منوعات

الماجدي واساطير بلاد الرافدين

 

فضاءات نيوز – متابعة

 لم تاخذ موضوعة الحضارة والتنقيب الفكري في مفاتنها التاريخية الا مساحة ضئيلة من اهتمام عدد قليل من الكتاب والباحثين ، وهذه النخبة القليلة جدا،  ادخرت جهدها بالكامل، ليكون منصبا على الكشف عن تلك الحضارة العريقة التي اهملها المؤرخون، او ربما اعتبروا انها بطر هناك قضايا أدبية اهم من البحث في الحضارة والميثولوجيا. ومن هذه النخبة يبرز لنا اسم  د. خزعل الماجدي، الشاعر والكاتب، والمسرحي , لانه يملك كما هائلا من البحوث والدراسات التي تناولت اهم معتقدات وأديان واساطير بلاد الرافدين، ومقارنتها بمعتقدات الشعوب الآخر. اليوم يحاول د. خزعل ان ينحى منحى جديدا، عندما اطلق مشروعا ثقافيا، مهما هو: علم دراسة العراق او( عراقولوجي). وهذا العلم يعرفه د. الماجدي بقوله: هو علم دراسة العراق، لكل تاريخه وحضاراته وثقافته ابتداءً من عصور ما قبل التاريخ ووصولا الى عصرنا الحالي. ويعتمد هذا العلم على المنهج العلمي الدقيق في تقصي الحقائق والتحليل لعلوم ومعارف تنتمي للعلوم الانسانية. علم العراق، كما يقول د. الماجدي، اوسع واشمل من علم السومريات والآشوريات، كونه يتناول الحضارة العراقية من كافة جوانبها، ولا يقتصر على منطقة محددة من العراق، ويبرز التباين والتماثل بين كافة الحضارات التي نشأت على أرض العراق، منذ نشأته ولغاية الآن. هذا المشروع الثقافي يفترض ان العراق كبلد كان موجودا منذ آلاف السنين، مع اختلاف ثقافة ذلك الشعب، وتعدد مراحل تكونه. فمشروع: عراقلوجي يهدف الى دراسة تراث وحضارة العراق، على اعتبار انه يملك خصائص مشتركة، وسمات تجعل منه تراثا واحدا، بغض النظر عن وحدة المكان. د. رواء محمود حسين، تقول عن المشروع: هو وسيلة للتعامل مع الصعوبات والمشاكل التي تنشأ في دراسة العراق. اذا: عراقلوجي هو محاولة لتقريب المسافات بين المكان العراقي، وتذويب الثقافات المتعددة التي نشأت في فترات متقاربة، لتنصب في قالب حضاري وثقافي واحد. بالتالي، فإن د. الماجدي، يريد خلق ثقافة عراقية حضارية واحدة، تؤسس لفكرة ان العراق كان موحدا، ذو ثقافة مشتركة ومصير مشترك. ولكن: هل هناك اواصر ثقافية بين مدن وحضارات العراق القديمة؟ هل يمكننا ان نطلق على الجماعات البشرية التي كانت تسكن بابل ونينوى وسومر ونيبور بالشعب الواحد؟ د. عامر الوائلي علق على منشور د. الماجدي بقوله: ان العراق ليس بمعزل عن الفضاء المعرفي المعاصر، فهناك منهجيات معاصرة قابلة للاستثمار، ولكن وفق هذه المناهج ليس هنالك فرق بين مناطقي ومعرفي بين العراق وغيره. فالعراق القديم جزء من التراث الرافديني والايراني والمصري. هذا التعليق المهم، يحلينا الى دراسة القوانين العراقية القديمة، ونطاق تطبيقها. فقانون حمورابي وقانون اشنونا ولبت عشتار، كلها قوانين كانت تبق داخل نطاق جغرافي محدد. قانون حمورابي مثلا، كان دقيقا في تشريع احكامه لتناسب فئة سكانية محددة، بالتالي فلا يمكننا ان نتصور ان هنالك روابط ثقافية مشتركة بين العراق وباقي الشعوب، تجعل شعبه لا يملك خصوصية ثقافية. ان هذا المشروع للأسف، لم يجد صدى يليق به والسبب كما قلنا ان هذا الحقل المعرفي اهمل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق