اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
ما السُبل ألى تعزيز العلاقة ما بين المتلقي والمبدع في القصة والرواية والشعر؟

فضاءات نيوز –
تحقيق / علي صحن عبد العزيز
الثلاثية القائمة (القصة والرواية والشعر ) غالبًا ما تكون موضع اتهام من قبل المتلقي او الناقد ، فهنالك من يقول بأن قصائد الشعر مقعرة المعنى ، او القصة تحتاج إلى بيان فكرتها وادواتها ، والرواية لابد أن تكتب ضمن احداث واقعية وليست من نسج الخيال ، وبالمقابل فأن المبدعين الثلاثة أيضا لهم وجهة نظر ، ازاء هذه التهمة لهذه الثلاثية القائمة ، فلسان حالهم يقول لمن نكتب ، وليس هنالك قارئ أو ناقد يتابعنا . ولذا كان لـ (وكالة فضاءات نيوزالاخبارية) هذا الاستطلاع حول آليات أو السُبل التي يمكن من خلالها تقريب وجهات النظر بين هذه الأطراف والتي تشكل إجمالا مائدة نقاش في كل الحوارات والندوات الثقافية مع نخبة من الادباء العراقيين والعرب ، وكانت هذه الآراء الواردة :
جسور التواصل
د . سعد ياسين يوسف / أديب / العراق : في البدء لابد أن نثبّت فكرة أساسيّة ، هي أنْ لا وصاية على المبدع ، فالمبدع هو من يبتكر شكل وطريقة ما يبتكرة من جمال عبر الشِّعر والقصة والرّواية، وكلّ الأجناس الإبداعيّة الأخرى ، لكن ذلك يتطلب منه أن يمدّ جسوره إلى المتلقي ليرتقي بذائقته لا ليهبط بها وهنا المبدع غير مسؤول فيما لو أنَّ المتلقي لم يفهم النصّ بشكل كامل لتأتي مسؤولية المتلقي في تطوير أدوات التلقي عنده، فالمبدع الحقيقيّ يراهن على ذكاء جمهوره وعلى الأجيال التي ستأتي وعلى ديمومة رسالته وانطلاقها لآفاق أكثر رحابة ، فهو يرتقي بنصه ليمنح الآخر وعياً جديدا ً ليساهم في بناء المجتمع الواعي وإيجاد المثقف الذي يعي الفكرة ويكتشف أعالي غصون الجمال.

د. سعد ياسين يوسف
علاقة تفاعلية
د . محمد عبد الراضي/جمهورية مصر العربية: العلاقة بين القصة والرواية والشعر والنقد علاقة شائكة ، يرى البعض أن الناقد متسلط يظهر الأخطاء فقط لكن الحقيقة هي علاقة تفاعلية تظهر كل مافي النص من جماليات وسلبيات ، والنقد هو تمييز الجيد والرديء من الأعمال ومن فنيات النص شعرا ونثرا ، لذلك فالمبدع يكتب النص والناقد يقوم بعمل نصا موازيا له عبر النقد الأدبي ، فالمبدع يد والناقد اليد الأخرى التي تذهب بالعمل إلى أعلى مراحل الكمال الأدبي والثقافي ، ولذلك لا ينبغي النظر إلى النقد بنظرة عدائية ، لكن النظر إليه أنه أداة إظهار فنيات وجماليات النص لكي تصل إلى المتلقي في صورة مثالية قدر المستطاع.

د٠ محمد عبد الراضي
القراءة الواضحة
عبد الجبار شكري / عالم النفس وعالم الاجتماع/ شاهر وروائي / المغرب : من بين الآليات والسبل التي يمكن بها أن نعالج سوء التفاهم بين المبدعين والقراء والنقاد ، هو ان المبدع عندما يكون بصدد ابداعه للشعر او القصة القصيرة او الرواية ان يستحضر لحظة الكتابة كل الانتقادات التي يمكن أن تصدر عن القراء والنقاد سواء على مستوى المضمون او الشكل ، فعلى المبدع ان يعي انه لا يكتب لنفسه وانما يكتب للاخر من اجل الدفاع عن قضية او خدمة رسالة إنسانية أو رسالة اجتماعية أو رسالة أخلاقية ، وفي هذه فالمبدع يخاطب الناس بالشعر او القصة القصيرة او الرواية ومن ثم يجب ان تكون آليات الابداع الشعرية والقصصية والروائية واضحة المعنى ودقيقة في التعبير ، وفي المقابل على القراء والنقاد ان يكون دائما مهتمين بالابداع الشعري والقصصية والروائي كل ما ظهر الجديد في الابداع ، وعندما يقبلون على قراءته عليهم ان يقرأونه بحس فني وجمالية وبحس نقدي لرصد مكامن الجودة ومكامن الثغراث ، وذلك ما يساعد المبدع من تطوير ذاته في المستقبل ، ويشجعه كذلك على مواصلة الابداع ، لأنه سيكون متيقنا ان هناك من يتابع كتابته وانه لا يكتب من أجل الكتابة ذاتها .

د٠ عبد الجبار شكري
مراقبة الأحداث
فاطمة منصور / أديبة/ لبنان : جميل الإختلاف متي صدر عن معرفة وموهبة وتجارب. طبيعي ان يتميز الشعر علاوة علي الرؤيا وتقعر المعاني بجمال المعنى اللابس ما يناسب من اثواب تجعله يتألق جمالا ليكون الشعر باصالته وابداع صاحبه ، وخفاياه الفنية التي تستدعي الى الذوق الراقي، دقة الملاحظة وقراءة ما وراء اللفظ ، اما بشان القصة والرواية، فتختلف باختلاف الكتاب، ومستوى الموهبة والتجربة التي يعيسها الروائي متفاعلا مع المجتمع، واحداثه منفعلا بها لكي يستطيع تلمس ابعاد الحدث بقراءة لتصرفات ابطال الرواية واختيار اللغة وفقا للأشخاص ، وموضوعية في مراقبة الاحداث لتكون قفزة بالواقع نحو عقول وقلوب المتلقين بتقنية تختلف بين كاتب وآخر ووفقا لمعايير تفترض عنصر التشويق دون شك ، والى كل ذلك، يحق لكتابنا وشعرائنا المعاصرين التساؤلظ لمن نكتب حيث اجيالنا الصاعدة مستلبة الذوق واللغة والإنتماء ، اجيال سلبتها العولمة والتكنولوجيا أي احساس باهمية الادب بمختلف فنونه.

فاطمة منصور
مشكلة تقييم الأعمال
كاظم الشويلي / العراق / روائي وناقد : ليس لنا الحق ان نتهم الاجناس الادبية بشكل مطلق ، بل ممكن أن نوجه السؤال والاتهام ألى جنس ادبي آحادي وبشكل فردي ، نعم لنا القدرة على ان نقول أن رواية البؤساء أو الام أو الحارس في حقل الشوفان من الروايات العظيمة ، وبالمقابل اننا لم نشاهد أحد من النقاد قام بتقييم اسوى عمل ادبي ، لذا التقيم يكون بشكل فردي وليس على مجموع كلي ، علما ان كل اديب يعرف كيف يتعامل مع محيط وادوات نصوصه واشتراطاتها ، ويبقى التقييم للشخوص المؤهلين للحكم على النص وليس الحكم لايء متلقى ، اما جواب لمن نكتب ؟ فلا يطلق هذا الجواب من له خبره في كيفية اطلاق نصه عبر الاجيال ليقراه اشخاص ربما ليس من زمنه.

كاظم الشويلي
التصوير الحسي
رجب الشيخ/ العراق/ أديب وشاعر : الحقيقة لكل جنس محبين ومريدين وكل من يرغب مايكون قريب إلى نفسه ..لكن المشكله أن الجمهور متغير الآراء وحسب مايفهمه وحس ذوقه لواحد من تلك الأجناس ، لكن الكاتب هو مرآة نفسة يكتب ما يؤثر على سير الانتقالات النفسية والتصوير الحسي الذي يكون قريبا للفكرة التي يرسم فيها النص ضمن تصورات غير واقعية أو واقعية لكن كان المفروض عليه أن يضع فسحة للقارئ ، اقصد أنه الضوء الذي من خلاله فهم مايريده الكاتب حتى يصبح قريبا منه والى رغباته بالقراءة.

رجب الشيخ
جدال قائم
سعاد شيحي / الجزائر / كاتبة واديبة : حسب وجهة نظري في الجدل القائم حول الرواية، فالذين يقولون ان الرواية تكتب عن أحداث واقعية و ليست من نسج الخيال ، سأطرح سؤالا في هذا السياق يجيبنا على هذا الجدل القائم ، هل رأينا مبتكرا أو مخترعا يخترع هيكلا يطابقه ، وهل رأيتم مهندسا يصمم للغير بيتا يطابق بيته ، وهل رأيتم طبيب أسنان عند نزع الأسنان المسوسة يعيد نفسها اسنانا طبيعية أو صناعية ، فالرواية التي تكتب عن أحداث واقعية مثل لعبة الحروف بين أيادي الأطفال ينزع الحروف ثم يعيدها إلى مكانها لم يضف شئ لها ، ولم يستعمل ذكائه وعقله ، فالرواية الخيالية هي التي تبرز قدرة الكاتب في التحكم والإتقان في اللغة والسرد والقدرة على الإبداع و التجديد والحداثة.

سعاد شيحي
واقعية الطرح
مازن جميل المناف/ العراق / كاتب وصحفي: لا شك هنالك موجة عارمة من التساؤلات تدور اليوم حول عدم الإهتمام من قبل الناقد والقارئ الذي يتابع كتاباتنا ، والجميع يعرف ليس هنالك اقلام سخية ترسم علامات استفهامية حول الكثير من التفسيرات فيما يخص واقعية فنون الأدب ولما تلك الغمامة الصيفية وعند أي زاوية نقف لاسيما نحن نمر في مرحلة اضمحلال وتدني في مستويات الذهن والوعي ضمن المرحلة الراهنة العصيبة جعلت من القارئ والناقد في تشتت ذهني وانكماش على نفسه إلا ان المشكلة ليست في المتلقي ، وانما هي اوسع من ان نجيب عنها جوابا مختصرا ضمن هذه السطور ، لذا ينبغي ان نتبع الجذور ونتسائل في اي زاوية باتت المشكلة ، وان الأدب الصحيح هو من يفجر الذات والروح ، ويكون متنفساً حقيقياً يطرح من خلاله القضايا الإجتماعية الأكثر دقة واهمية وتعقيداً ، واليوم كل ما نقرأه لا ينطوي على جراحاتنا البليغة ، لابد هنالك واقعية طرح ضمن القصة والشعر والرواية لتجعل القارئ في تحويل ذهني وحسي وادراكي داخلي ، لهذا يأتي ادبنا اليوم غير مؤثر ومثمر لعدم وجود منهجية وطابع ثوري وجداني مما يحفز ذهنية ومشاعر المتلقي وكل ما نراه هي خواطر فرضت على القيم الأدبية الجوهرية ، الكل هنا يريد ان يرصف بضاعته على ارصفة التمني دون تحقيق هدف مرجوه في نتاجات باتت هزيلة ورخيصة في المعنى والتجلي.

مازن جميل المناف
مأزق الحداثة
السعدية الفاتحي/ المغرب/ اديبة: النقد الادبي ليس نشاطا طارئا على دنيا الادب، فهو قديم قدم حاسة التمييز بين الجيد والرديء عند الانسان ، وليس من شك في أنه نشأ مستندا الى استعداد فطري كان يبقيه في حدود الأحكام العامة التأثيرية ، ومن تم تطور بتطور العلوم الإنسانية إلى أن غدا فرعا من فروع المعرفة تتوزعه مدارس عديدة لكل منهجها ورؤيتها وهذه المدارس دائمة النشوء والتطور ، موحشة تلك الغربة المخيمة على نمطية علاقة الشاعر الحديث بجمهوره او الكاتب والروائي ، سأم مر بسم التواصل بين التجربة الشعرية ومتلقيها ثناء موجع بين الشعر والشعور ، بين الكاتب والمتلقي ، بين الروائي والمتابع الاشكالية هذه موجودة لا سبيل إلى نكرانها فلا المكابرة تجدي نفعا ، ولا التبريرات تطمس وجهها ، وأن طرحنا بعض الاشكاليات التي تعض هذا الفتور واجعل اللبس يعم الثلاثي المطروح على طاولة النقاش ، هنالك أزمات علينا وضعها بشكل أدق وتفاصيل علينا كتم لسانها بشكل عشوائي.لن نقول ان القضية قضية أزمة قارئ وازمة ناقد وازمة وسيلة الاعلام وأزمة المبدع ، لنرمم اساليبنا التي لم نجددها بشكل يروق لكل منهما ، ان رأينا بشكل تفصيلي ملامح قارئ يحمل بين تعابير وجهه قراءات عدة للفصل بين المضمون والشكل ، والتي تعتبرها خرافة فكل مضمون يفرز شكله واي افتعال فيه اسقاطات عدة ، وهذا الخلل الآنف الذكر هو الذي بدا يثير الجذور ، وأفضى بنا الى جزء كبير مازق الحداثة المعاصرة ، وبعض مظاهر الخلل تتشابه بين التجربة المعاصرة والتجربة التاريخية ، فالاولى تحاول ان تلبس التجربة ثوبا غربيا ، والثانية نجم خللها عن إلباسها زيا جاهليا ، ومن هذا المنطلق نرى اننا بين سيف ذو حدين ، وعلينا مجابهة الإشكالية وتحديثها و معالجة الخلل لجعل الحبر يكون لغة واحدة والقارئ يكون طاولة حوار.

السعدية الفاتحي
خيالات الكاتب
علي الوائلي /العراق / روائي: سأجيب عن فقرة الرواية لأنني الآن بصدد كتابة رواية جديدة، وحسب فهمي للرواية يجب ان تكون ذات احداث متسلسة ولا تخلو من عنصر المفاجئة، والتشويق والإثارة أيضاً، لكن ليس شرطاً ان تكون كل الاحداث حقيقية ومنقولة نصاً، وانما تؤخذ الفكرة فقط من الواقع ويبني الكاتب عليها تصوراته ورؤيته، فتكون مزجاً بين الواقع وخيالات الكاتب الابداعية، والا اذا كانت كل الاحداث هي من الواقع فأين ابداع الكاتب، بل سيكون ناقلاً للحدث او مؤرخاً ليس الا، فلابد من واقع وتبنى عليه الخيالات والتصورات، بالاضافة الى رصانة السرد وتسلسله بشكل يشد القارئ دون ملل.

علي الوائلي
سبر الاغوار
سوما المغربي/ السودان/ كاتبة وناشطة مجتمعي: هو الوعي بين الكاتب والمتلقي وأخص الشعر، فالشعر يعبر عن وجدانية العامة والمجتمع في حرف الشاعر وهنا لتقريب التماس الوجداني بينهما على الشاعر فهم وسبر أغوار كل شعور وحس ورؤية يكتب عنها وبالمقابل على المتلقي والناقد فهم الحالية الشعرية أو مطابقتها أو حتى إسقاطها على نفسه او غيره لفهم ما بها من مقاصد وهنا التواؤم بين الكاتب والمتلقي او الناقد بما ييسر تلاقيهما فكرا ورؤى.

سوما المغربي