عمود

بغداد …بلا ..بغداد !!

 

فضاءات نيوز – عماد نافع 

مخطأ من يظن ان العاصمة الحبيبة بغداد هي ذاتها التي تغنى بها رموز الشعر والفن والادب على مدى عقود من الزمن بل تتعدى بكثير هذا الزمن الافتراضي ..فيقول أمير الشعراء ” احمد شوقي ” عن بغداد :
(دع عنك روما واثينا وما حوتا…كل اليواقيت في بغداد والتؤم)
وتغنى الشاعر نزار القباني بعاصمة الدنيا قائلا :
(بغداد عشت الحسن في الوانه…لكن حسنك لم يكن بحسابي)
وقال الشاعر احمد رامي ببغداد 🙁 ايه بغداد والليالي وكتاب…ضم افراحنا وضم المآسي.
ويقول الشيخ محمد رضا الشبيبي بقصيدته الرائعة :
وفي الارض ببغداد هواء هو المنى..وعيش هو السلوى وماء هو الخمر
وقال الجواهري :حيّيْتُ سفحكِ عن بُعد فحييني … يا دجلة الخير يا أم البساتين… حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به… لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ.
فعذرا عذرا ..يا شوقي فبغداد لم تقارن اليوم بروما ولاحتى بكابل ..
وعذرا عذرا …يانزار ماعاد حسن بغداد يلهم الشعراء ….
وعذرا يارامي ..لم يعد الكتاب يجمل ليالي بغداد …وعذرا ياشيخنا رضا الشبيبي ..فلايوجد هواء نقي في بغداد تتغنى به , ولاعيش رغيد ,ولاماء يصلح لشرب البشر ولاحتى الحيوان !! …
عذرا لكل من كتب قصيدة , او ارسم لوحة جميلة , او صورة فوتوغرافية من الزمن الذهبي …فبغداد ياسادتي سرقت من الالف الى الياء …ودمرت كما فعل هولاكو بها من قبل …فلا هواء نقي يملأ الرئتين , ولاماء عذب كما تغنى به شاعر العرب الاكبر الجواهري ..ولا حتى ماء يسقي زروعنا العطشى ..بل حتى نخيلنا صار مثل أجسادنا بلا رؤوس !! , مشهد دامي تعجز عن وصفه حتى لوحة ” الغورنيكا ” لبابلو بيكاسو .. …عذرا لكم يامبدعين ..فبغداد تحتضر ..ورموزها تتهاوى ..ومسارحها تحولت الى مخازن للمشروبات والمواد الغذائية الفاسدة …وامانة بغداد ليست امينة على عاصمتها قط …ومحافظ بغداد لم يحافظ على تأريخها الناصع ..والاحزاب السياسية نصبت المأتم لعشاق بغداد …وغيرت الوان  النوارس الى السواد …ومؤامرات الغرب زرعت في ظهرونا الخناجر …وقطعت الحبل السري لولاداتنا القادمة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق