اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

قراءة في لوحة الفنان التشكيلي الكندي ديمتري سيرينكو

 

قراءة دنيا علي الحسني/ العراق
سلسلة غيوم أحلامي … انعكاس الواقع على اجنحة الخيال (اللوحة الوصول إلى القمر) نلقي الضوء على هذه اللوحة المميزة للفنان ديمتري من سلسلة غيوم أحلامي التي رسمها عام 2020م ,  أثناء إقامته في مدينة فانكوفر الكندية وتقع على ساحل شمال غرب المحيط الهاديء في أمريكيا الشمالية. إنه يعترف بولعه بالطبيعة ولاسيما المناظر البحرية البديعة ويطلق العنان للإبداع والابتكار، ويشعل جذوة الخيال الجامح برؤية باطنية وما وراء الطبيعة، ومن بين ماتم اكتشافه من خلال جلسات التأمل في الطبيعة الخلابة. فأصبحت ضربات فرشاة الألوان، تخلق أمواج وكأنها سمفونية عشق ساحرة في بحور الصفاء الروحي، وتخلق من الأبداع ملحمة شعرية تتراقص برشاقة في مسرح الطبيعة ،كرقصة باليه على أمواج الخيال تتناغم معه كنوارس مشاغبه فوق الأمواج اللعوب وتخطف الأبصار فنرى مشهدا للسماء وقد تلبدت بالغيوم البيضاء والقمر يعكس أضواءه على المحيط الهاديء في ليلة ساكنة. نشاهد في هذه اللوحة إبداع الفنان في رسم معالم الطبيعة الجذابة لسلاسل الجبال فوق المحيط بألوان غامقة وانعكاسات جميلة لضوء القمر فوق صفحة الماء. الأمر الذي يمنح النفس شعورًا بالسكينة والنشوة مما يؤكد أن الفنان رسمها في اجواء الطبيعة بالقرب من ساحل المحيط . واذا نظرنا إلى الغيمة على شكل حوت عظيم في لمح البصر تسامى، كأن ريحًا حملته فجأة لأفق بعيد، ورفعته عاليًا مخترقًا دائرة الوجود، اعتلى الزمن حتى صار فوقه، أدرك الصمت المختزل بعد الصخب العنيف الذي خلفه عن حين غرة دوي مزلزل ذي وهج ضبابي، وأدرك حينها أنه يسبح بمحيط من السكون الجليل، ذلك السكون الذي لفه كسحابة كونية رافداً عيونه يقظة متقدة، ولجوارحه صحوة سمعية يسمع دبيب الكائنات وأنين أجرام السماوات النائية رأى بأم عينه كيف بدأت تنحسر الظلمات الكثيفة وتتقهقر، وأخذت العوالم تشرق للعيان وتتكشف، رأى الأرض جرما يتقوض من تحته، وتيقن ان لا مستحيل في الحب والإيمان الذي ما لبث أن انبثق ارجوانيا اخترق أجواء العتمة الدخانية، وطفح ليغمر الوجود وهو مدفوع إلى الأعلى بقوة العصف الذهني في سلسلة غيوم الاحلام مابين الأرض والسماء، بذروة التحليق طافت أمام عينيه الآفاق، كزاهد حدق بآفاق الجهات الأربع ، هوى ببصره إلى أفق جديد تلامعت عيناه بإبتسامه رضا فاشرق وجهه بضياء علوي أسبل جفنيه ببطء حينما وصل بالتحليق أقصاه ارتد وهوى الى المحيط مجذوباً للأسفل في سجود كوني، عندها عرج إلى السماء شعاع من نور وقبل أن يعبر السحاب ويسكن الأبدية، ضمه صدر القمر بعفوية أغمض عينيه ورفع رأسه، راح يتحسس النور الدافيء الذي أستقر فيه كمن يتحسس وديعة الأحلام ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق