فضاءات نيوز /علي صحن عبدالعزيز
إمتلكت التشكيلية المغربية نجية عماري ،أسلوبا جديدا في تناول قضايا الحب والسلام في لوحاتها من جميع النواحي ، فهي ترسم بطريقة تنزف مشاعرها من خلال اللون لتجسيد تلك المعاني الخالدة ، من دون أي صعوبة ضمن الإطار التعبير الإنساني ،وعلى الرغم من إفتقارنا إلى هذه المعاني الراقية والمهمة والحيوية ،فإن فكرة طرحها لم تغيب لحظة واحدة في أعمالها ، بل كانت في موقع الصدارة والإستعداد لديها . تفاصيل الأسلوب الوقوف عند لوحات التشكيلية تحية عماري ،يعني أن تقرأ اللوحة من زوايا متعددة ولا تختلف عندك تلك القراءات عن المعنى المكثف فيها ، بسبب تدفق سيل العواطف وإلتماس الفكرة عن قرب ،وكأن إحاسيسها خرجت عن طوع إرادتها ،مما يشعرك بأنك تعيش لحظة فكرة العمل منذ أول وهلة ، ولوحتها معرض قرائتنا النقدية (الحب والسلام) هي واحدة من اللوحات الفنية التي تعبر عن ترجمة هذا المعنى ،لكننا نجد أيضا تكنيك لعنصر الجمال في بناء اللوحة والذي نحتاجه للخلاص من همومنا وإوجاعنا كل لحظة ،ولعل غالبية تجربة نجية عماري التشكيلية ،جاءت من هروب الإنسان إلى داخله النقية حينما يكون الصدق في التعبير هو الملاذ الأخير ،فكم نحتاج أن تخرج مشاعرنا بطريقة سهلة ووديعة ،حيث تقول عن لوحاتها : موضوع لوحاتي تتحدث عن الحب والسلام ،فبدون الحب نفقد السلام وهو الأرض الخصبة التي تنبت عليها كل هذه المعاني السامية ، وانا فنانة تشكيلية من مواليد 1972 فنانة تشكيلية عصامية شغوفة بالفن الخيالي والحكايات المغربية، وهذا ما جعل من شغفي بالفن الخيالي الموضوع المحوري لرسوماتي حيث قمت من خلال تقنيات مختلفة (ألوان مائية، زيتية، الغواش، أكر يليك، الرسم المائي وعلى كل المواد بالتعبير وإعادة التعبير، في إبداع متواصل.
عن المرأة وقيم المحبة والسلام . وحدة الموضوع ثمة صفة أخرى تمتلكها التشكيلية (نجية عماري) فالهدوء والتواضع والثقافة المكتنزة في شخصيتها المتميزة ، تجعل من أعمالها قريبة من المتلقي وكأنها تخاطبه مباشرة ،فهي تعتمد على محاكاة الواقع الإنساني بألوان معبرة تجسد وحدة الموضوع كاملا، من خلال محاولة إكتشاف أسرار الإنسان وعُذوبة حسه الفطري لقضايا الحب والسلام ،كما أن المهارة التي تمتلكها في طرح فكرتها تأتي من خلال هذا المنطلق ، على إعتبار أن رسالة الفن التشكيلي تتخاطب مع كل العلاقات والأحاسيس الباطنة للإنسان ، وهكذا نجد مقاربات ملموسة إستطاعت (نجية عماري ) من تناولها ضمن هذا الخط التعبيري والتجريدي في آن واحد .
