اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

حواء : نسختكِ الأصلية والمطورة

 

/ مقالة دنيا علي الحسني / العراق

السؤال الذي يوجه الى المرأة مرارا :
على ماذا تبحثين ؟ وماذا تريدين؟.

من الواضح ان الكثير من النساء لا يملكن أو يعرفن الإجابة على هذا السؤال الجوهري وذلك بسبب عدم معرفة الكثير منهن لحقيقة أنفسهن و ذواتهن . وما تعرفينه عن نفسكِ كامرأة في الحقيقة هو المفهوم النمطي والنسخة البدائية للمراة فقط .
وأما النسخة الأصلية المطورة لا تعرفينها، لأنك وضعتِ طاقتكِ في وضع الدفاع عن نفسكِ. ولم تنتبهي على طاقتكِ الضائعة والمهدورة التي تتمثل بالطاقة الروحية والفكرية والعاطفية والجسدية .
لذلك لو تحكمتِ في طاقاتكِ المميزة ستصبحين بطبيعة الحال، قادرة على أن تجدي النسخة الأصلية والمطورة عن شخصيتكِ ونفسكِ الفريدة والمتفردة ، والتي تكمن فيها إمكانياتكِ وقدراتكِ الكبيرة والامكانيات الإبداعية الخلاقة وهي أبعد مما تتخيلي.
حيث تخلق منكِ امرأة ناجحة و قوية و مؤثرة للغاية، و اذا أردتِ أمتلاك تبصر عميق في الحياة، عليك أن تسمعي راي الاخرين بك ، ولا يعني بالضرورة لكِ رأي الآخرين بكِ شيئا.
وعندما وقفتِ على الحياد للدفاع عن نفسكِ، تمخضت إنجازاتكِ التي حققتيها عن النسخة التي خلقوها لكِ. نتيجة عدم الوعي بالذات واصبحتِ مرهونة بحالة الخوف الذي سيطر عليكِ . الذي سيدمر ذاتكِ وجوهر كيانكِ ولن تعرفي نسختكِ الأصلية . التي تمنح لك قدرة التعبيرعن ذاتكِ الحقيقة بكل حرية. واذا لم تتعلمي كيفية استعمال طاقتكِ بوعي ومهارة سوف تعتقدين دائما بأن العالم غير منصف معكِ. وتضلين في حالة دفاع مزرية عن نفسكِ وأنت تقبعين مرهونة لهذه النسخة التي جعلوكِ من خلالها تخوضين معارك في الحياة لا تعنيكِ . وأنتصرتي في هذه المعارك التي حاولتي أن تتفاديها رغماً عنكِ، ولما فقدتِ حماسكِ وطموحكِ فقدتِ كل مواهبكِ . علموكِ أن الأخلاق هي أن تكوني صادقة مرة حتى تكذبي مئة الف مرة على نفسكِ، ضيعتي وقتكِ في أن تتعلمي أشياء لا تحبينها من أجل أرضاء الآخرين ومن أجل أن تكملي حياتكِ بالطريقة التي خلقوها لكِ . وفرضوا عليكِ أشياء لا تحبينها في داخلكِ كذلك علمتي أولادكِ على أشياء لا يحبونها ولم تحبينها. وكلما حاولتي أن تبحثي عن الحقيقة تتجمع حولكِ آراء وفرضيات المجتمع والاشاعات والأكاذيب، والخوف، والقلق، أو ممكن أفكاركِ المرتبطة بأحاسيسكِ حول أمور تخافين من معرفتها اذا خرجتِ خارج النطاق التقليدي، وامتلكتي مهارة التفكير خارج الصندوق . لأن أحاسيسكِ تحكمها قوانين ومعتقدات وأرتباطات بأشياء تنافي نسختكِ الأصلية والمطورة. وهذه الحرب الضروس التي جعلوكِ تخوضينها بين أرادتكِ ووجودكِ في الحياة، علموكِ من خلالها لغة مليئة بالأشباح والخوف والعيوب والنقائض، لذلك حجموا طاقاتكِ وقدراتكِ التي وهبها الله لكِ ، ولم تستطيعي أن تعبري عن ذاتكِ بحرية واصبحتِ جسد بلا روح ضائعة بين دهاليز الحياة ومتاهاتها، واقفة في حالة الدفاع عن نفسكِ، لذلك يجب عليكِ أن تراجعي طريقة ارتباطكِ وتواصلكِ مع الأشياء من حولكِ بصورة متوازنة ، بدون أن تجادلين أو تنقدين أو تشترطين أو تخضعيها لأي نموذج تعرفيه من الأيديولوجيات. يجب أن تبحثي عن الحقيقة وتبذلي جهودكِ في طلب العلم والمعرفة لكي لا تكوني آداه أستغلال لا يمكن ضبطها. وحتى تتمكني من أدارة المواقف في حياتك الا من خلال المعرفة والوعي الذاتي. اذا كان لديكِ عينان لترين بهما و إحساس صادق لتشعري بالحياة داخل ذاتكِ وخارجها فكل شيء سيكون معجزة. وستكون نظرتكِ في عيون أي شخص مبدع وعبقري ومميز كما تنظرين الى نفسكِ ولما تنظرين الى جمال الطبيعة والى السماء و الأرض والبحر أو الجبال ستنظرين الى نفسك هذه هي أنتِ نسختكِ الاصلية، ستجدين الكنز الدفين في داخلكِ. لكن اذا بقيت تدافعين عن نفسكِ وتخضعين الى برامج التلقين والانصياع لآراء الآخرين لن تصلين الى ذلك الكنز الدفين الذي يحتوي على عناصر تكوين طبيعتكِ الروحية والجسدية . ولن تعرفي مدى توهج هذه العناصر في داخلكِ كي تطورينها. لذلك يجب أن تعطي قلبكِ وسمعكِ وفكركِ سعة في البحث والتأمل عن السر والمعنى الحقيقي لوجودكِ في هذا الكون. .ويجب أن تتعلمي أن الحياة لن تقف عند وجعكِ ولن يكترث العالم لآنين الحزن في صوتكِ وأنت واقفة في حالة ضعف تدافعين عن نفسكِ. إذا لم تمنحي نفسك القوة فلن تجديها مغلفة أمامكِ. العطاء الحقيقي يأتي من القوة وليس من الضعف ولا يكون على حساب صاحبه أبدا، لا تختاري لتكوني شمعة تحترق لتضيء طريق غيرها، وإنما اختاري لنفسكِ أن تكوني شجرة مثمرة تنمو وتتطور فتطعم وتظل وتسعد من حولها وهي سعيدة . اذا أردتي أن تكوني امرأة حرة يجب ألا تفكري الى أين ستأخذكِ الحياة عليكِ فقط أن تفكري الى أين تريدين أنتِ أخذها. ولما تصغين الى شمولية الوجود كل شيء هو موسيقي ومتناغم . أن جمال الحياة وعظمتها لا تعرفيها إلا عندما تنخرطين كليا في كل ما هو موجود. أنت كوكب ينير سماء الحياة”، وكما يقول (شكسبير): المرأة كوكب يستنير به الرجل ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق