اخر الاخباررياضةعمودقسم السلايد شو

عندما سرقوا تأهلنا بوضح نهار الدوحة !

 

عندما سرقوا تأهلنا بوضح نهار الدوحة

 

بقلم / كريم السيد 

ليلة الاثنين، يا لها من ليلة مُرّة وقاسية، شعور المرارة كان اكبر داخل ملعب المباراة، وما حوله في قطر، من استفزاز الجمهور المنافس وتعامله مع فوز صادم بالنسبة لهم، وبلا روح رياضية… فقد كان مقعدي في الملعب مجانب لرابطتهم ومُشجعيهم، وكانوا قليلي الأدب والاحترام بكل ما للمعنى من كلمة، لقد منحناهم شرف منافسة العراق العظيم بكل أسف، اذ ان الفارق كبير وكبير جداً، ولكن من يسمع واصواتنا قد بحت من ضرورة تغيير العقلية والفكر والشخصية.
نعم:
في ذروة الفوز على اليابان وفيتنام كُنا نعلم ان لدينا مشاكل، وكان الفوز يُغطّي على ضعف الدفاع الواضح، حاولنا ان نتغاضى بالثقة والحماس، لكنها بالنهاية تبقى مشاكل فنية، وكل ما كنا نكتب عنه قبل البطولة من حدث (طحير مع منتخبات باهتة، التبربد في أوقات حساسة من المباراة، هبوط البطارية وفقدان الشحن، الحفاظ على التقدم، تعزيز الفوز وتأمين النتيجة.. الخ)، كانوا يقولون انها قسوة، بسبب تسميم الاعلام لفضاء كرة القدم، وكنا نقول انه تشخيص بحرص وحب للبلد، لمشاكل مُتجذرة، وهي ثقافة واسلوب كرة القدم العراقية.
كنّا يوم أمس فائزين:
واتجهت المباراة لهذه النتيجة، الا ان نقطة التحوّل كانت بهدف الفوز الثاني للعراق، وفي عزّ ذروة التقدّم نتيجة ولعباً وروحاً، بعد ان ضغطناهم فاعطونا هدفين بمنتهى الود، كعادتهم طبعاً، لانهم “بيهم مجال” بشكل كبير جداً، وكان يمكن للنتيجة ان تذهب نحو 4-1 مثل الورد، بسبب الهبوط الواضح بأداء الخصم، لكن حكم المباراة ظهر بعاطفته لا بمهنيته، فغير مجرى المباراة تماماً، وطرد أيمن بشكل صادم، لنعود بعد الهدف منقوصين، وللاسف متراجعين بمبالغة، فكان أثر الطرد نفسيّاً على اللاعبين أكثر مما هو فني!!.
ولهذا:
شكرنا المدرب واللاعبين، لأنهم على المستوى الفني تأخروا بهدف نعم، لكنهم لعبوا بداية الشوط ثاني بشكل مميز، فعادوا بالنتيجة تعادلاً ثم تقدماً، ففريق الخصم سلّم المباراة واتجه نحو قبولها وهو مُتراجع، ولكن كما اكدنا ان الحكم تسبب في اعادتها لهم، واعطاهم أملاً لهم من خلال النقص العددي، وصدقناهم وعشنا معهم لحظة كنا نحذر منها، ان شخصية البطل تحتاج للثقة والتعامل باللحظات الحساسة، والصمود نفسياً امام اي متغيرات، لأننا في آسيا ومزاجها الغريب بالظلم والتحكيم!.
أخيراً:
بكل أسف اشتبكت يوم أمس ثلاث مرات تقريباً، لم اسكت عندما لاحظت انهم يتطاولون على العراق، وعلى بغداد العظيمة، كانوا مسموين والكراهية في تفور من اعينهم، كنت اذكرهم بأنكم فريق صغير بلا تاريخ ولا حتى شرف الفوز بلا سيناريو التحكيم المُنحط، وستخسرون ونحتفل بخسارتكم بإذن الله…فهذا الفريق باهت، ولكننا تعودنا ان نخسر مع هذا النوع بكل أسف، وتتبخر احلام العراق في هكذا سيناريوهات قاسية.
انتهى ملف آسيا 2024 بجرح آخر، وهو جرح أليم وطعمه مُر، ولكنها معوضة خيراً ان شاء الله، بفريق جيد وفيه أمل، ولجمهورنا الوفي والغيور، وشعبنا العزيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق