” اللعنة “
شعر – تبارك ناظم الطائي /بغداد
وما زالت لعنة العزلة
تلاحقني
تختنقني
تميتني
وترجعني
بوردة في صندوق ليس بشفاف
وليس بالهواء
ولا حديقة الورود
خارج الحياة
في داخل إطار
لاحاربٌ مسيرة العالم
وتلاحقني لعنتي ضاحكة
تتمسخر مني
لأن وجودي معجزة
وإخوتي الأربعة ذهبوا طيوراً
يحلقونَ في الجنة
تركوني وبقيتٌ الوردة الوحيدة
لدى عائلتي
وفِي ذات مرة
لشخص شبه ثلاثيني
أغرمتٌ بلمعان عينيه الحزينة
أصابني شعوراً غريب
ممزوج بالخوف والشكيمة
في البداية
لم أعترف لنفسي بذلك
فقط قلبي
بدون أستئذان مني
قال له
كلمة ليست بكاملها
شبه عاشقة….
يا فارسي الأزلي
تمنيتٌ بكامل جسدكَ
بكامل وعيكَ
وحبكَ
أن تسكن في متاهات قلبي المغلقة
حتى لا يوجد سبيلا للخروج
من هنا
تمنيت لو تبادلني الشعور
تمنيت
لو تكون فقط صديقاً ودوداً
وتسدد فراغ أشواقي إليك
بحديث بريء
كصفاء جوهرك ..
ابتعادكَ زادني قوة
وفِي الإبتعاد عن مشاعري
زادت قوة لكَ
احبكَ لن اخجل
جذور حبكَ في قلبي عنيده
مثلكَ
لا فائدة من إبتعادك عني
سوى تعب الأشتياق
لعيني
وتبقى خالدا في أعماقي
وأبقى حديقة ورد مباركة
الحب الصافي يولد مرة واحدة
في قلبي
وهذه الولادة
تشبه لعنة خالدة
كمثل عزلتي
وما أروعها من لعنة
عذابات قلبي .. كأنها الموت البطيء
من دونكَ لعيني الواسعتين
اللتان كنت تتغزل بهما..ابدا
