اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

طموحات الأبناء والبنات .. صداقات جديدة مع الأمهات دون الإباء

 

فضاءات نيوز  /علي صحن عبدالعزيز

غالبا ما يشعرني لجوء أولادي وبناتي إلى والدتهم لتلبية ما يحتاجونه بحرج نوعا ما،رغم أن مبالغ الصرف المالي من عندي ،ولمرات عديدة حاولت أن أقف على حقيقة ما يجري ،فقلت مع نفسي لماذا يلجأ الأولاد إلى أمهاتهم، هل هنالك تقصير متعمد مني ولم اعلم به ،رغم أن القاعدة السائدة تقول الولد على سر أبيه،ولماذا لم تقوم البنات ببناء علاقة صداقة مع أبيها،وكيف نلتمس ذلك التقارب ونفرضه عن قناعة تامة بين الطرفين .
في هذا التحقيق ستناقش(فضاءات نيوز ) علاقة الأبناء والبنات مع آبائهم وأمهاتهم،من عدة زوايا نفسية وإجتماعية عامة .

تعزيز الصداقة
عبد كاظم جبر/متقاعد : ما اريد أن اقوله هنا، السعادة الحقيقة للأولاد والبنات لاتكتمل إلا بتعزيز الصداقة معهم ،لأنهم يحتاجون لمسة الحنان والمسؤولية حتى بعد زواجهم ،نحن لانرضى ان يتمرد الولد على أبيه ،ولكن هنالك مرحلة تسمى (المراهقة)هي التي تحدد مدى الشعور المتبادل بين الطرفين ،نحن نسعى إن نحافظ عليهم مادمنا على قيد الحياة ،فتجربتهم قليلة وتحتاج إلى النصح والإرشاد.

ضرورة الاهتمام المشترك
حسين بدر الدراجي /صاحب محل لبيع البطاريات : رغم أنني اتحفظ على مبدأ الصداقة مع الأولاد خوفا ان تكون هنالك عدم جدية بمتابعتهم ،لكنني أجد تنمية شعورهم بالمسؤولية أفضل طريق ،وحينما تبدر منهم أي إساءة فإنني لن اتوانى بمحاسبتهم خوفا ان تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ،ولذلك فإنهم غالبا ما يلجئون إلى والدتهم ،بأعتبارها تفهم ما أريد وهي التخاطب معهم بأسلوب سهل ومرن ،ورغم ذلك فالاولاد يبقون بامس الحاجة إلى والدهم ،وانا احبهم جدا وهم قطعة من كبدي .

استقلالية حذرة
يوسف إبراهيم /طالب مرحلة ابتدائية : غالبا ما تكون العلاقة مع والدي حذرة ،بسبب خوفه عليا من الانزلاق ومرافقة اصدقاء السوء ،ربما تكون تجرتبه أقسى من ظروفي الآن ،لكن لابد لي من الإختيار ورسم طريقي ،ولذلك حينما أجده لا يلبي طموحاتي فإنني أسعى إلى طرحها على والدتي ،فهي أقرب ما تكون العلاقة معها جيدة ومتواصلة ،لأن والدي في العمل وهو مريض بالضغط ،واخاف عليه من أوجاع القلب ،وإذا ما وجدت تلك الرعاية او تلبية ما احتاجه ،فإن(جدي)موجود وهو الذي يحسم الأمر .
تدخل وتلميح
ميادة محمد/ربة بيت : لقد تركت المدرسة بسبب إن والدتي تريدني نسخة طبق الأصل منها (ربة بيت) ووالدي يرفض ذلك الموقف تماما ،لكن والدتي استطاعت أن تقنعه بأنه لا جدوى من تكملة الدراسة ،بدليل أن أغلب الخريجات إصبحن ربات بيوت بسبب عدم حصولهن على فرصة التعيين ،وهكذا لم تنمو الصداقة مع والدي ،ولكنه يبقى شمعة حياتي وبه إستظل وتحقق جميع أحلامي .
علاقة واحدة
محمد سامي /دكتور علم النفس :لا أجد هنالك أي فرق في بناء العلاقة الاجتماعية ما بين الولد وأبيه والبنت مع والدتها ،فهم جميعا على صلة واحدة مع الطرفين ،لكن تبقى هنالك عوامل أخرى مشتركة تعزز هذه الآصرة بين إفراد الأسرة ،ومنها قوة الشخصية والتعامل على مبدا المساواة بينهم ،ونحن بطبيعة الحال مجتمع شرقي ،ويميل إلى تنمية العلاقة مع الأولاد ،فتجد الوالد يوفر وسائل الراحة والإهتمام بالولد أكثر من البنات ،ولكن سرعان ما تذوب تلك العلاقة بمجرد زواج الولد ،لتطفو إلى الساحة مشاكل تعكر صفو الحياة الزوجية بأكملها.
للبنات كلمتهم
اية سعد: هنالك عدة أسباب تجعلني إتعلق بوالدتي ،ومنها ما يخص الجانب النسائي ومرحلة التغيير الهارموني لي ،هل من المعقول أن التجئ إلى والدي وأخبره بما أريده من ملابس نسائية وغيرها ،نعم اقولها اليك احتفظ بصداقة معه ،ولكنني لا استطيع ان أبوح له تلك الأشياء النسائية ،ولذلك فعلاقتي مع والدتي بغير تحفظ وهي تشاركني كافة عواطفي النفسية والاجتماعية ،وحتى فيما يتعلق بإختيار زوجي مستقبلا ،أمي سر أسراري وتبقى علاقتي معها متحمسة لأنني تربيت في حظنها ،وهي تشجعني على تحقيق جميع أحلامي بعد مشورة والدي .

أمنيات مشروعة
ام أكرم : يمثل الأب بالنسبة إلى البنت مشروع دائم لتحقيق السعادة ،فجميع الآمال تبقى معلقة عليه ،ولذلك نجد بأن البنات حتى وأن تمت (قسمتهن بالزواج) سيبقى بيت الوالد ذلك العش الكبير الذي يضم جميع أبنائه،نعم قد تحدث قسوة ابوية ولكنها بالمصلحة العامة لفائدة الولد والبنت ،ومقابل ذلك يبقى دور الأم في البيت أكثر مهنية وواقعية في إدارة كفة التصرفات ،بغض النظر عن المستوى الثقافي وتجربتهم بالحياة ،قد نجد الكثير من الأولاد يسعى إلى كسب رضى والدته ويجعلها مفتاحا لأبيه ،وخصوصا اذا كان الامر يتعلق بإختيار شريكة حياته ،لكي يتم عرض القضية على والده لغرض تهئية طرح الكلام أمامه،بإعتباره سيتولى مسألة الخطوبة وتكاليف الزواج ،وفي نهاية الأمر سترجع إلى والدته تحت خانة(ان النساء تعرف الواحدة الأخرى) .

شؤون ومتطلبات
علي الذهبي : حقيقة استغرب مما يتحدث به بعض الأبناء من تمرد أو عصيان على آبائهم، وهنالك سبب رئيسي لما يحدث ،ومنها ما يفرضه بعض الآباء على أولادهم بارتداء هذا الموديل من الملابس ،المسألة هنا فيها الكثير من الأخطاء ،فالبيئة التي عاش فيها والده تختلف تماما عن ما يعيشه الأبن ،صحيح أن هنالك قنوات مشتركة ما بينهما وكلا يتمتع بخصوصية مفاهيمه ،ولكن يبقى الولد يحتاج إلى حضن دافئ وهذا ما يجده في والدته .

 


أسلوب خاطئ

أحمد الصكوري :تسعى الكثير من الأمهات إلى اخافة ابنائهن بالوالد ،وخصوصا كانت الأعمار صغيرة ،فتراه تفرض سطوة الأب بطريقة غير مألوفة،كان تقول اليه ،اذا ما تروح المدرسة اليوم أبلغ ابوك يذبحك ،الأسلوب تهديد يرفضه علماء النفس وحتى التقاليد الاجتماعية ،لأن الوالد سيتحمل مسؤولية والدته عن غير قصد ،وإذا ما تكررت تلك التصرفات فإن ضحيتها بالدرجة الأولى الأولاد أنفسهم بغض النظر عن جنسهم، لكننا نبقى نحتاج إلى تنمية الصفات النبيلة والحسنة،والتي من شأنها تعزيز تلك العلاقة الروحية المبنية على أسس دينا الاسلامي وسيرة النبي محمد (صلى الله عليه و آله وسلم ) لكي تتعادل كفة الميزان وتنمو الصورة الحقيقة بالحفاظ علينا من كل سوء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق