اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلي ابراهيم الساهر .. الفضاء الابداعي يتحدى الإعاقة

 

قراءة نقدية/صابرين الكاتب

الأبتلاء بالمصائب شيء، مؤلم لكنه يفجر فينا طاقات دفينة لم نكن نعرفها،التشكيلي( إبراهيم الساهر) أستطاع أن يتغلب على أعاقته بأيمانه بقضاء الله وقدرته وبقوة إرادته للوصول إلى أهدافه ، فكان مصدر الهام للكثيرين من حوله ،أعاقته كانت وراء أبداعه وتنمية موهبته، (الساهر ) فنان مثابر وطموح من عائلة بسيطة ،لم يكمل عقده الثلاثين بعد ، شاءت قدرة الله أن يكون معاقا ورغم تلك الأعاقة التي حرمته من ممارسة حياته الطبيعية في مجالات معينة، إلا إنها كانت له جسرا يقوده نحو الأبداع وتحيقيق حلمه للدخول الى عالم الفن.
مشوار التحدي
ولأن الإصرار والعزيمة من أهم صفات (الساهر) فقد كان ذلك واضحا منذ طفولته، حيث أصر على دخول المدرسة أسوة بأقرانه الأصحاء دون أن يسبب له ذلك أي قلق نفسي قد يمنعه من مواصلة الدراسة ،فأكمل الأبتدائية والمتوسطة ،ومن خلالها أكتشف موهبته في الرسم فأكمل مشواره الدراسي في تخصص له علاقة بتلك الموهبة ليطورها ،وفعلا كان أختياره لمعهد الفنون الجميلة موفقا حيث فتح أمامه أبوابا واسعة للدخول إلى عالم الرسم والألوان ليضيف إليه الكثير ،ومن هنالك بدأت رحلته الفنية ،وكان لأستاذه عبد الحميد الزبيدي الذي تعلم على يده أساسيات الرسم الدور الكبير في تطوير مهاراته في الرسم ،حيث كان يمنحه وقتا إضافيا خارج أوقات دوامه الرسمي ليقدم له دروسا ومحاضرات خاصة به ،فكان له معينا يرفده بكل ما هو جديد، حيث كان يتعاون معه و يرعى المواهب الحقيقية وينميها، وبعد أن أكمل (الساهر) دراسته في المعهد واصل مشواره الفني فكان أحد رواد المتنبي الذي يتجمع فيه كبار الفنايين والمثقفين بمختلف المجالات وهنالك وضع بصمته من خلال مدير المتحف المتجول الأستاذ هاشم طراد فاحتضنه فقدم له الدعم الكبير.
مرافئ إنسانية
أراد الساهر ومن خلال معاناته أن يبعث رسالة الى العالم مفادها :ان كنت تريد تحقيق أحلامك فهذا يعني أنك ستواجه الكثير من العقبات في طريقك ،وما عليك أن تفعله هو أن تقاوم وأن تتحلى بقوة الأرادة والعزيمه لتصل الى ما تطمح اليه وتتجاوز كل التحديات ومن ثم تصل الى تحقيق اهدافك ،كانت رسالته تحمل من المعاني الإنسانية الكثير ،فوصلت إلى الأصحاء قبل المعاقين فأستلهموا منها العبر والمواعظ ،لأنه سعى ومن خلال لوحاته أن يبعث برسائل تجسد الواقع بكل تفاصيله من تعب وقسوة وظلم وحب وسلام، فتارة يصور لنا شيخا كبيرا ينظر من شباك دكانه الصغير إلى أزقة المحلة القديمة التي يسكن فيها وتارة أخرى ينقل لنا معاناة الأستاذ الجامعي العراقي الذي جن بسبب وفاة احد أخوته حيث أتخذ الشارع مأوى له ،ولوحات يجسد لنا الطفل وما يحمله من براءة وعفوية ،وثيمة يرسم المرأة بكل ما تحمله من عاطفة وحنان وجمال وغير ذالك من اللوحات التي تحمل رسائل مهمة يفهمها الصغير قبل الكبير.
إنجازات ومشاركات
شارك( الساهر )في معارض ومهرجانات كثيره نذكر منها ثلاث مهرجانات في ألاول في معهد الفنون الجميلة عن الأمام الحسين (ع) ومهرجان للمرأة الذي أقيم في نصب الشهيد ومهرجان آخر على مسرح الطليعة وكان له معرضين شخصيين ،الأول عام 2015على قاعة محمد غني حكمت في المركز الثقافي البغداي بأشراف مدير المركز الأستاذ طالب عيسى،الذي كان بعنوان “منوعات 1” وقد حضره جمعا غفير من مختلف الأختصاصات، ضم المتحف 40 لوحة، تنوعت في مواضيعها ولم تقتصر على نمط واحد وقد لاقى نجاحا كبيرا ،والمعرض الثاني فكان في المتحف المتجول في القشلة 7/4/2018حمل عنوان “منوعات 2” بدعم ورعاية مدير المتحف الأستاذ هاشم طراد الى جانب اصدقاءه ومحبيه الذين وقفوا الى جانبه ومدوا له يد العون والمساعدة، أفتتح المعرض بكلمة للناطق الأعلامي للمتحف الأستاذ ستار الجوده،وقد عرض فيها نبذة مختصرة عن حياته ورحلة كفاحه ،وما واجهه من صعوبات وتحديات ليصل الى ما وصل اليه اليوم ثم قص مدير المتحف الشريط معلنا عن أفتتاح المعرض والذي وصفه الساهر أنه بمثابة عرس حقيقي لما رآه من جمهور كبير اشادوا بأعماله وإنجازاته الإبداعية المتعددة رغم حالته الصحية الصعبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق