اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

نجوم في الذاكرة العراقية ح1 / عمو بابا أسطورة الكرة العراقية

 

فضاءات نيوز – خاص 

( نجوم في الذاكرة العراقية ) ملفات منوعة أسبوعية ,  نسلط الضوء فيها على سيرة  أهم النجوم على الساحة العراقية  من الذين تركوا بصمة مهمة في ذاكرة المتلقي العراقي , بمختلف الاختصاصات الفنية والثقافية والسياسية والرياضية والعلمية , ونبرز فيها  أهم مراحل حياتهم , ومنجزاتهم من الألف الى الياء ” .

  – نبدأ بأسطورة الكرة العراقية والعربية الكابتن عمو بابا ” رحمه الله ” –

 عمو بابا ..الاسم الذي حفر في الذكرة العراقية منذ اكثر من نصف قرن , لاعبا ومدربا ومعلما .

اسمه الكامل عمانوئيل بابا داود , وعمانوئيل كلمة ارامية تعني (الله معنا) وناداه أقرانه الصغار بالمختصر (عمو بابا) واصبح فيما بعد اسم الشهرة واطلقه عليه المعلق الرياضي اسماعيل محمد أثناء تعليقه الإذاعي على المباراة التاريخية بين الجيشين العراقي والمصري عام 1955 . ولد في بغداد عام ” 1934 ” .

ظهرت عليه أولى علامات النبوغ أثناء اللعب في مدرسة الحبانية الابتدائية عام 1948 ثم في فريق الـ (سي سي) وفي المنتخب المدرسي للواء الدليم.

 مارس العاب الساحة والميدان والسلة والسباحة والتنس إلى جانب كرة القدم.

  اكتشفه خبير الكرة اسماعيل محمد وضمه لمنتخب العراق المدرسي المشارك بالدورة المدرسية العربية الثانية بالقاهرة عام 1951 ولعب شوطا واحدا في المباراة (0/2).

انتقل من الحبانية إلى بغداد وانضم إلى فريق الحرس الملكي عام 1954 ومثل منتخب جيش العراق لاول مرة أمام الفريق المصري في 30/1/1955.

  في الموسم الرياضي 1958 ظهر في صفوف القوة الجوية , ولعب كذلك لفريق المصلحة والكلية العسكرية والنادي الاثوري.

  اشهر واعظم لاعبي زمانه وهداف العراق الأول والمهاجم الظاهرة في كرة القدم العراقية في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين , جال وطاف في القارات الخمس وزار معظم دول العالم.

شكل ثنائيا متميزا مع زميله (يورا) أستاذ المراوغة في المتر المربع الواحد كما هادي احمد وكاظم لعيبي ويوئيل وفخري محمد سلمان والبرت خوشابا وسلمان داود.

 زامله شقيقه بنويل بابا في اللعب في فريق مصلحة نقل الركاب ومنتخب الجيش.

 تأثر بنجوم كرة القدم الذين سبقوه مثل صالح فرج , ناصر جكو و ارام كرم.

 هداف منتخب العراق للأعوام 1957 , 1959 , 1960 , 1963 

 صاحب فكرة ومؤسس مدرسة كرة القدم للناشئين وتحمل المدرسة اسم عمو بابا.

حظي مرات عديدة بتكريم الدولة . ومنح وسام الاتحاد من قبل اللجنة الأولمبية تثمينا للنتائج المتقدمة التي حققها مع منتخب العراق في البطولات والدورات العربية والقارية والأولمبية والدولية.

 منح لقب مدرب (القرن العشرين) من قبل لجنة المحررين الرياضيين في نقابة الصحفيين العراقيين باستفتاء عام 2000.

   تميز عمو بابا بإنجازات كبيرة للكرة العراقية إذ فاز منتخب العراق تحت قيادته ثلاث مرات بكأس الخليج العربي وإحرازه للوسام الذهبي في الدورة الأسيوية / نيودلهي 1982 , وبطولة كأس العالم العسكرية / الكويت 1979 , قاد منتخب العراق الأولمبي مرتين إلى نهائيات الدورة الأولمبية لوس انجلس 1984 , وسيئول 1988 , بالإضافة إلى كأس العرب في الأردن 1988.

   قاد بعض الأندية العراقية إلى بطولة الدوري والكأس منها الزوراء والطلبة والنادي الاثوري غير مرة ونادي الرشيد عندما أحرز بطولة الأندية العربية , كما كانت له تجربة احترافية قصيرة في قطر والإمارات .

صدر كتاب عن سيرة حياته تحت عنوان (شاعر الكرة … عمو بابا).

 رغم رطانته في اللغة العربية إلا انه حلو الحديث وجليس ممتع.

  تخرج على يديه جيل واسع من نجوم لعبة كرة القدم في العراق.

   عين مستشارا فنيا في الاتحاد العراقي لكرة القدم .

منذ اكثر من نصف قرن من الزمن وعمو بـابـا في الملاعب الرياضية واسمه على الألسن ، فمنذ نعومة اظفاره عشق الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم ،ورغم تقدمه في السن ومرضه فلا زالت الرياضة شغله الشاغل ، وقبل مغادرتي العراق ومجيئي الى المـانيـــا ،، اي قبل 8 سنوات ،،

عايشت عمو بـابـا لسبعة اشهر ، عرفته خلالها عن كثب ، واهم مـا عرفته عنه انه عراقي اصيل يحب وطنه الى حد كبير وامنيته ان يموت فيه ويوارى الثرى في ارضه الطيبة ، وانه كنز رياضي ثمين بحاجة الى من يعرف قيمة هذا الكنز ـ بالأضافة الى انه يملك ارشيفا رياضيا غنيا بحاجة الى من يعتني به ويطبعه على شكل مؤلف او كتاب ، عدى ذلك كله فلعمو بـابـا ذاكرة يختزن فيهـا كم هائل من الذكريات الرياضية التاريخية وهي بحاجة الى من يسمعهـا ويوثقهـا قبل فوات الأوان .

عمو بـابا اللاعب والمدرب …

في جلسة خاصة في نادي كلية التربية الرياضية ضمت بعض الشخصيات الرياضية منهم مؤيد البدري ، حسين سعيد ، ثامر يوسف ، واثق اسود ، وميض خضر ، وعدد من لاعبي الجامعة ، وبعض الطلبة جرى حديث بين الجالسين فقال احد الطلبة ان اعظم لاعب عراقي في كرة القدم هو جمولي ،، جميل عباس ،، وقال طالب اخر ناصر جكو ، مـات مؤخرا لأصابته بمرض عضال رحمه الله ، انبرى الأستاذ ثامر محسن مدرب مادة كرة القدم في كلية التربية الرياضية فقال .. ان اعظم لاعب انتجه العراق في تاريخه في كرة القدم على مر العصور وبدون منازع هو عمو بــابـا والمسافة بينه وبين فلاح حسن واسعة ، وهذه شهادة تاريخية لهـا قيمتهـا .

كتبت الصحافة المصرية والتركية والأيرانية والخليجية عنه الكثير من المقالات شارحة فيهـا صولاته وجولاته واهدافه الكروية الجميلة ، والحق فان هذا اللاعب والمدرب الرياضي الذي حفر ابهاماته الرياضية عميقة في تاريخ العراق الرياضي يستحق بجدارة لقب اللاعب الأسطوري .

كان عمو بــابـا اكثر المدربين حظوة في تحقيق الأنتصارات وحصد الجوائز في البطولات الدولية والعربية والمحلية ، وخلال العقدين المنصرمين وعلى الرغم من ذلك التراث الرياضي الوطني العراقي الثر الجميل فهو على حد تعبير جريدة القدس العربي اللندنية الواسعة الأنتشار … اكثر زملائه تعرضا للعقوبة التي تختلف حدتهـا من مناسبة لأخرى ، واكثر العقوبات حدة تلك التي اعتبر فيهـا هذا الرياضي الفذ من ذوي التبعية الأيرانية فتم تجريده من رتبته العسكرية التي يعود الفضل في منحهـا اياه الى العسكري العراقي طيب الذكر ،، كاظم عبادي ،، ضابط العاب القوة الجوية ،، في العهد الملكي ،، وقد استدعاه من الخارج في حينهـا ومنح له رتبة نائب ضابط في القوة الجوية وادخله كلاعب في فريق القوة الجوية العراقية العتيد وقد حقق له عمو بـابـا النجاح في العديد من البطولات الرياضية .

وهذه بعض الأنتصارات الدولية والعربية والوطنية التي حققهـا هذا الرياضي الكبير للعراق …

1 ــ عام 1979 حصل عمو بـابـا على بطولة الخليج العربي الخامسة وتوج العراق بطلا للدورة ضمن منافسة شديدة من الفرق الخليجية الصاعدة خصوصا السعودية والكويت .

2 ــ بطولة العالم العسكرية التي جرت في الكويت ، وقد شاركت فيهـا عدد من الدول وفي المقدمة منهـا ايطاليا ، اليونان ، وتركيا .

3 ــ عام 1981 احرز العراق بقيادة المدرب عمو بـابـا بطولة مرديكا الدولية في ماليزيا ودحر فيهـا عدد من الفرق الأفريقية القوية .

4 ــ تمكن عمو بـابـا من احراز اهم نصر رياضي في تاريخ العراق عام 1982 عندما جلب له ذهبية دورة الألعاب الآسيوية في كرة القدم التي جرت في الهند .

5 ــ عام 1984 تم اقصاء ومعاقبة المدرب عمو بـابـا بحجة عدم تاهيل المنتخب للدور الثاني للأدوار النهائية لدورة الألعاب الأولمبية في مدينة لوس انجلوس بامريكا .

6 ــ اعيد عمو بـابـا مرة اخرى لقيادة المنتخب فحصل عام 1984 على لقب بطولة الخليج العربي السابعة التي جرت في مسقط .

7 ــ قاد المنتخب الوطني العراقي بنجاح للتاهل لنهائيات دورة الألعاب الأولمبية في نفس العام 1984 قبل اقصائه مرة اخرى وقد صاحب الفشل الذريع عروض المنتخب ونتائجه المخيبة للآمال في نهائيات كاس العالم عام 1986 ، وكذلك فشله في دورة الألعاب الأسيوية في سيئول ، وقد تمت الأستعانة مرة اخرى بالمدرب عمو بـابـا الذي نجح في قيادة العراق الى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية التي جرت عام 1988 في سيئول كمـا احرز للمرة الثالثة لقب بطولة الخليج العربي ، وبالنظر لتسلق عناصر حاقدة و جاهلة الى اتحاد كرة القدم العراقية جرى في موقف دراماتيكي مثير ابعاد عمو بـابـا هذا العلم الرياضي العراقي بحجة عدم حضوره احدى الدورات التدريبية المحلية التي عقدهـا الأتحاد العراقي لشرح قوانين لعبة كرة القدم .

عندمـا دخل المنتخب الوطني العراقي امتحان التصفيات الآسيوية عام 1993وسقط في اختباره الأول امام كوريا الشمالية ، جرى استدعاء عمو بـابـا على عجل في اللحظة الأخيرة ، وفي تصريح لوكالة الأسيوشيتد بريس قبل المبارات الفاصلة بين العراق واليابان ذكر انه اكثر انسان في العالم قلقا من نتيجة تلك المباراة التي قد تطيح به اذا لم تجري رياحها بما تشتهيه سفن القيادة الرياضية العراقية ، واكد عمو بـابـا بانه قد اعتاد على حالة اقصائه من مهمته كمدرب العراق وقد تجاوزت على حد تعبيره حاجز العشر مرات ، لكنه اضاف ان العراق باجمعه ينتظر نتيجة التصفيات ، وختم عمو بـابـا تصريحه لوكالات الأنباء بقوله … لقد افنيت حياتي متطوعـا في سبيل تطوير الكرة العراقية ولم يبقى لدي مـا اعطي ..واضاف ..امنيتي الوحيدة هي .. تحقيق الفوز على اليابان والعودة الى ابناء شعبي لأقدم لهم سمات دخول لاعبي العراق الى الأراضي الأمريكية على طبق من فضة ، وبالفعل حقق عمو بـابـا التعادل الصعب المشرف مع اليابان في المباراة الا ان العراق خرج بفارق الأهداف .

ولا يفوتنـا ـ هنـا ان تذكر كيف حقق الفوز بكأس الكؤوس العربية التي جرت في الأردن عندمـا تغلب على لاعبي المنتخب السوري بفارق ضربات الجزاء ، كذلك دوره في تطوير الكرة الخليجية ورفضه المشرف عرض دولة الأمارات العربية المتحدة بمبالغ طائلة لتدريب منتخبها الوطني ، وبعد عودته الى العراق وجد ان عائلته قد استعدت للهجرة الى الخارج للألتحاق باقربائهم هناك ، الا ان عمو بـابـا الذي احب العراق من اعماقه وافنى فيه زهرة شبابه وصار العراق والعراق الرياضي خصوصا حياته فضل البقاء في العراق حتى الممات كمـا اسلفنـا على السفر والهجرة الى الخارج . اذن عمو بـابـا فضل حرائق بغداد والحياة الصعبة جدا فيهـا وهو في صراع مرير مع الحياة بسب امراضه المزمنة وخاصة مرض السكري الذي اثر على نظره وعلى اصابع قدميه وعلى مـا اعتقد ان عددا منها قد تم بتره في عمان في سفرته الأخيرة ، وحينما سالته في احد الأيام لمـاذا لا تلتحق بالأخت ام سامي ،، عقيلته ،، التي تعيش في كندا او بالأخ سامي وشقيقته اللذان يعيشان في فرنسا فقال لي يطيب لي لا بل افضل العيش والموت هنـا بين اهلي وجمهوري على جنة الهجرة المقيتة اللعينة .

ترى هل ان احدا سيتذكر هذا المارد الرياضي الجبار فيقيم له تمثالا كبيرا ينتصب قبالة ملعب الشعب الدولي في بغداد الحبيبة اسوة بزميله جميل عباس الذي ينتصب تمثاله في الجانب الآخر من بغداد امام ملعب الكشافة ، ام انه ستمارس مع هذا التراث الرياضي الثر نفس العادة في نسيان كبارنـا بعد ان يطويهم الموت الزؤوم وان لله في خلقه شؤون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق