اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

مواقف وطنية وانسانية للمتظاهرين.. في ساحة التحرير

 

تحقيق/علي صحن عبدالعزيز
هنالك الكثير من الأماكن العامة نزورها بين فترة وأخرى ، ولكن ما تتميز به ساحات التظاهر السلمي وساحة التحرير يختلف عن البقية ، فالأخوة الصادقة والروح الوطنية ، هي القاسم المشترك بين المتظاهرين ، أستوقفني موقف كان قد حدث معي ، وحاولت من خلاله أن أجس مدى التعاون بين المتظاهرين أنفسهم ، تناولت علبة بلاستك فيها ( الشوربة) وبقى شيئاً منها ، تقرب أحد المتظاهرين وتناول الباقي ، فقلت له إلا تخشى أن يكون هنالك مرض ما عندي وينتقل اليك ، نظر لي وقال : لن يحدث أي شئ لطالما نحن تحت ظل العلم العراقي الذي يجمعنا جميعا . ( وكالة فضاءات نيوز ) نقلت بعض من تلك المواقف الإنسانية والوطنية .  
وحدة المصير خيمة صغيرة تتسع لشخصين ، ولكنها جمعت نواة عراق مصغر ، ف ( رياض) من محافظة العمارة وأخوه (عدنان) كما يصفه من محافظة السليمانية .
 قلت لهما ما الذي يجمعكما معا ؟
– أجابني رياض : نحن هنا منذ بداية التظاهرات ولحد الآن ، وشاءت الصدفة إن نجتمع هنا في هذه الخيمة ، وقد تعرضنا إلى حالات الاختناق نتيجة إلقاء القنابل المسيلة للدموع ، ولم نفترق لحظة واحدة وبصراحة نحن نعيش بروح واحدة ، وهذه الحالة والصفة هي يجتمع تحتها جميع المتظاهرين السلميين هنا . 
جلسات تعارف
منذر / من اهالي محافظة الديوانية : غالباً ما تكون بيننا جلسات تعارف بعد وجبة العشاء ، فأبن الناصرية والنجف يزور الخيمة في الجهة المقابلة من نفق التحرير ، ويجلس معه وكأنه يعرفه من سنوات عديدة ، هذه التظاهرات ذوبت كل أشكال التمييز الديني والطائفي والكراهية التي عاشتها بعض المحافظات العراقية ، الجميع هنا يعيشون بسلام ومتعاونين في جميع الأمور وحتى في حل المشاكل العائلية .
حرية التعبير
الشاب يوسف : في كل مرة أجد نفسي شيئاً آخر هنا ، ويمكنك أن تقول ما تشاء وتعبر عن رأيك بكل حرية ، ربما هنالك بعض الأماكن العامة لايمكنك إن تقول فيها ما تشاء ، ولكنني حينما أرى الشباب وهم بهذا الوعي والثقافة أمام الكاميرا ومحطات الإعلام ، أقول معي نفسي ، بأن التغيير القادم سيكون على أيدي هؤلاء الشباب المتظاهرين السلميين ، جميل إن ترى فيض من النقاشات الجادة ، والأجمل منها إن تكون نحو هدف واحد بناء العراق والعيش بسلام ومحبة .
موقف جريح
المتظاهر عباس : كنا في بداية التظاهرات والقنابل المسيلة للدموع والصوتية لا تفارقنا لحظة واحدة في ساحة التحرير ، وأنا وإخواني من قضاء ناحية الزبيدية في محافظة واسط ضمن موكب لتوزيع وجبة الغداء ، وما شعرت إلا وأنا مرمي على الأرض والدم ينزف ، فهب النشامى من المتظاهرين لإنقاذي إلى المستشفى ، ولم يكتفوا بذلك ، بل بقوا معي لحين ما تم خروجي من المستشفى ونقلوني بسيارتهم الخاصة إلى بيتي في محافظة واسط ، هكذا هي الغيرة والشهامة العراقية التي مازالت مستمرة بين أبناء شعبنا العراقي الواحد .
مواهب متعددة أثناء تجوالي في نفق التحرير ، شاهدت كلمات اغنيه ( حجيك مطر صيف ) فحاولت أن أبحث عن الذي كتبها ، فقالوا لي بأنه من أهالي محافظة البصرة ،
قلت لصديقه عادل : × حجيك مطر صيف ، مابلل إللي يمشون ، ماالذي يقصده صديقك من كتابة هذه كلمات الأغنية ؟ – ياأخي العزيز ، كما تعرف بأن وعود الحكومة كثيرة ، وهي أشبه ما تكون مثل مطر الصيف الذي لا يبلل اللي يمشون ، لقد جزعنا من تلك الوعود المطاطية ،وآن الأوان للتغيير الجذري من قبل هذا الجيل الواعي والسلمي ، نحن نريد دولة مستقلة تحترم حقوق الإنسان العراقي وتوفر لهم حياة كريمة وآمنة ، يكفي ماجرى لنا من حروب ونزاعات منذ بداية الثمانينيات ولحد الآن والدم العراقي يجري ، وليس هنالك من يبادر إلى وقف هذا النزيف الداخلي بين أبناء مجتمعنا العراقي الواحد . نشيد واحد حمودي : لا غرابة أن ننشد بنشيد وهتاف واحد( لبيك يا عراق ) فهو أبونا الغالي وما يطلبه ننفذه حتى لو على تقديم دمنا قربان له ، ليس لنا سوى العراق فهو يجري في عروقنا وأرواحنا ، وما قدمه الشباب فهو نذر في أعناقهم من أجل إن يبقى العراق معافى وينعم شعبنا بالحرية والكرامة .

 

حملة تنظيف الشيخ خالد : في ساحة التحرير الجميع يتساوى ، الطبيب مع الكاسب والشاب مع كبير السن ، والشيخ رجل الدين مع المتظاهرين بحملة تنظيف مكان التظاهر ، فنحن أمام تظاهرة سلمية وستبقى سلمية ولا نقبل بأي أعمال العنف وأراقة الدم العراقي ، وأناشد إخوتي المتظاهرين وأخواتي بالحذر من دخول المندسين بينهم ، أما بشأن عملي بالتنظيف وجمع النفايات فهو عمل ورسالة أريد أن أوصلها إلى الكثير ، الذين لا يفهمون حقيقة الشعب العراقي ، بأن شعب يحب الحياة ويهتم بكل جوانب الثقافة والتبادل الحضاري . مبادرة رائعة أم جبار : بطبيعة الحال كان حضور المرأة العراقية قليلا في بداية التظاهرات ، ولكن سرعان ما تبدل هذا الحضور إلى اشبه ما يكون بتظاهرة لأجل إدامة زخم التظاهرات السلمية ، فترى هنا المعلمة والموظفة الحكومية والمضمدة كل منها تؤدي دورها ، ونحن واجبنا تهيئة الطبخ بالإضافة إلى إعداد الخبز لمدة (24) ساعة ، وعملنا سيبقى مستمراً لحين تحقيق طلبات المتظاهرين السلميين . دعوات خالصة أم أسعد : لا أملك غير الدعاء بأن يحفظ العراق وأهله ، فالمتظاهرين هم أولادي واسأل الله تعالى أن يحفظهم ويجعل العراق بلد آمناً مستقراً ، مثلما كنا في السابق متصاهرين ومتحابين ولا تفرقنا الأديان والمعتقدات الدينية ، السني أخو الشيعي والصابئي أخو المسيحي ، وكذلك بقية الطوائف الأخرى ، نعيش تحت خيمة العراق الكبير . دعم معنوي الحاج أبو أحمد وأبو داود : وجودنا هنا دعم معنوي إلى أولادنا المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير ، نحن نشعر بالسعادة والامتنان حينما نرى المتظاهرين السلميين يطالبون بحقوقهم المشروعة بالطرق السلمية التي كفلها الدستور العراقي ، وهنالك الكثير من (الشياب) موجودين في ساحات التظاهر السلمي في محافظات العراق كافة ، وما يسعدنا أكثر هؤلاء الشابات والشباب السلميين ، حيث يتسابق الجميع لخدمة ومساعدة كبار السن على الرغم أنهم أولى بتقديم الدعم والمساعدة إليهم ( عفيه عليهم أولادنا نريدها تظاهرات سلمية ). ———– العناوين الفرعية الشيوخ وكبار السن : أولادنا نوصيكم بأن تكون التظاهرات سلمية . في ساحة التحرير ذابت جميع النعرات الطائفية ، وكان الولاء للعراق أولا وأخيراً . تظاهراتنا كشفت حقيقة إخوة الشعب العراقي بكافة أطيافه وقومياته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق