قسم السلايد شومحلي

متحف شهداء الحشد الشعبي شهادات خالدة تنطق بالبطولة الفذة والإيثار الحسيني

 

تحقيق-علي صحن عبدالعزيز 

تصوير – علي الذهبي
تتنوع الأماكن التي تقام فيها المتاحف ،وتكتسب أهميتها من حيث الغاية التي شُيدت من أجلها ،لكن إن تتشرف بزيارة متحفا للشهداء فهو أمر مختلف جدا، فالقديسية وجلال الأرواح وهي تطوف حولك لتشعرك بهيبة وعظمة تضحياتها حتى تختنق بالعبرة ،وأنت ترى شباب لم يكمل ربيع العشرين من عمره في سبيلنا والدين والوطن ،تراك وراءه أحلامه البيضاء ونشيد الحياة ،ليلتحق بركب سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين(ع) نعم أنهم الأبرار من شهداء الحشد الشعبي المقدس ،لا يمكنك أن تتصور كبرياء أسمى من كبريائهم ،وتضحية أنبل من تقديم أرواحهم قربانا لهذا الوطن وتلبية لنداء المرجعية الدينية في النجف الاشرف. متحف شهداء الحشد الشعبي في القشلة الطابق الثاني ،يحفظ مقتنياتهم وملابسهم التي مازال فيها دم الشهادة ،أو وصيته وسلاحه الذي أهان به شوكة الدواعش بمخططهم الإجرامي الخبيث في تمزيق نسيج العراقيين جميعا ،يقوم المتحف بفتح أبوابه أمام الجميع ،بما يحمله من قيم ومثل نعجز عن وصفها. (وكالة فضاءات نيوز) كان لها شرف التبرك بزيارته ،لتسجل أطراف حديث مليء بالذكريات الموجعة والتي تفوح منها عطر الشهادة والخلود. بداية حديثنا كان مع السيد كريم عبد حسن المكصوصي /معاون مدير متحف شهداء الحشد الشعبي . – حدثنا عن بداية تأسيس المتحف ،والأهداف المتواخاة منها؟ – بدأت الفكرة لدينا بتخليد هذه التضحيات وعرفانا منا التي بذلها الحشد الشعبي ،بالدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ،ضمن إمكانيات بسيطة ومتواضعة وبتمويل ذاتي والآخر من الدولة ،وقد إشترك معنا فنانين تشكيليين في لوحات ،جسدت الحقبة التي مر بها العراق ،وهي مرحلة دخول داعش الارهابية إلى الأراضي العراقية ،وقد إستجاب جميع التشكيليين لنا . – ماهي طبيعة نشاطات المتحف ؟ -كما هو معروف ،بأن المتحف ابتدء نشاطه منذ عام تقريبا ،وبجهود ثلة من المؤمنين ،بجمع مقتنيات الشخصية للشهداء ،وحفظها وصيانتها ،ومن ثم عرضها عبر واجهات زحاجية خوفا من تعرضها للتلف ،أما فيما يخص مقتنيات الشهداء ،فمنها بعض الوثائق الرسمية والأسلحة وحتى المحفظة الشخصية له والمبلغ الموجود فيها ،ولقد تمكنا أيضا من الحصول على تسجيلات حية للمقاتلين قبل لحظات إستشهادهم ،وكذلك لدينا أيضا توثيق كاملا عن الشهداء والمناطق التي استشهدوا فيها . -كيف تمت عملية جمع مقتنياتهم من وعائلتك؟ -في كل مهمة بهذا الموضوع،يأخذنا البكاء والحزن ،لأنها مهمة ليست سهلة إطلاقا ،وجميع عوائلهم تتمسك بها ،وتجعلها جزءا من أرواحهم وحياتهم والحنين إليهم ،لكن دورنا يبرز هنا ،بأن نبين لهم أنها ملك وتراث مقدس للجميع ،ولدينا أيضا جولات مستمرة بجمع تلك المقتنيات ،ثم تعريفها وتسميتها أولا بأول، ونسعى للأفضل على مستوى جمع صور شهداء الحشد الشعبي جميعا. -ماذا عن بعض المجسمات الموجودة بالمتحف ؟ -كما ترى هنالك سيارة إسعاف من مديرية طبابة الحشد الشعبي ،وهي من أرض المعركة ،وتم أقتطاع الجزء الأيمن منها ،بالنظر لضيق المكان ،كما وننوه من هنا ،بأن هذا المتحف هو الأول الذي اؤسس الحشد الشعبي ،ونحن ننتظر وصول مقتنيات أخرى من بقية الألوية وقد تم تبليغهم بها . -بناء على ماذكرته ،
هل لديكم مخاطبات بشأن توسعة حديثة للمتحف؟
-نطالب من خلال جريدتكم بتسليمنا القاعة المجاورة للمتحف ،لاحتواء بقية مقتنيات الشهداء ،وننتظر أيضا مساعدة قيس المكصوصي /وكيل وزير الثقافة لشؤون الثقافة والآثار لغرض إنجاز هذه المهمة .
– ماهي رسالتكم التي توجهونها للدولة بشأن دعم المتحف والمشروع ؟
– الحقبة التي مرت بالعراق هي مرحلة خطيرة سوداء،وقد استطاع مجاهدي الحشد الشعبي ،من صد تلك الهجمة الشرسة من خلال تلبية فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي ،ولا يخفى على الكثير بأن الدواعش وصلوا الى أطراف بغداد ،وقد نال الكثير من مقاتلينا شرف الشهادة ،ولذا فلابد من توثيقها ،ولدينا وثائق لأصغر شهيد بالحشد (مرتضى ) الذي نال الشهادة في قاطع سامراء،ونعمل أيضا آلية جديدة في المتحف للحفاظ على أفعال بطولاتهم ،لغرض وتوثيقها باعتبارها ذاكرة في وجدان كل إنسان شريف ونزيه. – شاهدنا أثناء تجوالنا بعض الأفلام الوثائقية ،ماذا تتضمن فكرتها الأساسية ،ومن اين مصدرها الأساسي؟ -بطبيعة الحال لدينا فريق إعلامي يأخذ على عاتقه مسؤولية توثيق المعارك ميدانيا ،وقد تعرض الكثير منهم إلى الإصابة أثناء نقل ومباشر لتلك المعارك ،وقد انجزنا فلم وثائقي حي عن أحداث معركة بيجي ،والمعارك دارت حوله ،ويتم حفظها الكترونيا ضمن ملفات خاصة غير قابلة للتلف مطلقا.
– بعض دول العالم تسعى إلى تفعيل زيارة المتحف ،وخصوصا فيما يتعلق بقضايا الدفاع عن الوطن ونقلها إلى مستوى الوسط التربوي ،
ما مدى استفادتكم من هذه التجربة ؟
-لدينا النية بعمل برامج ثائقية وعلى اختلاف مستويات الطلبة لغرض غرس قيم الشهادة في نفوس هؤلاء ،وكذلك إيصال رسالة الشهداء إليهم. مع عائلة الشهيد مرتضى تحدث إلينا والد الشهيد مرتضى هلال فرحان السعداوي /مواليد 1999 قائلا :استشهد إبني مرتضى في فضاء سامراء ،وهو أصغر شهيد في لواء 313،وقد أجل تقديم دراسته للمرحلة المتوسطة ،بعد صدور فتوى المرجعية ،وأمر سماحة السيد مقتدى الصدر ،بالدفاع عن الأرض والمقدسات ،ليلتحق نهاية الشهر الثامن من عام 2015 ،وأول صعود له كان ضمن سرية الضبط ،ثم إنتقل بعدها إلى فوج مهمات خاصة /قيادة عمليات سامراء ،وقد شارك في معارك عديدة منها معركة خط اللاين والزوره وقرية الحاج حسين ،وبعد عودة الرتل جميعا حدث عطل في إحدى السيارات بمنطقة المشاهدة ،وتحديدا قرب محطة وقود الاصايل ،وأثناء فترة ادامتها جاءهم انتحاري بسيارته المفخخة ،فاستشهد إبني ومعه ثلاثة وجرح تسعة مجاهدين ،أما بالنسبة إلى ولدي فقد كان منذ صغره خادم للامام الحسين (ع) ومواظبا على زيارة الاربعين ،وهو من مؤسسي موكب أهالي المعامل . -ماهو دور الحكومة إتجاه عوائل الشهداء؟ -عليا ان اكون صادق بالقول ،سواء كانت الحكومة شيعية ام سنية ،فهنالك عجز واضح منها إتجاه عوائل الشهداء والجرحى وبالخصوص الحشد الشعبي ،ولابد من قيمة اعتبارية لنا بمراجعة الدوائر لغرض صرف الرواتب ،لأن أبنائنا دفعوا أغلى ما يملكون وهي أرواحهم ،وقد سمعنا كثيرا عن الامتيازات التي وعدتنا الدولة بها ،ولكنها حبر على ورق ،نحن نطالب بالمعاملة الحسنى لجميع عوائل الشهداء ،ولا يهمنا الرواتب ،وهنالك إحتفالية يوم النصر لم يتم استدعائنا إليها لا يجوز مطلقا التفريق بين هذا الشهيد او ذاك ،ولو قارنا تجربة في إحدى الدول بروسيا تحديدا ،حيث أقيم تمثال لقناص روسي قتل عشرة والدولة تحتفي به ،فما بالك وعندنا ابو تحسين الصالحي ،ونستغرب أيضا من تسمية بعض أسماء المدراء عندنا والشوارع كذلك ،أليس من الافضل تسميتها بأسماء شهداء منطقتنا والبالغ عددهم 448 شهيد ،منطقتنا تشكو من الإهمال الواضح ،والمفروض من الدولة ان تراعي وتلاحظ امتداد عوائل الشهداء ،وبالتالي عندما يضحي بروحه فلابد من وجود ناس تحمل الأمانة ،وأقصد أمانة الأسرة وتربية الأطفال ،ووضعهم في بيئة محترمة ،وهذه مسؤولية الذين يمتلكون قيمة الشكر للشهادة. فريق حفظ الأمانة أحمد الياسر ،احد العاملين في فريق حفظ الأمانة :بفضل الله تعالى تأسست الحملة ،وهي جزء بسيط لرد جميل عوائل الشهداء ،وتتضمن اعمالنا كسوة الملابس صيفا وشتاء ،وتمكنا من تغطية (4500)عائلة في زيارات ميدانية لستة محافظات ،ومنها البصرة وميسان وعمارة والناصرية وبغداد وكربلاء ،أما أكثر المحافظات التي قدمت شهداء فهي البصرة ،حسب إحصائية موجودة لدى مؤسسة الشهداء ،ولدينا مرحلة جديدة وهي بناء بيوت لعوائل الشهداء ،وقد تمكنا فعليا من بناء ثمانية بيوت ،وبتمويل من أصحاب المرؤة والشهامة من المؤمنين ،ولدينا شخص يرسل إلينا حوالة ولم نلتقي به ،وكذلك تبرعت إحدى الاخوات بمبلغ الحج ،وأطفال مدارس بمبالغ قاصاتهم ،وحلقة عملنا القادمة باشرنا بتوزيع تجهيزات المدارس لعوائل الشهداء ،وهنالك جوانب تربوية ،فقد استحصلنا مليون مقعد بالمدارس الأهلية وبالتعاون مع مؤسسة الشهداء . آراء زوار المتحف نجوى محمد :أقف هنا في هذا المكان المقدس ،حتى أرى إخوتي الشهداء ونستلهم منهم دروس الشجاعة والبطولة الحقة ،وليس غريبا عليهم ،فقد استمدوا شجاعتهم من ثورة الإمام الحسين (ع)التي نعيش فيها هذه الأيام ،طوبى إليهم مكانتهم في عليين وهنيئا لهم الشهادة في سبيل الدين والوطن والدفاع عن اعراضنا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق