ثقافة وفنونقسم السلايد شو

أية الخفاجي .. فراشة تطوف في روضة التشكيل

 

قراءة نقدية /علي صحن عبدالعزيز

يمكننا القول بأن هنالك حالة من التداخل في الصور في أعمال التشكيلية أية الخفاجي ،وهذه الحالة لا يمكن أعتمدها عند الكثير في إنجاز الأعمال الفنية ،إلا أنها استطاعت من تطوير أسلوبها التعبيري وتداخلها اللوني ،على الرغم من إستخدامها الأقلام الخشبية الملونة ،ناهيك عن الإحساس الذي ينبئ عن موهبتها موضع قرائتنا النقدية عنه ،والتي جعلت فيها روحها منسابة وذات توزيع لأحساسيس عفوية،وهنا نتسأل هل جاءت أعمالها على غفلة من الزمن ،ام أنها جاءت بعد تفاعل وإحساس وهي تصور آلة الكيتار الموسيقية حينما تصدر انغاما موسيقية عذبة ،ونحن هنا لانركز على ماهية الآلة ،وإنما على تلك النغمة الصادرة منها ،حيث تقول أية الخفاجي عن هذا العمل:الفكرة منه لو عزفنا على آلة الكيتار بشكل مهني ومتقن ،فإننا تستخرج منه الحانا جميلة تدخل القلب دون استئذان ، وكذلك الحال في الطبيعة ، لو إننا اعتنينا بها سوف نرى مناظر ساحرة وجميلة ،ولذا يمكننا القول بأننا نستطيع تقييم المعايير الجديدة لمثل هذه الطاقات الواعدة،بأنها تحتاج إلى متنفس للتعبير عن الحرية التي قد تكون مستلبة من فتيات جيلها ،نتيجة القمع الإجتماعي والحرمان من أبسط الحقوق.
طاقة اللون
أية الخفاجي ،،تشكيلية شابة طموحها يعلو مستوى عمرها اليافع ،ولكنها تسعى إلى تثبيت هويتها التشكيلية ،وانطلاقها من خلال تواجدها في متحف القشلة ،وشاءت الصدفة إن ألتقي بالاعلامي ستار الجودة يوم الجمعة الماضي ،ليصطحبني إلى موقع أعمالها برفقة والدها،وقد رائينا فيها إصرارا لكي توثق إسمها في المشهد التشكيلي ،حيث شاهدنا العديد من أعمالها والتي تحمل بصمات إبداعية ،استطاعت أن تجذب الكثير من رواد المتحف وتستوقف حضورهم لتحاكيهم عن تجربتها البكر ،والتي تتميز بتوظيف طاقة اللون في زوايا اللوحة رغم موهبتها الفطرية ،إلا أننا اكدنا عليها بضرورة التعامل مع الألوان الزيتية ،والاستفادة قدر الامكان من آراء التشكيليات والاستماع إلى ارائهن وتجاربهن الطويلة ،والتي سوف تساعدها في صقل موهبتها مع ضرورة الاطلاع على بقية المدارس التشكيلية الأخرى ،وخصوصا إن هنالك متابعة كريمة من والدها في توفير كل ما تحتاجه من لوازم فنية متعددة .
حالات مطروحة
هنالك رأي متداول بين النقاد بأنه ليس من الضروري تحليل لوحات مثل هذه الأعمار ،ونحن نراه اجحافا وكبت لمشاعرهم وتطلعاتهم ،بل إننا نجد ضرورة ملحة ان تلك الرسومات رغم بساطتها ،فإنها تكشف عن هوية الموهبة ،وإزاء هذه الحالة فإن إيلاء الاهتمام والرعاية من إدارة متحف القشلة والمتمثلة بالاستاذين هاشم طراد وستار الجودة ،انا هو إكتمال لمسيرتهم التربوية والإنسانية ،في سبيل تعزيز مستوى التلاقح الفكري والثقافي بين هذه الطاقات الواعدة .
طموح وغايات
وعلى هذا النحو ،فإن التشكيلية أية الخفاجي ،سوف نرى لها مستقبلا واعد ،في تناولها لمعطيات مجتمعها وجيلها ،وهي تأخذ قضاياهم كرسالة مؤتمنة عليها لتوثقها بريشتها وألوانها الزاهية ،ومخيلتها الخصبة ذات الشعور الإنساني الكبير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق