الى…………… الطَّاغيةِ
غدا…. أُطَهِّرُ جوفَ الرياحِ….ليعزِفَ لحنا رَقيقا نَسيمِي العليلُ
شعر – منيرة الحاج يوسف / تونس
صبَاحا
قَطفتَ مواويلَ عُمري الطويلِ
سكبتَ عطورَ زهورِي
ولم تَكترِثْ
نصبتَ فِخاخًا
لعصفورَة
أخطأَتْ سِربَها والسبيلَ
بَنَتْ عُشَّهَا
فوْق نافورةٍ في الخَليلٍ
وباضَت هنَا
بيْن حَرفي وحَرفِي
وفوقَ جِدارِ سُطوْري
صَباحًا
حَصدتَ ابتسامَ حقُولي
ودُستَ على تُربتِي
سرَقْتَ قُصوْرِي
نهَبت بساتينَ قمحِي وملحِي
وزيتُونَ أُمِّي
وواحاتِ نَخلِي
وخَيلِي الأصيلَ
صبَاحًا
تَخَطفْت خيراتِ
بَحري وبَرِّي
وجفَّفْتَ نهري
وكلَّ سُيُولي
نهَشتَ ثمارِي
وأحرَقتَ زَرْعي
بكَى برْتقالِي
سكبت مياه عيوني
وعمّّقتَ جرْحِي
غدا في الصّبَاح
سأجتاحُ بوابة المستحيلِ
لأحملَ تابوتَ يأسي بعيدًا
وأزرعنِي من جديدٍ
نجوما لليْلِي
سَأُعلِي صُرُوحِي
واسترجعُ الذَّاكرَه
غدًا في الصّباحِ
سَيعبقُ وردي الجميلُ
وتثمرُ كلُّ حقولِي
غدا اسْتعيدُ خطايَ
واجدلُ شمْسي
سأجمعُ رملِي…
وارسمُ خارطةً للعبورِ
وبوصلةً تحْتفي بوصُولي
لأرضِي التي لوَّثَتها يداكَ
بدمعِ الثَّكَالى
وليلِ اليتامَى
وصوتِ الجياعِ
بداخلِ كلِّ القبورِ
غدا
أُطَهِّرُ جوفَ الرياحِ
ليعزِفَ لحنا رَقيقا نَسيمِي العليلُ
