اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلي أنيس غنيات .. محنة الطفولة وأشياء أخرى من الحرب

 

فضاءات نيوز – علي صحن عبد العزيز 

لم نشاهد في لوحات التشكيلي( أنيس غنيات) أي فقر لوني ،بل كانت لوحاته هي تدفقات تركيبة إمتزجت فيها الواقعية والانطباعية ،لفنان تبنى توظيف طاقته الفنية في المحتوى الفني بأكبر قدر ممكن من التوظيف ،كما أنه لم يأخذ فكرة لوحته إلا من خلال ما عاشته الجزائر في سنوات التسعينيات وأحداثها المتلاحقة ،والتي حشد فيها فنه بلوحات مملؤة بالإثارة والموهبة الفذة . طفولة قلقة لقد أصر (أنيس غنيات) على أن يوثق مدونات طفولته على هذه الصورة العنيدة موضع قرائتنا النقدية ، حيث كان هذا الإصرار مطلبا عادلا من وجهة نظره ،إذا ما علمنا أن ذكريات طفولته كانت ممزوجة بما شهدته الجزائر من أحداث الحرب وما خلفته من تشريد وفقدان قيم الطفولة ،حيث يقول عن لوحته :
(اللوحة تذكرني في طفولتي وما رايت من حولي في سنين الجمر التي مرت على الجزائر في التسعنيات حتى أصبح الطفل الذي من الأجدر أن يكون مكانه في المؤسسات التعليمية يجري مع أسرته وراء لقمة العيش ،الحرب تعني مأساة الحرب والفقر ) .
هكذا إذن كان على صلة وثيقة مع الأحداث ،والتي تعني عنده مطالب لفنان وإنسان يتخذ موقفا لما تتطلبه القضية وموقفها الحساس ،أنها لغة وأسلوب غير مصطنع ،بل كان يحمل الكثير من المفاجآت والمواقف المسؤولة . قضايا أساسية فيما مضى من سنوات عمل التشكيلي أنيس غنيات، كانت هنالك الكثير من الثيمات الرائعة في تجربته، فهو لم يلقي بثقله على المتلقي ، بل كانت لوحاته كموجة أسرار تحمل بين طياتها طفولة موجوعة تشم رائحة الموت ،هكذا كان مؤمن برسالة الفن التشكيلي لأنه يتخاطب مع روح العصر والانسان بكبريائه وجنوحه نحو الحياة والسلام ،ولاشك بأن الفن التشكيلي بالجزائر كان هو الآخر يمثل إنعكاسا لتاثيرات تلك المرحلة على واقع الطفولة والمجتمع . لوحة وملامح رسم التشكيلي أنيس غنيات ،هذه اللوحة لشاب يبزغ فجر طفولته البرئية من عينيه ،والحرب تلقي بأطلال الخراب والدمار وراءه ،لكنه وبالمقابل يريد أن يجعل من رسالة الفن التشكيلي دورا كبيرا ورياديا في بناء الآثار الموجعة والسلبية في ملامح الطفولة ،سواء كانت على المستوى النفسي أو التعليمي وحتى الجانب السياسي ،حيث يعتبر الفن التشكيلي له
الدور الاول في إعادة بناء الإنسان والمجتمعات .
وهنا تبرز لوحته (طفل الجمر) فهي تعكس حالة الحرب والدمار ،والطفل يجلس على الجمر ويحمل أداة البناء في مواجهة النيران والقنابل المتفجرة . التشكيلي في سطور الاسم أنيس اللقب غنيات من مواليد 29/04/1981،اكتشفت موهبته في المرحلة الإبتدائية،وكانت له عدة مشاركات محلية وطنية ودولية وهو من عشاق الفن الكلاسيكي ،ويرسم اللوحات التجريدية ، ومن المساهمين في تأسيس فرع المركز الدولي في الجزائر مع التشكيلي بن ملكة بغداد/ رئيس فرع الجزائر ،يسعون وبعض من التشكيليين للارتقاء بالفن الجزائري خاصة والعربي عامة وتكون معارض متبادلة ما بين الدول العربية لفتح مجال اكبر وتعويض السنوات الجعاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق