اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

التحقيق الصحفي ل-فضاءات نيوز – “اللوحات التشكيلية المستنسخة بين ضياع حقوق مبدعيها وغايات أخرى” يحقق اصداءا كبيرة

 

تحقيق /علي صحن عبدالعزيز

بعد ان حقق تحقيق ” فضاءات نيوز ” الصحفي ,  الجزء الاول ,  متابعات كثيرة , ومطالبات باكمال الجزء الثاني من تحقيق  ” اللوحات التشكيلية المستنسخة بين ضياع حقوق مبدعيها وغايات أخرى” …يسر ” فضاءات نيوز ” ان تنشر الجزء الثاني من هذا التحقيق المهم الذي يناقش ظاهرة الابتعاد عن الخلق الفني , والاستحداث والتجريب , والاكتفاء باستنساخ اللوحات التشكيلية الاصلية لمبدعيها سواء من العراق او الوطن العربي , وحتى من اللوحات العالمية …هذه الظاهرة لاتخلو من انتهاك صارخ لحقوق الفنانين التشكيليين ,  بل وتجاوز على حقوق المبدعين  الفكرية ..اذا ماذا يقول التشكيليون العراقيون عن هذه الظاهرة : 

 

التشكيلي حسين البلداوي : إن تقليد اللوحات العالمية الأصلية بكل تفاصيل العمل الأكاديمي، كما يفعل طلبة الفنون التشكيلية ويصل الحد حتى إلى (نوع الألوان وأحجام الفرش المستخدمة) ، فهو مطلوب بل ومن الضروري أثناء الدراسة الأكاديمية، لغرض التجربة وزيادة الخبره والمقدرة ،ولكن ما يحدث في الوقت الحاضر وبعد التطورات التقنية في الفوتوغرافية من طبع واستنساخ للّوحات الأصلية للفنانين الكبار، فهو المرفوض فنياً لعدة أسباب وأهمها ،تكون خالية من حيوية العمل اليدوي و روحية المبدع وإنعكاس هواجسه فتصبح المستنسخة ليست ذا قيمة فنية، وتدخل في باب التزوير أو السرقة وخاصة في الحالات التي لايذكر فيها اسخم الفنان صاحب العمل الأصلي،

ولا بد من الإشارة إلى أن للشهرة الأثر الكبير في قبول الأعمال الفنية حتى وإن كانت ليس بالمستوى المطلوب ،وهنا أصل المشكلة في إستنساخ الأعمال وترويجها تجارياً.
عقدة النقص
التشكيلي عماد نافع : حين يغيب الرقيب ويهمش القانون ، تسود المجتمع ظاهرة العبثية والإنفلات ، وبالتأكيد تشمل جميع مفاصل الحياة ، ولعل أهم هذه المفاصل هو الفن والثقافة لأنهما صنوان لن ينفصلا قط عن مفهوم البناء الحقيقي للمجتمع ، فحين تسرق أراضي وتسرق دور سكنية وتسرق مناصب ، وتسرق لوحات بالتأكيد ستسرق جهود الآخرين الفكرية ، وحسب القانون لافرق بين جميع السرقات ، و تبقى الأسباب واحدة أيضا وهي الجوع وغياب فرص العمل , بإستثناء حالات قليلة تعد استثنائية تدخل من باب العقد النفسية ومنها ( عقدة النقص ) وهنا تأتي مسؤولية وزارة الثقافة وبالتنسيق مع لجنة الثقافة البرلمانية في وضع قوانين صارمة لحماية الملكية الفكرية من جانب وتشجيع التشكيليين الشباب من خلال شراء بعض الأعمال ،وتوفير فرص عمل حقيقية لهم ، وتفعيل الجانب الإعلامي لإدانة ظاهرة سرقة الجهود الفنية والفكرية .
لوحات جاهزة الجوانب .

التشكيلي عبد الأمير المالكي : أولا عملية نقل اللوحة الفنية العالمية والموثقة والتي لها بصمة موجودة منذ قديم الزمان ،ووصلت إلى حالات التزوير وأقصد هنا اللوحات التي لها باع طويل وتدر أرباح مالية على أصحابها، ومن هذا المنطلق جاءت فئة أخرى أقل من لوحات جيل الرواد ،فقلدوها بعض الفنانين العراقيين ومنهم حافظ الدروبي وفائق حسن و جواد سليم، والكثير من الفنانين الذين عندنا محمد مهر الدين ،الذين قلدوا أعمالهم لأنها لاقت رواج كبيرا ،أما الجانب الثاني بعض المتدربين ،أو الذي يسعى ان تكون له بصمة أو كذا ، فإنه يبتدئ ينقل لوحة مدروسة الجوانب ،أي لا يحتاج بأن يبحث عن المساقط او التوزيع اللوني والضوئي والنسب ،لأنها لوحة جاهزة أمامه وهو مستفاد بعدم دراستها ينفذها كما هي ،ويبقى تقليد العمل الفني إذا كان متقن بحيث يحترم صاحب اللوحة الأصلي ويشتغل ،ولا يعكس تشويه العمل ،ولا يوقع عليها بإسمه ولابد من ذكر المصدر ،وعكس هذه الحالة فإنها تصبح سرقة ، هنالك مؤسسة في وزارة الثقافة أسمها (الملكية الفكرية) وواجبها ان توثق جميع الأعمال والكتب والقصائد والمخطوطات إلى أصحابها الأصليين ،بحيث أذا كان أي إعتداء عليها من جهة ،فإنه سيعرض نفسه إلى المسألة القانونية ،ويبقى الجيل الثالث وهم الطلاب المبتدئين والطلاب الدخلاء على الفن ،الذين لا يمتلكون قواعد أساسية للعمل الفني ،فإنه يبتدئ بالتشبث على هذه الأعمال الجاهزة ، ويحاول نقلها ،لكن مع الأسف نقلوها بطريقة مشوهة وشوهوا العمل الفني ،لأنهم لا يستطيعون أن يرتقوا إلى أبسط قواعد العمل الفني ،وإوعز هذا التصرف إلى جميع مؤسساتنا التدريسية والتربوية في عالم الفن التشكيلي والأكاديمية ومعاهد الفنون ووزارة التربية والتعليم العالي بأن يكون تركيزهم على خلق فنان تشكيلي متكامل .
رسام مزيف
التشكيلي حسين علوان الزيدي : طبعا الموضوع أولا أخلاقي أكثر مما هو حرفة للكسب ،وتقليد اللوحات له تاريخ طويل غارق في القدم منذ بدايات الرسامين الكبار المعروفين في حين الرسام الأصلي يتعب ويجتهد في وضع العمل والتخطيط له ودراسته من كل النواحي، فيأتي الرسام المزيف يقوم بنسخ اللوحة وتقليدها دون عناء يسرق مجهود الرسام الأصلي حتى بدون إستئذان وتصريح منه .
تجريد الأصل
التشكيلي علي عبد الكريم : إزدادت وللأسف في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة الأعمال الفنية والأدبية والتشكيلية منها على وجه الخصوص ،والانتهاك الغير شرعي لجهود وحقوق الآخرين وإنتزاع وتجريد الأصل من صانعيه ،وهي بلا أدنى شكٍ تعد إساءة وخرقا أدبيا للكسب الغير نزيه، ويمثل إعتداءا متعمدا وتشويها للأخلاق الأكاديمية التي من المفترض إن يتحلى ذوي الشأن ، ولهذه الأفعال أسبابها منها السهولة في حصول السارق على مكتسبات ومكافأت مادية أو عينية أو شهرة مزيفة مصيرها معروف لدى الجميع ،والحل الأمثل برأي لهكذا حالات هو الكشف وإفضاح ذوي السرقات مهما كانت مسمياتهم ونشر كافة المقارنات المزورة مع اﻹصل والإستعانة بكل وسائل النشر والإتصال الجماهيري ،عند ذلك فقط سيتوارى خجلا كل مدع للفن .
الربح المالي
الشاعرة فاطمة منصور /لبنان : كلنا نعلم وفي كل الأزمنة والعصور هنالك حالة إستنساخ اللوحات والعالمية منها ،أولا بقصد التمرين وثانيا بقصد الكسب المادي ، وهي ليست جريمة لطالما مدموغة بإسم صاحبها الأصلي ،أما في هذا الوقت فالأغلبية تسعى من أجل الربح المادي نظرا للظروف التي يمر بها العالم العربي وبالاخص الفنانين والمبدعون الذين لا يجدون الدعم من الدولة أو الجهة المسؤولة، والمبدع هو من يترك أثره بكل مجال يخوض به ،أتمنى أن تكون هنالك جهة داعمة حتى لا نبقى في حالة قمع الإبداع .
أصالة المنتج الفني
التشكيلي إسماعيل الشيخوني : بداية فيما يتعلق بمنع إلتقاط الصور ،فهو ليس دليلا” على التستر على التزوير أو النسخ أو التقليد، فالتصوير الفوتوغرافي يمنع في أهم المتاحف احترازا” من تأثير أشعة الفلاش. كما له طابع إحتكاري حتى لا تؤخذ الصور إلا من مصدر محدد أو تحفيزا لإقتناء العمل اﻷصلي أو زيارته بشكل مباشرالمحلات التجارية والمهنية لاتكترث بخصوص أصالة المنتج الفني وربما حتى جودته وتعزو ذلك لاختلاف الأذواق وتقبل الكثير للوحة متواضعة مقابل سعر زهيد. وليس الجمهور غبيا” لدرجة تصديقه بأن لوحات الفنانين العالميين بشكل عام يمكن أن تتواجد في تلك المحلات ،بصراحة فعلا تعرض عدة فنانين عالميين وعرب لتداول لوحات مزورة بأسمائهم وهنا فعلا” يتهدد موقع الفنان وأهمية منتجه حتى تتم دراسات مطولة واحترافية لنقد الغث من الثمين، أما فيما يخص النسخ فله آداب عامة تقتضي بضرورة توثيق حكم النسخ على اللوحة المنسوخة وذلك بكلمة copy أو After مرفقة باسم صاحب العمل اﻷصلي.
إعادة النظر
التشكيلي محمد صفوت : الواقع الثقافي العربي يحتضر منذ خمسون عاما وحتى حاضرنا الآن ،وهذا المناخ الملوث يسمح للبعوض والذباب أن يأخذ دوره عل حساب كل القيم رحمها الله ،علينا إعادة النظر أولا بكل مفاصل الوعي الثقافي العربي وما يجري بأمتنا من خداع وتزوير فاضح لاريب فيه.

إرتباك الوعي الفني
الإعلامي فيصل حسون لعيبي : أعتقد ان الدولة تمر بحالة كفاف جمالي ، لا ترى بعين الأثر الذي يتركه الفن في حياة الناس، وصدمة اللاوعي لبؤس الواقع يشكل المساحة الأوسع لرؤية هواجس الفعل غير المدرك لحقيقة الذاتية العابرة لفعل الجمال ،فضلا يعترضها الكثير من الدوافع المادية حيث العوز هو الحد القاتل لخط الانكفاء والبحث عن وسائل العيش ،وهذا ليس جديد بل تتجدد أسلوب التعامل باللوحات حيث صارت سلعة رخيصة في سوق الخردة للأسف ، وأنا شخصيا حصلت على لوحة مهمولة لفنان كبير اخذتها ورممتها عن طريق صديق فنان تشكيلي، وأخيرا نقول أن الوعي الثقافي يسوده الارتباك والفوضى والانطفاء والأمية وهو تحصيل حاصل إنعكاس وضع البلاد والعباد ،نتأمل من الأوساط غير الحكومية إن تنهض بالفن التشكيلي وتعيد له مجد الزمن الجميل يوم كانت هناك مراكز تعني بالفن التشكيلي وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق