اخر الاخبارثقافة وفنون

التشكيلية إيمان عبد الجبار : نحتاج إلى صياغة وإعادة مناهج التشكيل لكافة مراحل الدراسة

 

حاورها/ علي صحن عبدالعزيز

كل الفنون التشكيلية وغيرها ،هي مرآة عاكسة للواقع وتكاد تكون وثيقة تأريخية للمستقبل ،بما تحمله من أحداث سياسية وإنسانية وجميع الجوانب الأخرى ، هكذا تحدثت التشكيلية إيمان الزويني إلى (وكالة فضاءات نيوز ) ،فقد رسمت لوحات تلوح بوادر ثيمتها عن إمكانية متعددة المدارس التشكيلية ، وهي تجسد الواقع بكل إوجاعه وتجلياته ما بين البوح بإسرارها ،وما بين رصد لوحاتها التي نلتمس فيها الإيقاع الوجداني والرموز الدلالية مثل طابع الحداثة المعاصرة .

* لديك العديد من المشاركات المحلية والعربية والعالمية ،ماهي الغاية من وراءها ؟
× يبقى الترابط قائما ما بين إنعكاسات الواقع وترجمتها بإبجدية اللون ، واللوحة تمثل تلك الروح والحياة المتفاعلة والغاية من المشاركة .
* حدثينا عن كيفية تعاملك مع أصل الفكرة على سطح اللوحة ،عن توظيف المعنى واللون فيها ؟
× قد تاتي الفكره على شكل خيال ،وأحيانا إستدراج عندما يضع الفنان ميزان إحساسه باللون والخط ، يعني يبدأ وينتهي ببلورة العمل عل سطح اللوحة .
* هنالك جدل في الوسط التشكيلي ،بأن سمات المنتج التشكيلي النسائي يمتاز بتكثيف اللون لجذب إنتباه المتابعين ،إلا يعني هذا تحجيم أبداع التشكيليات ؟
× لكل فنان أسلوبه الخاص به ، ولكنني لا أحبذ بأن أفصل الرجل عن المرأة بالمنتج، وأعتقد هنالك من إستخدمت الفلكلور وحاولت تطويره، كما أن المعروف بروز الألوان تكون قوية وحادة بثيمة الفلكلور كالبغداديات وغيرها .
* يشكو البعض من المتلقين ،بأن أسرار اللوحة يكتنفها أسرار التشكيلي ،وهنالك صعوبة في قراءتها ،أين تكمن المشكلة برأيك ؟
× بصراحة هذا سؤال مهم وحيوي ويخدم الفنان، لأننا غالبا ما نجد الفنان محدود الرؤية بمربع اللوحة ، والعمل التشكيلي بحد ذاته عمل إنفرادي وذاتي بحت، وبالحقيقة مستوى المتلقي العربي لازال يفتقد للثقافة الكافية للفن التشكيلي ، ماعدا قلة من جمهور المتذوقين والمثقفين،نحن نحتاج لإعادة صياغة تدريس الفن التشكيلي منذ الطفولة ،وللمراحل الابتدائية والمتوسطة، ويا حبذا لو تكون هنالك مناهج للتدريس هذه المواد فيها .
* آلية النقد التشكيلي ،بالنسبة إلى العنصر النسائي تأخذ جانب الجدية لدى بعض النقاد ،فيما يفتقدها الجانب الآخر ،هل هنالك محابات أم ماذا ؟
× فكرت بهذا الموضوع جديا ، ولكن لكثرة انشغالي وإرتباطي بالدوام والهجرة حالت دون ذلك ،وقد عرضت عليا كمقدمة برنامج يعنى بجانب التشكيل وربما تكون هنالك فرصة في المستقبل .
* هل كانت بداياتك متأثرة بالمدرسة الكلاسيكية ، وما هو توجهك الجديد من تلك المدارس، ولماذا ؟
× بالتأكيد تأثرت بهذه المدرسة منذ الطفولة ورسم بعض الشخصيات المعروفة، لكن بالوقت الحاضر، فإنني أميل إلى الإنطباعية التعبيرية، أو نهج جديد من التجريدية والتي تعتمد عل الإبتكار والتغيير أسوة بتسارع العصر الحديث وإستخدام التكنولوجيا .
* إتظنين بأن الموهبة لدى التشكيلية ،جزء من تحليل شخصيتها ،وماذا عن الدراسة الأكاديمية في هذا الموضوع ؟
× بالتأكيد الموهبة جزء من شخصيته الفنانة، فالبداية هي حب وولع للعمل الفني، والألوان مما يستحوذ الكثير من المشاعر الإيجابية الجميلة التي تبلور الشخصيه وتعطي إنطباع بالسعادة وحب الخير ،سواء كان ذلك على مستوى الرجل أو المرأة .
* بعض التشكيلين والتشكيليات ،يستحدمون حروف أو مؤثرات خاصة على اللوحة ،هل كانت هذه الطريقة متبعة معك ؟
× صياغة الحرف أعتبرها جميلة جدا ومؤثرة ،وبالفترة الأخيرة استخدمت الأرقام لما تمتلكه هذه المؤثرات من تأثير في حياة الفرد ،وتمثل الماضي والحاضر بالإضافة إلى الخصوصية والأصالة في صياغه الحرف .
* ما الهاجس الذي ينتابك بعد إنجازك اللوحة ؟
× عملية الرسم هي خلق وتصف أحيانا بالولادة فالتحضير للوحه يتسم بحالة من إفراز المشاعر وتفريغها بهيئة إبداع ، إما الشعور أو الهواجس بعد إكتمال اللوحة فهي في الغالب محاولة للوصول للشكل النهائي أو المرضي جماليا بالنسبه للفنان والمتلقي أيضا أي خلق حالة توازن نوعا ما .

* متى تشعرين بالعجز عن إكمال فكرة اللوحة ،وهل هناك من يساعدك بها ؟
× قد إصل لحالة عدم إكتمال للوحة، وبذلك يكون تكرهه أفضل ،وهذا سبب من عدم قيامي بمعرض شخصي لحد الآن ، لأنني أعتقد أن اللوحة قد تستغرق سنة أو ربما يوم فهي ليست عملية ميكانيكية ، أما عن المساعدة فأعتقد هذه خيانة وعدم إمانة للوحة عمل فردي بحت ولا يجوز التدخل من قبل الآخرين ، وبصراحه عرض علي في مسيرتي الفنية البسيطة هكذا أمور من قبل فنانين معرفين أو منظمات تطويرية بأن يملو عليا ما أرسم ورفضت ،وهذا مايجعلني غير معروفة إعلاميا، وطبعا لا أحب ذكر الأسماء .
* تتحدث بعض الأراء عن ضرورة تناول التراث ،هل هنالك مشكلة في قلة إستقطاب وعي المتلقي ؟
× التراث بتشكيلاته التقليدية وألوانه الجذابة تكاد تكون فعلا قريبة من المتلقي، لأنها بسيطة وعملية ديكور أكثر منها فنية ، قد تعطي المتلقي شيء من الراحة لبساطتها وفهمها وهي مستحبه من قبل أغلب الناس ،فالمتلقي قد ينقسم إلى فنان محترف مختص أو مثقف يستذوق الفن ،وهذا النوع يستجيب للفن بأشكاله ومدارسه المتخلفة، أما النوع الثاني فهو الإنسان البسيط البعيد عن ترجمة اللون أو فهمه وتفسير خطوط ومساحات اللوحة المختلفة .
* ما الدوافع التي تجعل التشكيلي يهتم أكثر بجوانب المرأة ؟وماذا إذا كانت العملية بالعكس ؟
× من قال إن التشكيلي يهتم بجوانب المرأة أو العكس، قد يكون الإهتمام بقضايا إنسانية أو عن المرأة بصورة عامة، لدورها المهم والأساسي بحياه كل إنسان ، فهي الأم والأخت والزوجة ،لدورها الفعال بالمجتمع، بالإضافة إلى أن المرأة لها دور جمالي خلاق في حياة أي فرد ، أما بالنسبة للفنان فيكون تأثيرها أكبر لما يتميز به من نرجسية عالية والعكس صحيح .
* تأكيد قضايا المرأة ،بنون النسوة وتاء التأنيث ،إلا تكفي هذه الموضوعات لنصرة قضاياها؟
× أعتقد أن المرأة والحمد لله أخذت الكثير من حقوقها على مستوى القانون والدولة، لكن لاننسى هذا من الجانب الإجتماعي، أي في المجتمع الشرقي لأنه لاينصفها بالعادة وهذا صعب تغيره .
* ما هو شعورك عندما يقف الجمهور أمام إحدى لوحاتك؟
× شعور جميل بالتأكيد ، إذا كان من النوع المثقف ممن يشيد بأن هذا المنتج فيه قيمة لونية أو إبداعية وبدون مجاملة .
* إرجو ان تكونين صريحة معي ،ماهو انطباعك عن الحركة التشكيلية العراقية ما قبل عام 2003 والآن ؟
* التشكيل وكل أنواع الفنون ،هي مرآة عاكسة للواقع ، وتكاد تكون وثيقة تاريخية للمستقبل وبما تحمله من أحداث سياسية واقتصادية وكل الحوانب الأخرى والتي لها تأثير مباشر، وخصوصا إن الفنان العراقي هو فنان بالفطرة وتأريخه وحضارته تشهد على ذلك ، أما عوامل التغريب والهجرة ، وأحداث العنف كانت مادة درامية غنية للكثير من الفنانين ممن وجدوا الظرف المناسب لطرحها وتوصيلها من خلال فرشاة الرسم أو النحت اهو أي عمل إبداعي آخر .
* إلى من مّدينة برد عمل جميل معك ؟
× بالحقيقة الكثير ، ومنهم أخي الكبير أبو عمار ممن كان يشجعني منذ صغري ويجلب لي الألوان كهدية دائما .
* ذكرتِ بأن وسائل الإعلام اختلط الحابل بالنابل فيها ،ماذا تقصدين بذلك ؟
× أقصد بصراحة حاجة الشاب العاطل عن العمل بالوقت الحاضر وتدخل الواسطات بالموضوع، جعل من بعض عديمي الخلفية الثقافية يتواجدون على المستوى الإعلامي ،وبروز بعض منهم لملىء فراغات الصحف أو الفضائيات بدون تجديد أو بلورة أفكار توصل العمل التشكيلي على المستوى الإعلامي محليا أو عالميا .
* لنأتي إلى مسألة تنظيم المعارض التشكيلية في القاعات الحكومية ، هل لديك آراء يمكن طرحها أمام وزارة الثقافة وجمعية التشكليين العراقيين من أجل تعزيز الدعم للتشكيليين؟
× هذا سؤال مهم والمفروض ينطرح على مستوى جماهيري ويؤخذ بعين الإعتبار ، وبالنسبة لي قد يكون الموضوع حساس نوعا ما ،لكن ياحبذا لو كان هناك تجديد بالكادر داخل الوزاره وإعتماد مختصين حتى لو كانو خارج البلد لغرض التنظيم والتطوير أي اهخذ بآراء النخبة المثقفة على المستوى العام ، أما إعتماد العلاقات الشخصية وأحيانا المحاصصة فهذا أمر صعب تغيره بمجتمعنا وهو سبب تأخر الكثير من المجالات وليس على المستوى التشكلي فقط .

التشكيلية في سطور:
إيمان عبد الجبار الزويني /بكالوريوس كلية الفنون الجميلة 1986-1987رسم ،مدرسة في معهد الفنون الجميلة ،ولديها الكثير من المشاركات المحلية والدولية ومنها ،في معرض فنانات عراقيات /مركز الفنون عام 1997ومعرض بابل الثالث عشر للفن العراقي المعاصر ،ومشاركة في المركز الثقافي الفرنسي وفعاليات الملتقى الدولي لفناني القصبة في باريس ،ومهرجان الواسطي للفن التشكيلي عام 2017

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق