قراءة نقدية/علي صحن عبدالعزيز
جرى التسليم بأن أي تجربة تشكيلية تسعى إلى كشف غاية أفكارها تكون عقيمة المعنى مالم تكن أفكارها مستقاة من جذور جمالية وإنسانية ، ومن هذه الأسباب التي تدفع في بلوغ اللوحة التشكيلية إلقها وصداها العالمي ، هو شرط تجاوزها لمرحلة ظروف الزمان والمكان ، وعلى ذلك فإننا ما جاء به التشكيلي (نضال صابر) هو حالة الصراع التي عاشتها (حواء) منذ سالف العصور إلى يومنا هذا فقد سعى (صابر) وبما يمتلكه من ذاكرة ثقافية وتشكيلية إلى قدح المكانة التي تتمتع بها المرأة في كل الحقب التاريخية ، بدوافع إنسانية وأسلوب واقعي ملموس،وقد كان مصيبا فيما يراه ، فالمعنى الذي يتناوله هو ضرورة محسوسة من واقع يحاكي الحس المرئي واللامرئي لدى المتلقي ،في وقت نرى فيه بعض التشكيليين يضعون تحت تصنيف أعمالهم مجسات أو مفاهيم غير قابلة للتطبيق على سطح اللوحة . وحدة الموضوع نضال صابر ، فنان تنبض فرشاته ألوان من تحمل بصمة مبدع ، ويضفي على اللوحة فضاءات من الخيال والخصوصية التي توحي بأن هنالك فنان تشكيلي يرسم تفاصيل إنطباعه وفق المتغيرات الحسية التي ينقلها إلى اللوحة بطريقة يطرح فيها التساؤل الذي لا تخلو من نكهة الأثر ووحدة الموضوع ، وكانت هذه الثيمة الفنية هي الشاخص الفكري في إجتذاب المتلقي، وعلى الرغم مما ذكرته في هذا المعنى من تعبيره الصادق في لوحاته ،إلا أنه يتمتع بخصوصية على إستنباط الأثر القيمي قبل الإعتماد على كسب ثقة المتلقي ،ولذلك فإن ما يتناوله في لوحته معرض قرائتنا النقدية عن معاناة حواء ،ماهي إلا تأملات ورؤية شاملة متداخلة الأزمنة والأمكنة وغير منفصلة في رفض الظلم والمفاهيم الخاطئة عن المرأة . روح المجازفة لقد تعامل التشكيلي نضال صابر ،مع لوحاته بروح المجازفة الموضوعية ،فهو ينقل كل تفاصيلها بواقعية تكشف عن مسيرة تشكيلي إستطاع أن يوظف اللون لموضوعه الإنساني عن المرأة حيث يقول عن لوحته: منذ أن بدأت الخليقة وكانت حواء الأم في الجنة في أجمل حياة وهي مكتوب عليها الألم والخداع ،أما الحزن فكان عنوان حياتها المتداولة بين حقائب السنين عبر مشيمة ورحم موصول الحياة المجردة من الإنسانية كما يريدون انتزاع أحلامها وتشريد أطفالها، ظلام قاحل بربطة غدر من أيادي متوحدة لن يشفع بكاءها ولا حتى جسدها العاري عبر فصول السنة الأربعة ،فهم جعلو كل الفصول قاسية جماد طول السنة صغارها ماتوا قهرا جوعا وبردا وتبقى هي صامدة تحاول رد فلذة كبدها حتى لو تألمت حواء تبقى وطن الحب والعطاء منذ تفاحة الجنة والخطوة الاولى على الأرض وعبر حقائب السنين تصارع ابليس الذي أسرى قلوبا من مشيمتها وحربها بسلاح بطنها حتى قيام الساعة ،فقد بدأت القصة بتفاحة وابليس واحد ثم موت قابيل و هابيل ،حواء الآن جريحة فالكل هجرها خوفا من الثعبان ذو الرؤوس المخفية لقد إعطيا الأمر أن يسود الظلام و تغمض الأعين وبكاء حواء يجب أن يستمر وهي محاصرة تمسك شمعة الامل تبكي وحيدة ما مضى حنين لجنة وواقع مر اتلف كل جميل حكاية ام جريحة عبر حقائب السنين لكن شمس الحق يجب ان تشرق ويوضع الميزان وتعود حواء الام مع أطفالها الى جنة الخلد وتقطع رؤوس الحية لان الظلم ضلالة والحق نور . التشكيلي في سطور نضال صابر عبد الهادي /مواليد 1978 فلسطيني لاجئ في هولندا، وقد أقيمت مسابقة مهرجان أسرع هنالك ،فحاز على المركز الأول في رسمه ثلاث لوحات ،وكانت هذه الفعالية على إحدى مسارح مدينة (روود) ،أنجز المعرض الأول أيضا في هولندا في مدينة (خيناوت) بمقاطعة لمبرغ في كنيسة (سنت فيرتوس) والمعرض الثاني في إحدى صالات مدينة فيرت الهولندية ،خريج مركز فتحي محمد في مدينة حلف منطقة السبيل،حائز على عدة جوائز ومدالية ملكية من قبل الأمير فيرت في هولندا وانجز أيضا عدة تماثيل ،أهمها تمثال أم الشهيد في حديقة حلب السبيل ،وعمل ثلاثة معارض في المركز الثقافي في حلب حينما كان عمره (14) وأقام بإنشاء (700) مشروع رسم ،ضمن مديرية التربية والتعليم في حلب ،وله مشاركات في عدة فعاليات ضمن تعليم الأطفال للرسم ،ومنها في دار المريميين ،ومن المهارات التي يتقنها الرسم على الزجاج والأقمشة ،بالإضافة إلى رسم الموبليا مع إتقان الخطوط العربية .
