد انهيار اعتى نظام جبروتي في المنطقة وسقوط ذلك العرش بيد الفقراء والمستضعفين واعتلاء رجال رث المحيا سلالمه لم يستسيغه عالم السياسة ولا قوانين الامم الحاكمة في الارض كل تلك الامور اثارت لعاب الكثيرين لتبني هذه الثورة والانخراط في قيمها ومفاهيمها اما طمعا في مكسب واما تقليدا في ركوب الموجة كما يفعل الانتهازيون في كل مكان وفي كل زمان !

وبعيدا عن مفردات المذهبية والخطاب الطائفي نستطيع القول ان ايران انتصرت ثورتها بقيادة علماء الشيعة وان قادتها كانت لهم مفاهيم وثوابت استنهضوها من الفكر الشيعي وبنوا عليه نهضتهم و قيامهم ضد الظلم والفساد والاستبداد حتى تمكنوا من قيادة الشيعة في ايران وسوقهم نحو الانتصار الذي كانت حصيلته بناء نظام سياسي يختلف عن كل الأنظمة السائدة في المنطقة وحتى العالم دعامته مبدء ” ولاية الفقيه” اختلف عليه البعض واتفق عليه البعض الاخر وهنا هو المدخل لحديثنا عن هذه الثورة !.

ايران اربعين عاما على ثورتها لم تقدم للشيعة والعالم سوى الحروب والكوارث وادخلت الاول في إقصاء وعداوة الاخرين غربا وشرقا عربا وعجما! ولم تستطع الانسجام مع الثاني اي العالم ولا نيل رضاه هكذا يقوله المبغضون والمتقلبون ومن اختلطت عليهم مفاهيم الدين والدولة فوقعوا في المحذور الذي نهايته مجهولة وتحديدا الرهط من الشيعة وهم بالطبع فئة قادتها مشاعر عاطفية بالولاء لمدرسة التشيع امتزجت بالعصبية القاتلة او بالهلامية في التنظير والأنانية في التفكير والجهل بالتحديات لنصب العداء لإيران وثورتها !
لسنا ممن يدعي العصمة لإيران او قادتها ولا انها خالية من التشوهات والأخطاء والسلبيات ولكن لسنا ايضا مع من ينكر الجميل لها ولا مع وضع الإصبع امام اعيننا والقول ان ” ايران وثورتها لم تقدما للشيعة سوى عداء العالم “!
نحن لسنا مع الإفراط في الحب ولا التفريط في السلبية والبغض !
ايران فتحت ذراعيها بعد انتصار ثورتها للشيعة شئنا  او ابينا ,  هنا لا نتحدث عن الطرف المقابل للشيعة ونحن مضطرون لاستخدام مفردات مذهبية لتوضيح الامور حيث ان ايران أصبحت البلد الأكثر امنا للشيعة وعلماءهم ومراجعهم ولولاها لكانوا في المنافي والسجون او في غياهب القبور !
هل نسى الاخوة من الشيعة وقد بغوا على ايران وثورتها ان قادتهم يعيشون في ايران امنين مطمئنين ؟!
هل هم يضمنون لنا ان بذهاب هذا النظام سوف يكون مراجع الشيعة في العالم وتحديدا في العراق في امن وامان وان من يأ تي بعد الحاكمين اليوم سوف يحملون لهم الورود والرياحين ام سيوف وسكاكين قد حدت لساعة الصفر ؟!

للاسف منهجية البعض في التعامل مع ايران ساقطة وغير موضوعية لا حنكة فيها ولاكياسة اختلطت فيها احاسيس الإنتماء للتشيع جهلا ولا نقول كذبا وهذا البعض يمتلك المنهجية في التعامل مع الغرب والشرق وحتى مع اعداءهم من الوهابية وانظمة العهر في الخليج ولا يمتلك ذات المنهجية في التعاطي بأخوة الدين والمذهب وحتى الانسانية مع ايران ، الآخرون نجحوا في منهجيتهم في العلاقة مع ايران اما هذا البعض وللاسف فشل في منهجيته وسقط في المحذور كما سقط الشيخ ياسر الحبيب !
ايران ليست حديد ولا حجر بل هي مجموعة من البشر ( لحم ودم واحاسيس )والأرض والقيم التعامل معها بالعقل والتعقل يكفي الجميع سوء التصرف وعواقب السوء !
ايران تشكل معقلا للجميع وحتى للغريب ! ولكن اسفا ان القريب لم يعترف بزاد الملح فتماهى مع الاعداء والنواصب وفتح المجال للانتهازي للتسلق !
ايران بعد اربعين عاما هي الأقوى في المنطقة وهي الأكثر امنا من كل دول الاعراب المتهالكة على عداءها ، ايران بعد اربعين عاما يتحدث عنها الاعداء قبل الأصدقاء انها انجزت ما عجزت عن انجازه كل دول العالم الثالث من عمران وبنى تحتية رصينة وثابتة وأكثر من ١٧٠ الف كيلومتر من ظرقات سريعة معبدة ومبلطة بين المدن والبلدات والقرى مقابل ٦٠ الف في عهد الشاه المقبور ، ايران اليوم قمة في تكنولوجيا وعلم النانو وخامس دولة في البحث العلمي رغم الحصار ورغم العقوبات وقلة الناصر !
ايران دولة ديمقراطية شىينا ام ابنينا حكوماتها ورؤساءها وبرلماناتها تاتي عبر أصوات الصناديق التي تفتقدها دول كثيرة منها دول مازال البعض يأكل من فتاتها كي لا يتحدث عن مساوئها ولا ينتقدها ويوجه عوضا سهامها لإيران التي اوته واوت قادته و رموزه !
فهل نحن اذا على قدر من الحكمة و التعقل والمعرفة ام س نظل نلوك ما يلقمه لنا تنظيرنا البائس ؟!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق