اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

” اعترافاتُ ضميرٍ ” للقاصة العربية ميادة سليمان

 

اعترافات ضمير

….ا..ع..ت.. ..                              .ر…ا…ف…ا…ت

        بقلم –  ميادة سليمان / سوريا 

– الخُلقُ الحميدُ، العِلمُ، الجمالُ، الأنوثةُ كلُّها اجتمعَت فيها، وجعلتْهُ يحبو كطفلٍ صغيرٍ أمام قلبِها الحصين. كان وسيمًا، ثريًّا، لطيفًا، ولبِقًا في تصرُّفاتهِ، فلم تعدْ تستطيعُ مقاومةَ نظراتِهِ السّاحرةِ حينَ يناديها بحنانٍ: “حبيبتي” تلك الكلمةُ الّتي لم تسمعْها من أبٍ فارقَ الحياةَ، وهي ذاتُ ثلاثةِ أعوامٍ. “حبيبتي” كانت جناحَينِ تطيرُ بهِما إلى عوالمَ من الفرحِ، والسّلامِ، والانعتاقِ من سريرِ أمٍّ مريضةٍ، وقسوةِ أخٍ ظالمٍ، وعمٍّ يتدخّلُ في شؤونِ حياتها، حتّى الصّغيرةِ منها. شهرٌ من الأحلام الورديَّةِ، واللحظاتِ الجميلةِ المسروقةِ، حتّى كانَ طلبُهُ الّذي جعلَ قلبَها يتكسَّرُ صدمةً، وذهولًا: – لا، لا، أنا لستُ كما تظنُّ، أنا أخافُ اللهَ.. اللهَ الّذي أنستكَ إيَّاهُ أموالُكَ، وأملاكُكَ! – حبيبتي، سأجعلكِ أميرتي المدلَّلةَ، فقط وافقي. – مِسكينٌ، أُشفِقُ عليكَ.. أنتَ تعرفُ كلَّ أهلِ حارتي، ولا شكَّ تعرفُ ابنةُ مَن أنا؟! مضتْ، والخيبةُ تطاردُ خطواتِها، لتنزويَ في غرفتِها قرابةَ أسبوعٍ، حتّى قرّرتْ أن تتحاملَ على جرحِها، وتعودَ لجامعتِها. أمَّا هوَ، فكانَ غيرَ معتادٍ ألّا تشتريَ لهُ أموالُهُ كلَّ شيءٍ، حتّى البشرَ! ولذلكَ كانَ لا بدَّ من عقابٍ لمنْ يكسرُ عنفوانَهُ الزَّائفَ. ** – أرجوكَ، أرجوكَ كُفَّ عن الحديثِ عنها بسوءٍ.. ألا تخشى اللهَ؟ كيفَ تروي لأهلِ حارتِها تلكَ المغامراتِ العاطفيَّةَ الملفَّقةَ عنها؟ كيفَ تهونُ عليكَ أعراضُ بناتِ النَّاسِ؟ – اصمُتْ.. مَن أنتَ حتّى تعِظَني؟ – أنا ضميرُكَ، وهذا وحدَهُ كافٍ!! – ضميري.. ضميري.. سمعتُ بهذا الشَّيءِ اللعينِ من قبلُ!! وفيما كانَ يواصلُ حديثَهُ الوقِحَ عنها باتّصالٍ هاتفيٍّ مع صديقِ عمِّها بحجَّةِ مشروعٍ كبيرٍ سيتمُّ بينهما، كنتُ أستحلفُهُ باللهِ، وبكلِّ ما يؤمنُ بهِ أن يرحمَها، لكن.. كانتْ تلكَ السِّكِّينُ الآثمةُ أقربَ إلى عنقِها من رحمتِهِ.. حينَ سمعَ بالخبرِ، قهقهَ بتشفٍّ كبيرٍ: – ياللعارِ! جريمةُ شرفٍ، ليكنْ! ما ذنبي أنا إن كانَ شقيقُها، وعمُّها بِلا عقلٍ، أوضميرٍ!!!! بِضميري.

: ميَّادة مهنَّا سليمان:  “المعذرة على قسوةِ خيالي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق