اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو
قضايا وتحديات

– علي صحن عبدالعزيز
تنوعت أزمة الثقافة والإعلام في العراق وخصوصا بعد أحداث عام 2003 ومن ضمنها موضوع كتابة فن المقالة ،ولو تأملنا هذه المشكلة فإننا نجد تراجع كبير في تناول قضايا المجتمع إلعراقي المتعددة . ومما لا شك فيه أن كتابة المقالة في أعمدة الصحف اليومية كانت له حصة الأسد فيها ، لكن في واقع الأمر لم نجد موضوعات إجتماعية مطروحة يمكن للقارئ متابعتها إلا ما ندر ،فهنالك حالة من الجفاف فيما يتعلق بجوانب الواقع الإجتماعي ، وأن وجدت فإنها تكون ذات سمة مجدبة وصنمية الحياة ان جاز التعبير نحن نحتاج إلى أسلوب جديد في كتابة المقالة تتحدث ملامح معاناة الناس بإحساس تنقل همومهم ووضعها في دائرة المسؤول ، لا أن يتجاهل بعض كتاب المقالة مظاهر التحول الإجتماعي المجروح بأحداث مرحلة المواجهة مع الدواعش ،أو يبخس الكشف عن القضايا الرئيسية التي لا يمكن السكوت عنها ،ولعل التمسك بعروة بأن ما يكتب في الصحف والمجلات وحتى المواقع الإلكترونية لا جدوى منه هو شماعة إعذارعم ،فصوت المثقف أي كانت إتجاهه المتزن والواقعي يمثل نبض الانتماء إلى الإنسانية المعاصرة . هنالك الكثير من التحولات اليومية التي يعيشها مجتمعنا العراقي وحتى على مستوى العربي ،ولا بد من وجود هزة عميقة تتمخض عن ولادة جيل من كتاب المقالة يعيدون حراثة بذور الكلمات تحت أشعة شمس الحقيقة بعيدا عن إسمدة الثقافة المستوردة ، ومن خلال رصدنا لبعض ما يكتب في الصحف والمجلات اليومية ، فإن ما يكتب فيها عبارة عن مساجلات لا تتمتع بعافية الواقع ، وإنما هي تتناول الجانب السياسي والذي أصبح الحديث عنه لا يشبع جوع ولايروي كبد المواطن البسيط . أنها دعوة مرة أخرى للعودة إلى سلاح المقالة الجرئية والاقتداء بنماذج كتاب المقالة ومنهم حسن جمعة و جواد التونسي وحنان الشمري وآخرون ،فهؤلاء مجاهدي الكلمة وفرسانها وسيفا مشرعا في قول كلمة الحق مهما كانت النتائج .