اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

نافذة موسيقية ..فريد الأطرش يحلق ببساط الريح

 

 نافذة موسيقيّة نفتحها عبر فضاء مجلّتنا الغرّاء لنتعطّر بأجمل الأغاني التي طبعتْ الزمن الجميل للأغنية العربيّة الأصيلة صوتا وكلمة ولحنا .
ـــــ ـــــــــــــــــــــ ـــــــ ـــــــــــــــــــــــ ــــــــ
أغنية اليوم : بساط الرّيح
غناء : البلبل الرّاحل فريد الأطرش
كلمات : الشّاعر بيرم التونسي
ألحان : فريد الأطرش

بقلم : أ.الناصر السعيدي /  تونس

كثيرا ما عبّرالموسيقار الكبيرالرّاحل فريد الأطرش في جلّ حواراته الفنيّة عن مدى افتخاره واعتزازه بأغنية ” بساط الرّيح ” لأنّه دعا فيها إلى الوحدة العربيّة مثلما دعا إليها حكّام العرب وفي طليعتهم الرئيس المصري الفذ حمال عبد النّاصر ، والأغنية هي بالأساس قصيد جميل وسلس بأسلوب الشّاعر الكبير بيرم التّونسي يدعوك حتما منذ تقرأ عنوانه أن تمطي بساط الريح فتسابق الزّمن لتتفسّح بين أرجاء الوطن العربي وتنعم بجمال أراضيها و ودّ شعوبها .


أغنية كلماتها تزهرُ شرقا من سوريا ولبنان أين النّسيم العليل بلسم وشفاء يحيلك على الانتشاء والمتعة دون أقداح العسل المعتّق ، فيهواهما العشّاق مهجة وقلبا لجمال ما فيهما من عيون لحاظها ساحرة وخدود تتورّد حياء .
أمّا إذا حطّ بك بساط الرّيح بأرض بغداد ، فحتما ستثيرك خيراتها وهي أرض المجد ، تحميها من هنا السّيوف ومن هناك العزّة طالما الكرم لدى ناسها عطر الأرض وشذاها ، وتظلّ تحنّ إليها ترتوي بحبّها حتّى وأنت العطشان الذي آرتوى بماء زلال من نهر دجلة الأبيّ ، وإذا فارقتَها فستضنيك لوعة الفراق تبدو كطعنات خنجر تصيب شريان القلب في كلّ رمشة عين ، وهذا قدر الهائمين بجمال بغداد . وبعدها ، يرفرف بساط الرّيح خفّاقا صوب جهة الغرب لتحتضنه مرّاكش وتونس نجمان يرصّعان تاج القارّة السّمراء ، فيهما حبيب يكتوي لغيابه بنار الهجر ، وفي أرضهما يثمر الكرم والسّخاء ممّا يجعلك تشبع طعاما وشرابا وأنت تستلذّ مذاق الحوت والغلال والزّيتون ، وعند المساء تستطعم شفاها وتستقي عيونا طالما تونس لدى العشّاق تحرق الأكباد بخضرتها البديعة أين تبزغ الفاتنات كما الغزلان البيضاء تفرّ من بارود الصيّاد لترتمي بين مياه الشّطآن لا تخاف صيد الماء ، هناك على رمال حلق الوادي والمرسى موطنا السّحر والجمال . وإذا طاب المقام ، سيهيج الشّوق إلى مصر لا تقدر على بعدها طويلا وأنت عاشق النّيل ، فتروم الرّجوع إلى أرضها تشدو ما أحلى الرّجوع إليها ، طالما قدرُ كلّ من ترك مصرأن يعود هياما وشوقا إلى ناس شبّوا على الحسن والظّرافة بطباع حلوة ودم خفيف ، خفّة هذا القصيد الذي أبدع الشّاعر بيرم التّونسي في كتابته ووهبه الفنّان الكبير فريد الأطرش لحنا ساحرا ليغنّيه هديّة لعشّاقه وللوطن العربي في إيقاع جميل باهر ، يطرب ويسحر العقول .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق