ثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلية نجية أحمد ياسين : غايتنا النهوض بالواقع التشكيلي ورفض المتاجرة به

الفن النبيل هو المتنفس الوحيد للتخاطب بين مختلف حضارات الأمم

حاورها لـ” فضاءات نيوز “

علي صحن عبد العزيز

استغرق حوارنا عبر الماسنجر مع التشكيلية نجية أحمد ياسين ،رئيس تجمع فنانون حول العالم والمزمع إقامته في يوم السبت 11/8/2018في تركيا ،ما يقارب الساعتين ،وبصراحة نقولها ان الحوار كان صريحا ومشبعا لكافة ضرورات أسئلتنا الصحفية ،والتي تعلقت بمجملها حول هذا المهرجان للفترة من10 .16من شهر آب القادم ،بمشاركة عربية ودولية كبيرة بلغت آخر الاحصائيات 170فنان تشكيلي ،بالإضافة إلى مواضيع وحوارات كانت ضمن تصنيف الحوار مع ضيفتنا نجية أحمد ياسين.
*متى تأسست فكرة المهرجان؟
-بدأت فكرته في أواخر السنة الماضية ،بسبب الاحباط الموجود بالوسط الفني والمتاجرة به،وهو حقيقة أمرا مؤسفا وحزينا ان تنعكس تلك التصرفات على الوسط التشكيلي بدافع الربح المادي ليس إلا ،وهكذا جاءت الفكرة من خلال عدد من الفنانين الذين ذاقوا مأساة تلك التجارب التجارية ،وعن طريق الفنان أحمد عثمان /سوري الجنسيةوالمقيم في اسطنبول ،و مشروعنا متكامل من حيث الصالات المناسبة للعرض وبما يتناسب وإعداد المشاركين ،والمسألة الأخرى هو إختيار لجنة فنية راقية لها جذورها بالفن مع مجموعة كبيرة من المنسقين من جيل رواد التشكيليين الموثوق بهم بالوسط الفني ،وفعلا كانوا عند حسن الظن من الناحية المهنية لتكون الأعمال المشاركة ذات قيمة كبيرة ولائقة فنيا .
*ماهي الغاية المتوخاة منه؟
-كما قلت لك  ،ان غايتنا الكبيرة هي النهوض بالمستوى التشكيلي من حيث إقامة المهرجانات والمعارض التشكيلية ،والارتقاء بالمبدعين إلى الفضاءات العالمية بمساحات واسعة ،الأمر الذي سيقودهم إلى التلاقح الفكري والثقافي على ان نبعث برسالة مفادها ،ان الهوية التشكيلية العربية مازالت بخير رغم حالات الاحباط والقنوط التي تحدث هنا او هنالك هذا جانب ،أما الآخر فإننا نرى بأن هذا الفن النبيل هو المتنفس الوحيد للتخاطب بين مختلف حضارات الأمم ،وقد حاولنا فيه أيضا أن تكون برامجه متنوعة سيما ما يتعلق بجميع الفنون الأخرى كالخط والزخرفة والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية ،لأنها ستكون حاضرة بصورة مباشرة بين فواصل إقامة المهرجان .
*هل تشعرين بحالة من القلق والوجس تنتابك منه ؟
-نعم بصراحة اقولها إليك ،هنالك نوع من القلق المبني على أساس الحرص وعدم تكرار أخطاء تجارب الآخرين في هذا المجال ،فلقد سمعنا الكثير من حالات اللامبالاة للتشكيليين ولوحاتهم ،لدرجة انها بقيت مطروحة على الأرض على الرغم من دفعهم مبلغ مئة دولار لمتطلبات تلك المشاركات ،وكما ذكر البعض منهم بضياع لوحاتهم ،الأمر الذي أدى إلى حالة من الانكسار النفسي والمعنوي وتطايرهم لمجرد إقامة معارض تشكيلية للبعض من مدراء المهرجانات ،ونحن هنا لا نريد أن نذكر الأسماء بالإشارة واضحة ولا تحتاج إلى توجيه نحوهم.
*اذن وبناء على ما تقدم يمكننا القول أن هنالك تحشيدا كبيرا لهذا المهرجان ؟
-هنالك جنود مجهولون يقفون خلف هذا الجهد ،ومنهم المنسقون فريد عثمان الشيخ علي -سوريا و ومروي المصري -لبنان وسمية زيدي -تونس و صباح مهدي من العراق ود. نجلاء العتيبي -الكويت وفاطمة سعدي -فلسطين -وسعود الحينيني-سلطنة عمان وليلى المطر -السعودية وبشرى إدريس ملوي -المغرب ومها زين -مصر وعبد ا -ا الإعلامي عدنان لفته من العراق الذي لم يستطيع اكمال مشواره بسبب ظروفه الخاصة ليتولى المهمة بعده بسام خنان ،أما اللجنة الفنية فتكونت من (ديميت ادالي )وجيدا حسين اوغلو -تركيا ووليد سالم كموش وفريد عثمان -سوريا .
*أغلب الدعوات وجهت إلى التشكيليين ماهو ترى ماهو السبب ؟
-بلا شك  التشكيلي يمثل حلقة الوصل بين جميع الأمم ،وهو ضمير الإنسانية الواعي والحضاري ،ولذلك فإننا توخينا ان تكون مشاركتهم حصة الأسد منها ،لكن بصيغ جمالية جديدة وفلسفية في استقبالها ،وهذه التجربة ستكون النواة لتجارب ومعارض أخرى ،وهي ستحملنا درجة من المسؤولية في استحداث برامج عمل منسقة ،الأمر الذي دعى وزارة الثقافة في دولة الكويت لإقامة معرضا فيها .
*دعيني أطلق عليك صفة الموضوعية والاجتهاد في ترأسك المهرجان؟
-الحمد لله على هذا الشرف ،وخصوصا من عندكم لما تمتلكونه من متابعة مستمرة لمجمل الفعاليات والانشطة والحوارات العراقية والعربية ولفترة طويلة نتابعها ،انا بشأن ضبط الامور الإدارية فاللحقيقة مرة ثانية ،إننا رصدنا جهلا متعمدا للفن التشكيلي مع وجود دخلاء لا ينتمون للفن التشكيلي وادارة المهرجانات والمعارض بأي صفة كانت ،ولذلك حاولت ان أسعى بكل امكانيتي المتواضعة وفريق العمل الذي ذكرته اليك في ايجاد مخرج تشكيلي يحمل بين ثناياه أعمالا غير منقولة او مستنسخة ،تاركين حرية الاختيار للتشكيلي لكي تجعل الذائقة الفنية دالة المهرجان وليست الكمية التي أدت إلى تضخم في اللوحات بالإضافة إلى
الى العشوائية والتخبط مع مطالبتنا إياهم بالبحث عن معاناة المواطن وليس استنساخ التجارب العالمية والابتعاد عن السياسة والدين ،ولذلك تجدنا إن خطواتنا كانت من درجة الصفر بغية تجاوز كل شائبة ممكنة .
*كيف تعاملتم مع وسائل الإعلام والتنسيق معها ؟
-بطبيعية الحال ،للإعلام دور مهم في نجاح اي مشروع ثقافي أو ادبي ،وهو يمثل خط البداية للانطلاق نحو الشهرة والمجد ،وهذا ما جعل برنامج عملنا يترابط فعليا مع النشاط الثقافي والتشكيلي طيلة فترة إقامة المهرجان ،وهنالك برنامج خاص بكل أيام فعاليات المهرجان ،مع تغطية صحفية من عدة قنوات عربية واجنبية ولقاءات صحفية منفردة مع التشكيليين على حد سواء.
*ماذا عن المشاركين وأعمالهم؟
-لقد حاولنا ان نعطي فرصة لأي فنان مهما كانت تجربته ،والقصد من ذلك هو تعزيز تجربته مع جيل الرواد الطويلة ،وهو مسعى نادر وكبير بالقياس إلى هذه المهرجان ،أما الجانب الثاني فهو التخفيف عن معاناة بعض التشكيليين المادية من خلال تسويق لوحاتهم وبيعها ،وتسليط الضوء عليهم عالميا وإعلاميا وهذا بحد ذاته شهرة واسعة في هذا المنتدى ،لأن الفن التشكيلي هو الذي ينقي القلوب ويطهرها ويهذبها أيضا ،وقد احتوى أيضا على جميع الفنون الأخرى .
*كلمة أخيرة ؟
-نطمئن جميع المشاركين بأن غاتينا هي شعورهم بالامان والترحيب ،وقد رصدنا الكثير من حالات الاستحسان والمقبولية لدى التشكيليين ،بسبب تعطشهم وحاجتهم الماسة لمثل هذا المهرجان الذي سيرتقي بعون الله تعالى إلى رضاهم ،للانطلاق والتعرف على عادات وحضارات العالم الأخرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق