إعداد/علي صحن عبدالعزيز
يعتبر القائم على عملية تجليد الكتب فنانا لايقل مكانة عن الخطاط والتشكيلي، بل يعتبر عمله مرافقا لعمل هؤلاء المبدعين،ولقد راعى الفنان المجلد عمله هذا واخرجه من الإطار المجرد إلى تزويق الجلود بشتى أصناف الزخرفة والفن.
مراحل العمل
ويبتدء من مادة الخشب ،فالبردي ثم الورق السميك (الكارتون) ولقد كانت المراحل التي رافقت عملية التجليد للكتاب في العصور الإسلامية من خلال استخدام تلك المواد ،وغلفت الكتب وزخرفت اغلفتها واستعملت صفائح الذهب لغرض تغطية الاغلفة الخشبية ،وزينت في الأحيان بااالأحجار الكريمة واستخدمت الشرائح الجلدية في كسوة الاغلفة الورقية ،ثم زخرفت هذه الشرائح بطريقة الضغط والتي تعتمد على إستخدام آلة ضاغطة بعد ام تمر بعملية تسخين عالية ويضغط بها على الجلد لغرض إبراز أجزاء وانخفاض اجزاءخرى ،اما الطريقة الأخرى فهي طريقة الختم بخاتم صغير يحمل عنصرا زخرفيا كبيرا يكون التشكيلة الرئيسية الفنية على الغلاف ،ثم طريقة التثقيب وهي ان تجري تثقيب على الجلد نفسه لتكون العناصر الزخرفية المطلوبة والطريقة الأخرى طريقة القطع والتي بواسطتها تبرز أشكالا ذات طابع هندسي او نباتي ،أو طريقة القالب والتي تشبه تماما طريقة الضغط ثم طريقة ضغط الورق المدهون ب(اللاكيه) وهي ان يدهن الورق المضغوط بطبقة من الجص ثم تقوم عليه عملية بعض الزخارف بالألوان المائية ويغطى الرسم كله بطبقة من (البلك) ليقاوم الزمن أولا وليكسبه شكلا لماعا جميلا من جانب آخر.
الأشكال الهندسية
يمكن ملاحظة بعض الاغلفة وهي تضم شرائح من الجلد مزدانة بأنواع من الزخارف النباتية والهندسية داخل أطر دائرية محفورة حفرا عميقا في الغلاف نفسه واستخدام اللون الذهبي والازرق بشكل واضح ،وعلى الزوايا الأربع من الغلاف رسمت أشكال هندسية زخرفية بنفس اللونين السابقين او اختلفت عنهما أحيانا ،ويحيط بهذه الأشكال جميعا شريط ذهبي مضفور ،وشملت الزخارف والدقة الفنية إلسنة الغلاف أيضا ،وللتعرف على وظيفة اللسان هذا يمكن القول أن استخدامه كان لغرض متابعة الدارس ثانيا ، وقد لعبت أشكال الأزهار والتعريفات النباتية وأشكال الحيوانات داخل مناظر برية دورا بارزا في فن تجليد الكتب ،حيث تجلت براعة الفنان في عملية المزاوجة بين الشكل المجرد للغلاف وعملية التجليد من ناحية ،والفن الزخرفي والرسم الاخاذ على الغلاف من ناحية أخرى .
