اخر الاخبارثقافة وفنون

التشكيلي يزن جزان .. حداثة الهوية وحرية الإبداع

قراءة نقدية/علي صحن عبدالعزيز

لعل أهم ما تتميز به الضربات اللونية للفنان التشكيلي السوري يزن جزان ،بأنها كضربات عازف موسيقي على وتر مفعم بالاسئ والحزن ،لتفيض من خلاله ما ينعش الفؤاد بالبهجة والسرور ،أنه تضاد الألوان ،فالأبيض أمام الأسود،لتضيف مسرحا جديدا في أعماقه المكتنزة بالإحاسيس والتكوين الجمالي ،ريشته لم ترسم ما يرصده برؤية البصر ،بل جمعت في آن واحد كل مجساته وتكوينات مفرداته ،في زمن موجوع بلوحات متناثر الأحداث ،لكنه إستطاع وبمقدرته العالية إن يسجل واقعة جديدة في الفن التشكيلي السوري .
الحصان والمعاني الكثيرة

ما رصدناه في أعمال التشكيلي (جزان) في لوحته الحصان ،هو البُعد الرمزي والواقعي له وعلى إمتداد التاريخ والحاضر ،لما يحمله من مقومات جمالية منفردة ،يمكن إعتبارها الإمتحان الحقيقي لأي تشكيلي ،فتجده في الصحراء والبادية ،حيث يعتبرونه رمزا للتفاخر والأصالة ،كما إستطاع (جزان) من منحه قيمة مقدسة تربط بإصالة العربي أينما يكون،وثمة معالجة أخرى أهتم بها أيضا ،وهي سعيه للإهتمام بالجوانب الداخلية للعمل التشكيلي ،والتي يمكن إعتبارها معالجات أخرى تختزل الكثير من الأشياء والذوائب المؤثرة على بنية اللوحة ،فتارة نجده في فضاء غير محدود الألوان ،وتارة أخرى أقرب ما يكون إلى التجريدية .
قلق الأزمة

يحتم على الكثير من التشكيلين محاكاة الواقع أو نقله باتجاه أفضل ،غير أن هذا الاحساس عند التشكيلي (يزن جزان) كان أقرب مناخا من البقية ،ولا نقول أفضل منهم ،ولكنه إستطاع أن يعلن تمرده على نمطية وتقليدية بعض التشكيليين ،من خلال إقترابه من أوجاع الإنسان بعمق وتجسيدها بشكل عالي ،جاعلا من وجه موضوعا لن يتكرر ،وهو ما يصنفه النقاد حالة غريزية تخفي عذابات شتى .
رمزية التعبير

لقد جاءت جزء من أعمال التشكيلي (يزن جزان ) لتكشف رمزية التعبير عن المرأة وحالة واقعها في المجتمع العربي ،وكانت إنتقالاته إجمالا تتناول أدق تفاصيل معاناتها وبشكل واضح وصريح ،لتمنحه ترتيل خاص بلوحاته.وبرؤيته العامة عنها، فالعمل التشكيلي المنشور مع صورته لم يأتي من العدم ،بل جاء ليكشف ما قد سلبه المجتمع من حقوقها ، لتبقى عارية الجسد وسط تركيبة مجتمعية معقدة لا تنتبه إلى سترها ،بقدر اهتمامها بالجسد.
آفاق المسيرة

يتحدث التشكيلي يزن جزان ،عن تجربته قائلا : كنت من الطلبة المتفوقين ،وقد حكم عليا أمر ،فأضطريت بعدها إلى ترك مواصلة الدراسة ،لكنني كنت أثناء العمل أرسم رغم قلة الإهتمام والتشجيع ،وكانت نشأتي في بلدة (قنوات) في محافظة السويداء وترعرت فيها ومن مواليد 1995 ،وفي عام 2015 إفتتحت معرض تشكيلي فيها بالمركز الثقافي ،ثم سافرت إلى لبنان حتى شاركت بمعرض (أحاسيس وألوان) وقد طلبت مني سفيرة الارغواي مقابلتها ،لما لمسته من أعمال تشكيلية ،وبعد انتهاء المعرض مباشرة شاركت بمهرجان الفن التشكيلي السابع ،بمدينة عالية وبحضور فنانين من العرب والأجانب ،ثم دعيت في 21يوليو لمسابقة بفندق (الكريستال) رسم مباشر ،ودعوة أخرى بفندق (لانكاستر ايدن باي) ومن ضمن المشاركين معي التشكيلية (مريم كلينك) وهنالك مشاركة قادمة تمت دعوتي إليها من مؤسسة عشتار للثقافة والفنون يوم 8-13من هذا الشهر ،مهرجان عشتار الدولي السادس للفنون التشكيلية وعلى قاعة فندق( كومودور) في العاصمة بيروت في لبنان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق