اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

في صيف لاهب.. رحلة الاعذار والمتاعب تبدأ بين المولدات الاهلية ومشتركيها

 

فضاءات نيوز /علي صحن عبدالعزيز
تصوير / علي الذهبي
في بداية موسم الصيف وإرتفاع درجات الحرارة ، تبدأ رحلة مليئة بالإعذار والمتاعب ما بين أصحاب المولدات الكهربائية والمشتركين ، والغلبة دائماً تكون للطرف الأول ، أما حكم هذا الصراع فهو لجنة الطاقة والمولدات في المجلس البلدي للمحافظة ،والتي غالبا ما تكون قراراتها الإدارية حبر على ورق ، ولا يلتزم بها الكثير من أصحاب المولدات الكهربائية . محافظة بغداد ألزمت في تعميمها الصادر بتاريخ 24/4/2019 وبموجب الأمر الإداري الكريم (109 ) إعماماً على جميع أصحاب المولدات الكهربائية بتحديد سعر الإمبير الواحد ب (7) سبعة آلاف دينار للأشهر ( أيار، حزيران ، تموز ، أيلول ) ، وأكدت أيضا أن ساعات التشغيل (12) ساعة ، حددت من الساعة (12) وحتى الساعة السادسة صباحاً . ( وكالة فضاءات نيوز ) أثارت هذا الموضوع بعد ورد الكثير من الشكاوي حوله ، وحاولت أيضا أن تكون محايدة في طرح جميع آراء طرفي الصراع ، ويحدوها الأمل بأن يكون هذا التحقيق أمام مجلس محافظة بغداد والمجالس المحلية في المحافظات العراقية الأخرى ، لعلنّا نجد حلولا لمشكلة الكهرباء المتفاقمة منذ عام 2003 ولحد ، في حين نسمع تصريحات صحفية من وزراء الكهرباء المتعاقبين عليها إدارة هذا الملف ، بأن وزارة الكهرباء ( تمتلك رصيد كافياً لتغطية محافظات العراق بل وتصدير كميات كبيرة منه خارج العراق ) . أعذار متكررة..وكانت البداية مع :
المواطن حسن مهدي / حي طارق /الوسط :
هنالك الكثير من الأعذار التي نسمعها من أصحاب المولدات الكهربائية ، رأس توليد الكهرباء إرتفعت درجة حرارته ،أو الراديتر بدأت نضوح الماء ، أو الفاصل الاوتوماتيكي ( جوزة التشغيل ) العائدة اليك عاطلة ويجب إستبدالها ، ونحن نتعامل مع معمل كذا لصناعة الحوزات وعندنا واحدة منها ، أو سلك الكهرباء قديم ومستهلك لابد من تبديله ، وآخرها وليس أخيرا ( اذا ما يعجبك أسحب خطك ) ، وأضاف ( مهدي ) قائلا : بعض أصحاب المولدات الكهربائية لايمكنك التحدث معهم ، ولديهم إتفاق فيما بينهم ، فإذا تورطت وسحبت إشتراكك فإنك سوف تذوق لوعة الحر وبدون اي رحمة .
ضربة جزاء
محمد ثابت / صاحب مولدة كهرباء :
يتهمنا الكثير بأن الربح المادي من وراء المولدات الكهربائية كبيرا جدا ، ولكنهم لم يطلعوا على معاناتنا عن قرب ومعرفة ، فإذا حدث عطل في المولدة ، فكم يكون مبلغ تصليحها ؟ يا أخي الكريم ، المشكلة ليست عندنا وحسب ، وإنما تعال معي وشاهد بنفسك أسعار قطع غيار المولدات الكهربائية في منطقة سلطان علي أو باب الشيخ وعقد النصارى ، فأسعارهم خيالية وليس هنالك من يتولى متابعتهم أو محاسبتهم على الأقل .
الكهرباء ضعيفة
عامر محمد : حي النصر / منطقة المعامل :
لا تختلف مشكلتنا مع الكهرباء الضعيفة من المولدة وبقية المناطق الشعبية في مدينة الصدر ، فمنذ بداية موسم الصيف والكهرباء بالكاد تشغل جهاز البلازما والانارة والمبردة الهوائية ، كما أن هنالك مشكلة التلاعب بأسعار الإمبير الكهربائي ، حيث يصل سعره إلى أكثر من (12) ألف دينار وهي قابلة للزيادة بحسب مزاج صاحب المولودة ، ليست هنالك تسعيرة ثابتة والمجلس المحلي مجرد إسم على مسمى ، لا يمتلك الصلاحية القانونية بفرض الأسعار ، وأكاد أقول بأن هنالك تواطئ في التلاعب بالأسعار ما بين الطرفين ،مقابل غض الطرف عن المخالفات لبعض أصحاب المولدات الكهربائية وأعضاء المجلس البلدي .
معادلة متبادلة
كريم المعاضيدي /صاحب مولودة كهربائية :
عمليات القطع الكهربائي الغير منتظمة في أغلب مناطق العاصمة بغداد ، أثرت على عملنا نحن أصحاب المولدات وخصوصا في أوقات الليل ، مما يعني أن هنالك جهد إضافي في تشغيل المولدات ، لأنه لا يمكن للمشترك بأن يبقى بدون كهرباء وخصوصا مع موجة الحر الشديد التي يشهدها العراق ، وأشار (المعاضيدي ) قائلا : وبناء على ذلك فإن إضراراً لحقت بالمولدات الكهربائية نتيجة الإنقطاع الغير مبرمج ، فبدل من تأمين (12) ساعة يوميا للمشتركين ، سيكون تجهيزهم ب (16) ساعة تقريبا ، وهنالك جانب آخر مرتبط بهذا الموضوع ، وهو إن المجلس البلدي يزودنا بكميات مادة (الديزل الكاز ) على إعتبار إن فترة التشغيل (12) ساعة ، والمشترك لا يشعر بنا حينما نضطر إلى شراء كميات أخرى من مادة الديزل لغرض ديمومة إنسيابية الكهرباء ، وإختتم قوله : اذا ما توقفت المولدة الكهربائية عن تزويد المشتركين ،وكما قلت في وقت الليل فليس هنالك أي عذر لنا .
رأي المجلس البلدي
من جانبه أكد لنا مصدر موثوق بالمجلس البلدي ، بأن أعضاءه على إتصال وتواصل مباشر مع المواطنين وتلقي شكواهم ، وشدد المصدر بأنه لا يمنع من وجود بعض أصحاب المولدات الكهربائية الجشعين ونيات سيئة لديهم ، حيث يتعاملون مع المشتركين بعيدا عن الرقابة ، كما أن المجلس قد تلقى فعلا شكاوي وإقتراحات المواطنين بشأن المخالفين منهم ، وناشد المصدر وزارة الكهرباء بتوفير وتزويد المواطنين بالطاقة اللازمة . مناشدة عاجلة الكثير من المواطنين ناشدوا الجهات المختصة بمتابعة ما يسمى ( القومسيور ) بين بعض أعضاء المجالس البلدية ، حيث يتمثل دور هؤلاء بفرض سيطرتهم على أصحاب المولدات الكهربائية وأخذ بعض المكاسب المالية مقابل الدفاع عنهم فيما لو حدثت بالفعل مخالفات منهم ،كأن تكون رفع سعر الإمبير الكهربائي أو طمر الشكاوي التي تصل إليهم .
التلاعب بقوة التجهيز
المتقاعد/ حامد غلام :
كما تعرف بأن رواتبنا التقاعدية قليلة جدا وهي تصرف لنا مقدار كل شهرين ، وبناء على ذلك فإن إشتراكي هو (5) خمسة أمبير والمولدة الكهربائية لا تبعد عن سكني (700) متر ، مما يعني لا يوجد (فقّد) أو تبديد لمقدار (الخمسة إمبيرات) التي تصلني إلى البيت ، ولكنها لا تشغل سوى المبردة الإيرانية ومروحتين بصورة جيدة ، ناهيك عن الأضرار التي تسببها في عطل وإتلاف الكثير من الأجهزة الكهربائية ، بسبب التلاعب بقوة الهيرتز أو ما يسمى القوة الحصانية للمولدة الكهربائية ، لأنها تقلل من كمية الديزل المحروق ، وأضاف (غلام ) قائلا : هذا التقنن المقصود يساهم بشكل أو بآخر في زيادة عدد المشاركين ،مما يولد ضغط على كمية الكهرباء الخارجة من رأس التوليد .
أسعارنا ثابتة
وسام سعد / صاحب محل حلاقة الشعر للرجال :
بطبيعة الحال يعتبر وجود الكهرباء جزء مهم من عملنا ،لأننا نتعامل يومياً مع الزبائن ونحتاج إلى وجود الكهرباء بإستمرار ، ولكن هذا لا يعني من صاحب المولدة الكهربائية بفرض أسعار التشغيل الليلي أسوة بأصحاب البيوت ، ليصبح سعر الإمبير الكهربائي الواحد (14) ألف دينار أي ما يعادل (12) دولار ، وإذا لم تدفع فإنك لن ترى نور الكهرباء لحظة واحدة ، للأسف الشديد هنالك بعض أصحاب المولدات جشعين وطماعين ، وهذه المشكلة سببت لنا عبئاً على أصحاب المهن الحرة المحدودة مثل الخياطين وبقية المهن الأخرى .
آراء متفرقة
إبراهيم رزاق /موظف :
ملف الكهرباء معقد ، وهنالك تقصير واضح من جانب الحكومة في هذا الجانب ، والمفروض إن تستثمره على نطاق واسع ، ولا نريد أن نحسد أصحاب المولدات الكهربائية على ما يكسبونه من وارد شهري وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف خزينة دولة المانيا ، لكن وجود الفساد الإداري والمالي إثر سلباً على عدم وجود منظومة كهرباء مستقرة تغطي مساحة المحافظات العراقية مثل محافظة الموصل والبصرة وميسان بالإضافة إلى العاصمة بغداد ،والتي ستشهد خلال الأيام المقبلة موجة حر شديدة قادمة من القارة الهندية حسب توقعات الإنواء الجوية العراقية .
شكوى معلنة
فاضل فرحان / حي الشعب /منطقة سبع أبكار :
نظرا لضعف التيار الكهربائي من المولدة الكهربائية في منطقتنا ، فلقد تقدمنا بشكوى إلى صاحبها في محاولة لرفع مستوى جهد الكهرباء ، ولكن لم تفلح جهودنا بذلك ، وعليه تم تشكيل وفد من أهالي المنطقة بتقديم شكوى ضد صاحب المولدة الكهربائية ، وحينها قال لنا موظف حكومي في دائرة المجلس البلدي ،بأن إسمائكم ستبقى طي الكتمان وسيتم الإتصال به ، وأشار (فرحان ) بوجود الشكوى بيد صاحب المولدة الكهربائية ،ونحن الآن على خلاف معه ، وما أريد أن أقوله هنا ، بأن بعض أصحاب المولدات الكهربائية لديهم القدرة في تلافي أي مشكلة معهم من خلال بعض أعضاء المجالس البلدية الذين يتواطئون معهم .
إنصافا للحق عدنا  مرة أخرى إلى أصحاب المولدات الكهربائية ، فإن هنالك آراء فيها الكثير من جانب الحق .
هاشم الإمارة : صاحب مولدة كهرباء / محافظة الكوت / حي الجزائر : يتهمنا الكثير بالجشع وإستغلال هذه الأزمة ، ولكننا نعاني من عدم تعاون المشتركين معنا ، ومن تلك المشاكل عدم تبديلهم للإسلاك الناقلة للكهرباء مما يسبب ضعف بإستلام القوة الكهربائية المقررة إليهم . تصليح المولدة والمحولات الكهربائية سلام عماد / محافظة ديالى /بعقوبة : لا نعرف بأي حق يفرض علينا تصليح المولدة الكهربائية فيما لو تعرضت للعطل ، بالإضافة إلى بدل الإشتراك الشهري ، حيث يبعث صاحب المولدة أحد عماله لجمع التبرعات المالية لغرض صيانة المولدة ،وإلا فإنها ستبقى عاطلة إلى أجل غير مسمى ، ولم يكتفي الأمر عند هذا الحد ،حسبما يقول (عماد ) بل هنالك فرض إتاوات إجبارية على أهالي المنطقة لغرض تصليح المحولات الكهربائية ، وتقديم هدايا ومكافأت مالية لعمال الكهرباء وهكذا دواليك من الإبتزاز الواضح في عز النهار .
لا تعويض عن الكهرباء الوطنية أبو منتظر الزيدي / محافظة ميسان / حي عواشه : بعض أحياء المحافظة تششهد إستقرار نسبي يذكر في إستمرارية الكهرباء الوطنية ، ورغم ذلك فإننا ندفع أجور الإشتراك كاملة ولا نعترض عليها ، ولكن أغلب أصحاب المولدات الكهربائية لا يعوضوننا عن تجهيزنا بالكهرباء ولو لفترة نصف ساعة ، وحجتهم بذلك اذا ما يعجبك( أسحب خطك وين ما تروح ما يهمنا ذلك ) . منافع متبادلة عادل الكعبي / محافظة المثنى : بعض أصحاب المولدات الكهربائية لديهم طريقة أخرى لكسب وقت عدم تشغيل المولدات ،بحيث يعتمد على وجود الكهرباء الوطنية في المحلة أو القطاع المقابلة لمكان مولدته ، وبذلك يوفر الكثير من مادة الديزل التي يمكن إن يبعيها في الأسواق السوداء ،بل إن البعض منهم يستخدم النفط الأسود عن الديزل . لنا كلمة نضع هذا التحقيق أمام مجلس محافظة بغداد والمجالس المحلية في المحافظات العراقية الأخرى ، ونأمل مرة أخرى بضرورة معالجة الموضوع وإيجاد الحلول المناسبة له ، ونذكر باحصائية ننقلها من موقع الكتروني بأن ( ما يسدد إلى أصحاب المولدات الأهلية ، ما يعادل أربع مرات ما يتكلف به المستهلك في المانيا ، وأن ما يتقاضاه أصحاب المولدات العام الماضي وصل إلى (خمسة مليارات دولار) وهو أكثر مما تتقاضاه موازنة وزارة الكهرباء نحو مرة ونصف ، مما يتوجب إيجاد تعليمات وتشريعات جديدة لتنظيم هذه العملية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق