عمود

البتاوين..منطقة تعيش خارج حدود الجغرافية..الى امانة بغداد مع التحية !!

 

  • جلال حسن
    اليوم كنت في منطقة البتاوين، دخلتها من جهة حديقة الأمة حتى وصلت الى الربض الجنوبي من الكنيست، تذكرت عربات الربل والحوذيين بجراويات بغدادية حينما كانوا ينطلقون الى دائرة الجنسية العامة، شعور غريب وغربة ثقيلة، وسأم، وسط حي بائس وأوساخ حولت المكان الى قاع آسن، وبيوت آيلة للسقوط، ودرابين تغص بالوحل، ووجوه كالحة، ولصوص، وغرباء، ونساء بملابس رثة، وأطفال تشحذ من المارة، ومعتوهين نائمين قرب الحيطان.
    البتاوين الآن تعيش خارج حدود الجغرافية، لكن تأريخها الجميل يعبق بأحلى الصور والفرح والأسواق وأنغام محلات التسجيلات والبهجة وكانت تغرد مثل بلبل بربطة عنق حمراء. حينما كانت البتاوينيات يرشنّ عتبات البيوت بالماء ويجلسنّ وقت العصر يتسامرنّ الأحاديث.
    أن الأمكنة الجميلة عناوين أنيقة بأهلها، لكن حين يغادروها، يتركون لوعة وحنين، فيعمً الخراب !؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق