اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

البعد الإنساني والعروبي في تجربة الفنان التشكيلي العراقي عاصم فرمان

 

فضاءات  نيوز – محمد شنب 
الفنان المتمكن ليس بالأدوات والتقنيات المستخدمة التي يمتلكها؛بل هو الذي يتمتع بوعي سياسي وثقافة واسعة ويتعامل مع الأحدث بطريقة ذكية “عندما يجرى الحوار بين إحساس الفنان والوعي السياسي، وأنا أعتقد أن الفنان يجب أن يكون عاريا أمام نفسه” البعد الإنساني والعروبي في تجربة الفنان التشكيلي العراقي عاصم فرمان: هي تجربة عاشت الهم والوجع بصفته عربيا وإنسانا مع التداخل والتمازج بين الهم والوجع والحزن والحرب ضد العراق والإنسانية.. فالحروب والمآسي والفتن والهيمنة العالمية الجديدة التي فرضت على الإنسان لغرض تركيعه هي ضد كل ما سبق من ظلم وقهر واضطهاد للإنسانية والأوطان وكل هذه المفردات تظهر جلية دون تصنع أو تكلف كما يتزعمها البعض وهم كثر في هذا العالم المتسع للحرية وقمعها بطرق نريدها ونتقبلها وقد نرفضها مهما كلفنا الأمر من تشرد ونزوح وهجرة داخل الوطن وخارجه إلا أننا لا زلنا نؤمن بما هو حق لنا ولغيرنا حتى لو توجعنا وبكينا على الأطلال بالرغم من وجود من يتجرد من كل شيء يسمى حقا أو ملكية ومن حقك الدفاع عنها، ومنهم من يسعى ويلهث خلف الشهرة غير المجدية، وبعض الذين ما وصلوا إلى الشهرة إلا لأنهم تنازلوا عن قضيتهم الأم وهي الأهم ولهذا هم يصنعون منه بطلا ضعيفا لا لأنه يستحق ذلك، فهو لم يتمسك بمبادئه الوطنية ولا حتى الإنسانية وكثيرا جدا من هولاء الذين يملئون الساحة الفنية والأدبية ولكنهم باهتون بلا جسد وطعم ورائحة رغم شهرتهم الإعلامية والمادية فوجودهم مهزوز ووجوههم سرابية ودخانية فانية أمام الضمير الإنساني والوطني.
ومن يتمسك بقضيته قد يعاني ويعيش معدوم الحال ومنفيا داخل الوطن وخارجه، إلا هو حي في ذاكرة الشعب و في ذاكرة الأرض والتاريخ، خالدون حتى في نفوسهم قانعون وراضون بما هم عليه لأنهم يقولون ما يملي عليهم ضميرهم ومبادئهم نحو العدالة الإنسانية ويحملون على عاتقهم قضية.. وأكبر دليلا على ذلك الفنان العربي الخالد ناجي العلي (1937-1987)م صاحب الكاركاتير الشهير (حنظلة) حالة إبداعية تحت رمزية عروبية حنظلة الحكيم والعراف الشاهد على كل شيء، ناجي هو حنظلة الذي كان ينادي فلسطين الإنسان وقضيته هي فلسطين حتى تم اغتياله وهذا مشهد حي لتجربة هذا الفنان الخالد في ذاكرة التاريخ الفني وتأثيرها وخطرها لأنهم لم يؤمنوا بحق الشعوب التعبيرية ولا بالتاريخ.
لكننا هنا لنا وقفة خاصة مع أعمال الفنان التشكيلي العراقي عاصم فرمان وتجربتة غنية عن التعريف محليا وعربيا ودوليا بل عالميا وقد تحدثت عنها وكتب عنها كثير من النقاد التشكيلين والدارسين العرب.
إلا أني هذه المرة ومن وجهة نظري الشخصية أمام أعمال عظيمة.. لها عدة دلالات ومؤشرات بيئية واجتماعية وثقافية وسياسية وأعماله تعكس وتبرهن على الأحداث والصراعات التي مر بها الفنان على المستوى العام والشخصي، ودائرة الصراع الاقتصادي والسياسي والعسكري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق