اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

جهاد حسن … لوحات تجريدية تخاطب ضمير الإنسان في كل مكان

 

قراءة نقدية/علي صحن عبدالعزيز

كانت العلاقة بين الانسان والتشكيل – ولاتزال – موضوعا وحدثا ساخنا يشغل بال المهتمين بدراسة الموضوعات المؤثرة على الإنسان ،وبعبارة أدق منذ أن وجدت المدرسة التجريدية ،لأنها إرتبطت وإنحازت إليه بشكل خاص ،واللوحات التي يتناولها التشكيلي (جهاد حسن) تتناول صراع الإنسان مع ذاته ضمن خطوط هذه المدرسة التشكيلية ، وهذا المذهب كما يفسره النقاد قائم على مدى إرتباط التشكيلي بما يؤرقه عن التعبير والتخلص من كل الأساليب النمطية ،وإذ تميّز (حسن) هنا في لوحته فإنه قد جاء بلغة اللون الأبيض واستخدامه بشكل متقن ،والتي تجعل المتلقي يذوب في عذابات لوحته ، لأنها توحي بمعان ٍ عديدة ومنها ،تأثير زاوية الضوء والأشياء المتحركة التي تتحكم في مسرى اللوحة ،وكأنها معزوفة سمفونية متعددة الرؤى والألوان .

محاولة إئتلاف
اللون هو الأداة التي يستخدمها التشكيلي لكي ينقل رسالته إلى المتلقي على وجه الخصوص ،فقد يكون الأخير متفرجا أو هاويا ،ولكن في محاولة (جهاد حسن) نرى لون تجريدي ينبع من وجدانه المكنون والحر بتناول الفكرة والمعنى ،وهذا الإتجاه إلى حد ما يشبه البحر بوداعته وسكونه ،لكنه سرعان ما ينقلب إلى عاصفة تدمر أستار السفن ،هذا النصب المغرق لدى (حسن) لم يكن رد فعل سريع غير محسوب ،بل كان محاكاة حوارية وطويلة مع خفايا الإنسان من التمسك بدرجات الشر ،وترك الخير الذي بدأ يتلاشى شيئا فشيئا ، كما أن هذا المشخصات الذاتية لم تكن يوما ما مرئية ،بل يكتسبها الإنسان من المجتمع وتأثيرها عليه ،وبقدر تمرد الإنسان على ذاته فإنه سيصافح أول وجه يلاقيه وهي روحه الجديدة بلذيذ صفائها ورموزها النابضة .
صورة مغايرة
الكثير من التشكيليين يجهد نفسه في الإستعارات اللونية والتشبيهات عن أشكال موجزة يحملونها في دواخلهم ،والتشكيلي (جهاد حسن) أبعد لوحاته عن هذا الغرض،حيث أكد عبر نسيج لونه المتقن بأن إفتعال هذه الإضافات الغريبة ،إنما هي أشبه ما تكون عن وشوشات لونية لا تمتلك مسببات موجبة ،ولذلك نجد أن الأسلوب الذي يتبعه هو المزج ما بين الحقيقة والحلم ،ولوحته موضوع قرائتنا النقدية تجد فيها حوارا يناجي غربة الإنسان عن إنسانيته في معالجة لن تطول قراءة ملامحمها من اول لحظة .
توظيف التجريدية
ما يلفت النظر في أعمال التشكيلي جهاد حسن ،إن مواضيعه ثورة بيضاء على مضمون المدرسة التجريدية، لأنها إختيارات عالية ومبتكرة وألوانه لا تجف في ذهنية المتلقي ،لتترك في داخله إغراء وإحساس بماهية العمل المرئي ،وهنا يكمن سر إبداعه في إستلهامه لعوالم الإنسان الداخلية بكل جزئياتها وتداعيتها الفذة ،نعم أنه الإحساس بنعمة الفطرة والتلقائية النابعة من الإهتمام بموضوعاته ،والتي تتسم بسخونة الحدث مع توزيع درجات اللون والضوء والتكوين .
التشكيلي في سطور
جهاد حسن ،من مواليد 1967 سورية حلب ،وهو مصور فوتغرافي بأمتياز رائع جدا ،وقد درس الفن التشكيلي دراسة خاصة إستطاع أن يبرز موهبته به ،أما في مجال معارضه بالتصوير فانها كثيرة ومتعددة منذ بداية عام 2004ولغاية 2016 ومنها (أطفالنا واقع وطموح)ومهرجان الزهور ومساجد حلب ،وهو مقيم حاليا في المانيا مدينة (سارلويس)منذ عام 2014 ،وقد زاره رئيس وزراء تركيا (رجب طيب اردوكان) برفقة المهندس محمد ناجي عطري ،رئيس مجلس الوزراء في معرضه(تركيا بعيون سوريا) عن مدينة استانبول التركية ،ويقول أعشق الفن وأتمنى أن يكون الفن لغة الشعوب ونعيش بحب وسلام .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق