سياسي

بلاد الرافدين بلا مياه ..!!

الدهلكي :مقبلين على حرب جديدة يكون الخاسر الأكبر فيها هو الشعب العراقي

 

فضاءات نيوز – سعاد الراشد
على الرغم من الفرشة العريضة لقائمة المشكلات والتحديات التي يمكن أن تكون مبعثا للحروب والنزاعات بين الدول أو على المستوى الداخلي إلا أن اكثر من خبير أستراتيجي ومفكر ومتبصر في شؤون الحرب والسلام أشار إلى أن حروب القرن هي حروب المياه ،وهي الأكثر خطورة ومساس بحياة الأفراد ،الأمر الذي نلاحظه في أكثر من بقعة في العالم وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط.
تضع الجغرافية شروطها واحكامها الصارمة التي لا مناص من التكيف معها ،فقدرها أن تجعل مصادر الماء العراقي من خارج حدوده ،وأن يكون مرتبطا بجوار ملبد بالمشاكل في معظم الأحيان ،فالرافدان الأساسيان لمياه العراق (دجلة والفرات) منبعهما من تركيا وهي المتحكم الرئيس بهما ،فضلا عن المسافة الطويلة التي يقطعها الفرات في سوريا والتي تمثل متحكم ثاني بالحصة المائية مما جعل الأمن المائي يمر بأزمات متناوبة أنذرت في الخطر والجفاف كما حصل في مناسبات سابقة وما يحصل هذه الايام في ظل سياسية مائية غير عادلة لتركيا وخصوصا في بناء السدود والخزانات العملاقة التي تقضم معظم المكون المائي للنهرين وتؤثر بقوة على المنسوب المائي في العراق ،وقد ساند ذلك الظروف البيئية القاسية المتمثلة في ندرة الساقط المطري والثلجي الذي يمثل المورد الأكبر لمياه النهرين.
إن هذه الاوضاع الملقة يرافقها أداء حكومي من كل مظاهر السلطات والقوى العراقية وعلى طول زمن الازمات لا يتناسب تعامله وطريقته معها ،وظلت الأجراءات تتحرك في إطار ردات الفعل الآنية دون أن تعمل على تأمين دعامات استراتيجية آمنة لأمن مائي مستقر قائم على سياسية مائية حكيمة وسياسية خارجية فاعلة وتضامن داخلي عميق.” فضاءات نيوز ” سلطت الضوء على موقف الكتل السياسي من قضية بناء سد اسو وتداعياته على العرا ق حيث تحدث بهذا الشأن النائب رعد الدهلكي قائلا : في الوقت الذي تتجه أنظار العراقيين الى اليوم الذي يستقر فيه العراق سياسيا وأمنيا واقتصاديا من خلال البدء بعملية سياسية عبر انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية حقيقية بعيدة عن الشبوهات تكون ممثلة لجميع المكونات العراقية بدون تميز الا اننا نفاجىء بكارثة اسوء من مامر به العراق عبر حكوماته التي شكلت خلال السنوات الماضية والتي خسر فيها هذا البلد المال والعباد الا وهي قطع المياه عن العراق من قبل دول الجوار والتي ستسبب بانهيار لديمومة الحياة في هذا البلد المعطاء”
مضيفا “ان العراق وقع ضحية سلسلة من المؤامراة الداخلية والخارجية فبالامس خضنا معارك تحرير البلاد من رجس التنظيمات الداعشية الارهابية والتي كانت تمول خارجيا وبعد خروجنا من هذه المِحنة الكبيرة منتصرين بدأنا نخوض معركة الإعمار والبناء للمحافظات التي نكبت جراء احتلالها من قبل تلك التنظيمات لم يرق لبعض الدول ان يخرج العراق من مامر به وهو منتصرا فأرادت ان تدخلنا في دوامة اخرى للنيل من هذا البلد وشعبه العظيم فذهبت كلا من تركيا وإيران بقطع الأنهر وفروعه المشتركة مع العراق لأحداث الفوضى بين ابناء هذا البلد وللتأثير على قوة العراق ليصبح طيعا لها ولأهدافها التوسعية ” بحسب تعبيره
وحمل الدهلكي مسؤولية الكارثة الانسانية التي سيتعرض لها العراق ازاء قطع مناسيب الأنهر عليه لدول الجوار وكذلك الى الحكومة ووزارة الخارجية لعدم ابرام المعاهدات وبما يضمن الحفاظ على حصة العراق من نهري دجلة والفرات وفروعه المرتبطة مع دول الجوار”
متسائلا ” اين دور وزارة الخارجية خلال السنوات الماضية من هذا الملف الحيوي اين التحركات الدبلوماسية للحفاظ على كرامة هذا البلد .
داعيا الى تشكيل وفد رئاسي لانهاء ازمة المياه وعدم السماح بإنشاء السدود لتخزين المياه والالتزام بالاتفاقيات والقوانين الدولية والتي تحفظ حقوق الجميع ورفض اي فعل ينتج من خلاله التاثير المباشر على حصة العراق من المياه .
مطالبا الحكومة بتدويل قضية قطع المياه عن العراق خصوصا ان الإحصائيات التي ذكرت اليوم تفيد بان مخزون المياه من نهر دجلة قد انخفض الى النصف بسبب تأثيره بتشغيل سد اليسو التركي هذا بالاضافة الى قيام ايران اليوم بقطع منسوبي من المياه المتجه الى كردستان مما سيسبب بكارثة إنسانية ناهيك عن جفاف الآلاف الاراضي الزراعية وموت آلالاف الحيوانات.
وقال الدهلكي :  ان ماسيمر به البلاد خلال السنوات المقبلة اذا مااستمر هذا الصمت والسكوت والوهن وعدم الاكتراث لحال هذا البلد وعدم التحرك العاجل والسريع فاننا مقبلين على حرب جديدة يكون الخاسر الأكبر فيها هو الشعب العراقي.
وحذر الدهلكي ” من انفجار الشعب ازاء السياسات الخاطئة التي تتخذ من قبل الحكومة لتقاعسها عن حماية مصالح العراق وشعبه العظيم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق