اخر الاخبارثقافة وفنون

خالد حسين : البحث عن السلام والحرية في صخب الألوان

 

 قراءة نقدية /علي صحن عبدالعزيز

تناولت لوحات التشكيلي (خالد حسين) الوضع المأساوي والدمار الذي خلفته الحرب في سوريا ،ويقينا أنها جاءت نتيجة إرتباطه الروحي والمجتمعي ،كفنان ينقل رسالته وتساؤلاته على سطح اللوحة . وقبل أن نسافر مع التشكيلي (حسين) في أسفار إلوانه وانتقالاته الواقعية النابضة بوجع تلك المأساة،نرى أن اللون الإيقاعي الحزين والمستمد من جذور ما خلفته الحرب هنالك ،فإنها كانت إنسجاما ما بين لغة التشكيل والاستعارات الرمزية الصادقة في عمق أعماله ،لأنها بعيدة عن التكلف وغير مصطنعة ،وإنما هي مواجهة عبر نسيج فكري ولوني قائم على نقاط مفصلية تناولها بأسلوب يأسر المتلقي حينما يقف أمام لوحاته . ألوان بطعم البارود لم يجد التشكيلي خالد حسين ،مناصا من توظيف اللون لتجسيد ما يجول في فكره ،فلقد كان اللون السلسبيل العذب الذي روّى واطفأ كبدة أفكاره العطشى ،ولعل مثل هذا التوجه يمثل رسالة إنسانية لنقل تلك المعاناة إلى الثقافات العالمية وأسس الحوار الحضاري المتبادل،لقد سجل (حسين) في لوحاته إنموذجا تشكيليا في بُنية الطرح لما تنشده الشعوب من أجل الحرية والسلام ،وهذا يعني كشف هويته الإنسانية وسبر أدوارها،ونحن إزاء هذه اللوحة موضع قرائتنا النقدية ،فإننا نقف على حقيقة نتاج تشكيلي ملتزم بلفسفة ،بأن هذا الفن النبيل يمثل روح الحياة بكل ما تحمل من معاني الفرح والبؤس. إلتزام مصيري ومما سبق يمكننا القول بأن ما فاضت به مهجة التشكيلي (خالد حسين) كان يمثل أسلوبا تجريديا وسرياليا يحمل بين ثناياه الكثير من ومضات الإبداع والمحاكاة الواقعية ،حيث يقول عن لوحته : أغلب أعمالي عن المأساة و المعاناة الذي يعيشه الإنسان السوري . من خلال الأعوام الحرب و مازالوا.، أرسم بلا قيود، أنقل مشهد الحالة كما اشعر للمتلقي و بأسلوبي الخاص، والكثير من المتلقين يفهمون دون شرح العمل ، و خاصة المجتمع الالماني ، يتأثروا و يفهمون ماذا يجري و يحصل في سوريا، بطريقة مختلفة تماما عن الأخبار و الشاشات، وقد تناولت الصحف الالمانية الكتابة عن أعمالي، ولوحتي هذه نقلت حجم الدمار والخراب، و حجم المعاناة ، من خلال الريشة و الألوان و مساحة من القماشة للعالم، لكنني لا إتقيد في أسلوب أو موضوع واحد، بل أطرح كافة المواضيع الحياتية، و عديد من الجوانب ، مازالت في بداية الطريق و لدي الكثير المشاريع الفنية الذي اطمح اليها، لا ربما في المستقبل أصل إلى ذلك. إذن ما جاء به التشكيلي (خالد حسين )كان مؤطرا بالتجديد المطلق الذي يؤمن نقل مشاعره وطاقته المتجددة بكل ارهاصاتها الواقعية . فضاءات بعيدة على الرغم من إبتعاده عن موطنه الأم وحنينه إلى طفولته وشبابه فيها،ولجوءه إلى المانيا ،إلا أن روح وكيان موطنه ومازال شاخصا في أغلب أعماله ،فهو فنان إستمد ألوانه من هموم ومشاكل شعبه ،ووثقها بمشهد تشكيلي أبرز شخوصه هو مغامرته في طرق معايير اختيار المدارس التشكيلية الأخرى وتوظيفها لخدمة أهدافه وأفكاره الخصبة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق